العراق يتحسب من سيناريو تفجيرات لبنان بعد إلغاء الصدر تظاهرة مليونية

الأمن العراقي يشدد على التعامل مع الشركات الرصينة قبل استيراد الأجهزة الإلكترونية، فيما يرى قيادي في الإطار التنسيقي احتمالات قصف إسرائيل لبلاده عالية جدا.
الخميس 2024/09/19
تصعيد الميليشيات الموالية لإيران قد يلحق الأذى بالعراق

بغداد – قرر زعيم التيار الوطني الشيعي مقتدى الصدر، مساء الأربعاء، إلغاء تظاهرات كان قد دعا أنصاره في وقت سابق لتنظيمها تنديدا بحرب غزة، كانت مقررة غدا الجمعة، وذلك إثر تفجيرات أجهزة البيجر واللاسلكي المفخخة في لبنان.

وقال الصدر في بيان صدر عن مكتبه، إنه "بعد الاستهتار والإرهاب الصهيوني في فلسطين ولبنان، وبغطاء علني من كبيرة الشر أميركا، وعدم تجاوبهما مع القرارات الدولية والمناشدات الإنسانية وتغافلهما عن صوت الشعوب المنتفضة ضد الإرهاب الصهيو-أميركي الممنهج، والذي يريد جرّ المنطقة جمعاء إلى حرب إبادة، أجد من المنطقي إلغاء التظاهرات المليونية المرتقبة".

 وأضاف "ما عادت تجدي نفعا بعد كل هذه التعديات الإسرائيلية ضد الشعوب، التظاهرات ليست بمستوى الحدث الجلل".

وكان الصدر، قد دعا في بيان تلاه خطيب مسجد الكوفة الى الخروج بتظاهرة مليونية في ساحة التحرير وسط العاصمة بغداد لدعم القضية الفلسطينية.

ويرى مراقبون أن إلغاء الصدر للتظاهرة المليونية والتي تأتي غداة التفجيرات التي شهدها لبنان يومي الثلاثاء والأربعاء يعكس خشية تكرر نفس السيناريو في العراق خصوصا وأن فصائل مسلحة تنضوي تحت مسمى "المقاومة الإسلامية في العراق" انخرطت في مساندة حركة حماس عبر توجيه ضربات إلى إسرائيل، كانت آخرها مساء الثلاثاء حينها أعلنت أنها قصفت هدفا في مدينة حيفا المحتلة بواسطة الطيران المسير.

وتشن الجماعة عمليات استهداف متكررة ضد اسرائيل، كما كانت تستهدف القوات الأميركية في العراق وسوريا، وتقول إن ذلك انتصارا لغزة وفلسطين، قبل أن تتخذ قرارا بوقف هجماتها تجاه المصالح الأميركية.

وفي مظهر من مظاهر التوقي العراقي من تكرار سيناريو لبنان على أراضيه، دعا المجلس الوزاري للأمن الوطني في العراق الأربعاء إلى تشديد الإجراءات الوقائية لتجنب أية حالة اختراق للحدود العراقية والتعامل مع الشركات الرصينة قبل عملية استيراد الأجهزة الإلكترونية.

وطالب المجلس، خلال اجتماع عقده برئاسة رئيس الحكومة العراقية القائد العام للقوات المسلحة محمد شياع السوداني "المنافذ الحدودية باتخاذ الإجراءات الضرورية والوقائية لتجنب أي حالة اختراق محتملة والتشديد على التدقيق الأمني على المستوردات"، بحسب بيان للحكومة العراقية.

وذكر البيان أن المجلس استمع  إلى إيجاز بشأن تطورات الأحداث في الجمهورية اللبنانية والاستمرار في إرسال المساعدات الطبية والإنسانية لإسعاف المصابين.

وكان العراق قد شرع بإرسال شحنات كبيرة من المساعدات الإنسانية والأدوية وفرق طبية عالية المستوى لتقديم الدعم للشعب اللبناني على خلفية الانفجارات التي شهدتها مناطق متفرقة من لبنان.

ورأى رحيم العبودي العضو البارز في تحالف الإطار التنسيقي، أن قيام اسرائيل بقصف العراق أمر محتمل جدا، مشيرا الى أن العراق ليس بعيدا عن الاستهداف الاسرائيلي لأنه جزء من "محور المقاومة".

وقال  العبودي الذي ينتمي إلى "تيار الحكمة" بزعامة عمار الحكيم، أحد قوى "تحالف الإطار التنسيقي" الحاكم في بغداد إن "احتمالات قصف اسرائيل للعراق عالية جداً، لاسيما بعد استهداف حزب الله في لبنان، وهي بداية التصعيد من الكيان الاسرائيلي الغاصب".

وأضاف في تصريح لشبكة "رووداو" الكردية العراقية مساء الأربعاء أن "سلسلة التفجيرات يبدو أنها سيبرانية أمنية مخابراتية، حيث تم اختراق حزب الله اللبناني بطريقة ليست جديدة، وحصلت سابقاً عمليات اختراق في الأثاث من خلال ملاحقات طالت حركة التحرير الفلسطينية وغيرها الكثير، لكن بطريقة ارهابية كالتي تحصل اليوم".

وأوضح أن عمليات التفجير في لبنان "محاولة لفتح جبهة كبيرة ضد محور المقاومة في جنوب لبنان، وهنالك أيضاً استهداف في اليمن، وهذه تؤشر شيئاً مهماً جداً يجب الانتباه اليه، أنه لربما تكون هنالك موجة قادمة في العراق".

 وأشار العبودي الى أن "هذا واضح جداً، من خلال التصريحات التي تدلي بها القيادات العسكرية الاسرائيلية، من أنهم يمتلكون مفاجآت قادمة وأن هذا بعضاً من امكانياتهم، أي أنهم جهزوا لهذه الهجمات منذ مدة ليست بالقصيرة، وهذا من خلال ما شهدناه من سلسلة تفجيرات يبدو أنها كانت مستوردة منذ نحو 3 الى 4 أشهر".

كما رأى عضو تيار الحكمة أن "العراق ليس بعيداً عن الاستهداف الاسرائيلي، لكن قد تلعب الأدوار في المنطقة من خلال تأجيل هذه الهجمات، لذا على العراقيين أن ينتبهوا، وخصوصا القيادات الامنية والأمن السيبراني العراقي، من احتمالات واردة لهكذا هجمات".

 بخصوص الأنباء حول تفجير أجهزة لاسلكية لدى الحشد الشعبي في محافظة نينوى، أوضح العبودي أن "هذا الأمر ممكن وليس مستبعداً".

 وذكر أن مسار الهجمات الاسرائيلية يتضمن "لبنان وسوريا والعراق، ولربما حتى الأردن قد تشتمل على هجمات نظراً لوجود فلسطينيين كثر في الاردن"، منوهاً الى أن "اسرائيل تحاول نقل المعركة من وجهة نظرها في أن تكون خسائرها أقل، وعمقها أقوى، وبالتالي جر محور المقاومة الى حرب شاملة".

 ووفق للعبودي فإن "العراق لا يدفع بذلك، بل يدفع إلى التهدئة، وأن يكون قرار الحرب واحداً فيما اذا اضطر الى ذلك، وقد يكون هنالك تدخل من الأمم المتحدة".

وأكد أن "هذا النوع من الحروب هو من الأنواع المحرمة دولياً، لكن اسرائيل لا تعتد بالقانون الدولي، وعلى المجتمع الدولي أن يقف بالضد مما يحصل في لبنان".

وقرّر العراق إرسال فرق طبية وكوادر مساعدة مع أطنان من المساعدات جواً إلى بيروت، مندداً بالعدوان الإسرائيلي.

وكشف وزير الصحة اللبناني، فراس الأبيض، الخميس، أن وأوقعت موجة الأربعاء، 20 قتيلا وأكثر من 450 جريحا في مختلف أنحاء البلاد، وفق السلطات.

وجاء هذا الهجوم غداة هجوم مماثل غير مسبوق نسبه الحزب إلى إسرائيل وأوقع 12 قتيلا ونحو ثلاثة آلاف جريح، بحسب وزارة الصحة اللبنانية، الثلاثاء.

واتهم حزب الله إسرائيل التي لم تعلق على الحادثين، بالوقوف وراء الانفجارات وتوعد بالرد. 

ومن المقرر أن يلقي الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله كلمة عند الساعة 17:00 (الثانية بعد الزوال بتوقيت غرينتش) الخميس، حول ما حصل.