العراق يحقق الاكتفاء الذاتي من القمح رغم الصعوبات

بغداد- نجح العراق في تحقيق الاكتفاء الذاتي من القمح خلال الموسم الحالي على الرغم من الصعوبات التي واجهت المزارعين، أولاها احتباس الأمطار جراء موجة الجفاف التي تضرب أجزاء كثيرة من العالم.
وأعلن وزير التجارة أثير الغريري السبت الماضي أن حجم المحصول بلغ نحو 5.19 مليون طن، وهو الأكبر في تاريخ العراق، فيما توقع أن يشهد العام المقبل طفرة نوعية في إنتاج الحنطة في ظل الخطط الحكومية.
وقال في كلمة له خلال احتفالية انتهاء موسم تسويق الحنطة لعام 2023 وتحقيق الاكتفاء الذاتي إن “صوامع وزارة التجارة استوعبت كميات كبيرة من مادة الحنطة أثناء موسم التسويق”.
وأكد أن الوزارة نجحت بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة في منع تهريب كميات من الحنطة من وإلى باقي المحافظات مع الأجهزة الأمنية التي كان لها الدور الفعال بالتنسيق مع الأجهزة الرقابية في جميع المحافظات.
وتحتاج السوق المحلية سنويا حوالي 4.2 مليون طن لتحقيق الاكتفاء الذاتي من محصول القمح ويضاف نحو مليون طن مستورد يخلط لأغراض الجودة مع القمح المحلي الذي لا تتوفر فيه مادة الجلوتين بالنسبة المطلوبة، وفق وزارة التجارة.
وكان البلد مكتفيا ذاتيا من القمح في السنوات الثلاث الذي سبقت الحرب في أوكرانيا، مع إنتاج 4.7 مليون طن في 2019 و6.2 مليون طن في 2020 وحوالي 4.2 مليون طن في 2021.
ولكن عوامل عديدة، أبرزها أزمة شح المياه، أدت إلى انخفاض إنتاج القمح محليا، حيث بلغ الموسم الماضي حوالي ثلاثة ملايين طن، ما دفع الحكومة إلى الاستيراد لتغطية النقص.
وتشكل قلة تساقط الأمطار في موسم الشتاء التحدي الأبرز أمام إنتاج المحاصيل الزراعية في العراق، من بينها القمح والأرز والشعير.
وعانى القطاع الزراعي في الأشهر الأخيرة من أزمة مزدوجة تتمثل في الجفاف وضعف الخطط لتنميته، إذ أثرا على إنتاج المحاصيل في ظل نقص المواد الأولية وشح التمويلات وتراجع قيمة الدينار إلى مستويات غير مسبوقة ما زاد الضغوط الشرائية على الناس.
3.5
في المئة من الأراضي الزراعية في العراق فقط مزوّدة بأنظمة ري
وتوقع الغريري أن يشهد العام المقبل طفرة نوعية كمًّا وكيْفا في ظل الخطط الحكومية واستخدام وسائل الزراعة وأساليب الري الحديثة وإجراءات أخرى داعمة لزيادة المساحات المزروعة، لافتاً إلى “بذل أقصى الجهود لتنفيذ فقرات البرنامج الحكومي”.
وبات جفاف الأنهر والأهوار واضحاً ويتسارع بشكل مطّرد في بلد شهد منذ أربعة عقود حروباً وأزمات متتالية أضرّت كثيرا بالبنى التحتية، فصار العراق يفتقر إلى مقومات التأقلم مع مناخ ما انفكّ يزداد قسوة.
وبحسب الأمم المتحدّة فإنّ نحو 3.5 في المئة من الأراضي الزراعية في العراق فقط مزوّدة بأنظمة ري، حيث طال التصحر نحو 69 من أراضي العراق الزراعية. ويثير هذا الوضع قلق الكثير من المزارعين وحتى مربي الماشية.
وتطرح الشركة العامة لتجارة الحبوب الحكومية مناقصات دولية بشكل دوري لاستيراد القمح والأرز من أجل برنامج دعم الغذاء الذي يغطي الطحين وزيت الطعام والأرز والسكر وحليب الأطفال.
وتم تدشين البرنامج لأول مرة في 1991 لمواجهة عقوبات اقتصادية من الأمم المتحدة.