العراق يتعهد بوضع حد للهجمات على البعثات الأجنبية

وزير الخارجية العراقي يؤكد اتخاذ الحكومة عددا من الإجراءات الأمنيّة والتنظيميّة والسياسيّة والدبلوماسيّة لوقف الهجمات على المنطقة الخضراء والمطار.
السبت 2020/10/03
التصعيد قد يحول العراق إلى ساحة معركة

بغداد - اعتبر فؤاد حسين وزير الخارجيّة العراقي القرار المبدئي للإدارة الأميركية بسحب السفارة من بغداد "لا يصبُّ في مصلحة الشعب العراقي".

وذكرت وزارة الخارجية العراقية، في بيان نشرته على حسابها بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، السبت، أن وزير الخارجيّة فؤاد حسين تلقى اتصالا هاتفيا من وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، مساء الجمعة، وركّز الحديث على العلاقات والروابط الثنائيّة بين البلدين، وعلى القرار المبدئيّ للإدارة الأميركية بسحب السفارة من بغداد.

وعبّر الوزير حسين عن القلق تجاه هذا القرار رغم كونه قراراً سياديّاً يخصّ الجانب الأميركي، ولكن قد يُؤدّي إلى نتائج لا تصُبُّ في مصلحة الشعب العراقيّ.

وأكّد وزير الخارجية أنّ الحكومة العراقيّة اتخذت عدداً من الإجراءات الأمنيّة والتنظيميّة والسياسيّة والدبلوماسيّة لوقف الهجمات على المنطقة الخضراء والمطار، وستكون هناك نتائج إيجابيّة ملموسة في القريب العاجل.

وطبقا للموقع، أكّد الوزير الأميركي أنّ العلاقات الأمريكيّة-العراقيّة مُهمّة للجانبين.

وناقش الوزيران مُختلِف الاحتمالات المستقبليّة بالنسبة لوضع البعثات الدبلوماسيّة في بغداد، ووعد الوزير الأميركي بأخذ ما طُرِحَ في النقاش بعين الاعتبار، كما أكّد الجانبان أهمّية الاستمرار في تبادل وجهات النظر، والتواصُل من أجل إيجاد حُلُول لهذه الأزمة.

ومنذ أشهر مضت، تتعرض "المنطقة الخضراء" في بغداد التي تضم مقار حكومية وبعثات سفارات أجنبية إلى جانب قواعد عسكرية تستضيف قوات التحالف الدولي، وأرتال تنقل معدات لوجستية، لقصف صاروخي، وهجمات بعبوات ناسفة من قبل جهات لا تزال مجهولة.

ويثير تلويح الولايات المتحدة بغلق سفارتها وسحب دبلوماسييها قلق العراقيين، حيث يشكل مؤشرا على نية الولايات المتحدة الرد على الميليشيات الشيعية الموالية لإيران، ما قد يفتح الباب أمام صراع أوسع.

وقال أحد الدبلوماسيين الغربيين في وقت سابق إن الإدارة الأميركية "لا تريد أن تكون خياراتها محدودة" في إضعاف إيران أو الفصائل الموالية لها في العراق. وسئل الدبلوماسي عما إذا كانت واشنطن سترد بتدابير اقتصادية أم بعمل عسكري فأجاب بأنها سترد بـ"ضربات".

ويسعى العراق إلى تهدئة مخاوف واشنطن من استمرار الهجمات التي تستهدف مقرها الدبلوماسي في بغداد، حيث تعهد مصطفى الكاظمي رئيس الوزراء العراقي أمام سفراء 25 دولة عربية وغربية بوضع حد للهجمات التي تستهدف البعثات الدبلوماسية وفرض سيادة القانون وحصر السلاح بيد الدولة

وعملت الولايات المتحدة على تعزيز أمن دبلوماسييها بعد تواصل التهديدات من قبل الميليشيات الموالية لإيران باستهداف المصالح الأميركية، حيث أعلنت سفارتها في بغداد عن سلسلة من الاختبارات لتعزيز الأمن في المنطقة المحيطة بمقر بعثتها الدبلوماسية.

ويشهد العراق فوضى سلاح عارمة تساهم في تعقيد أوضاعه الأمنية. وكثيرا ما ظهر السلاح بيد العشرات من الميليشيات الشيعية المدعومة من إيران خصوصا.

ويستخدم سلاح الميليشيات في العراق أداة ضغط سياسي وتصفية حسابات، وقد أكد الرئيس العراقي برهم صالح، الثلاثاء الماضي، خلال استقباله وزير الدفاع الإيطالي لورينزو جويريني رفض بلاده أن تكون ساحة لتصفية حسابات الآخرين.