العراق يتجه إلى الإغلاق الشامل إثر تصاعد إصابات كورونا

بغداد - قالت وزارة الصحة العراقية الأربعاء إن البلاد ستتجه نحو الإغلاق الشامل، إثر تصاعد أعداد الإصابات بكورونا، وضعف الإقبال على تلقي اللقاحات المضادة للفايروس.
وسجّل العراق الأربعاء أعلى حصيلة بإصابات كورونا منذ تفشي الفايروس في فبراير 2020، بواقع 9 آلاف و635 إصابة.
ويتصدّر العراق قائمة دول الشرق الأوسط الأكثر تضررا من وباء كورونا، إذ تجاوز عدد الإصابات فيه عتبة المليون و300 ألف إصابة، مع أكثر من 17 ألف حالة وفاة، منذ ظهور الوباء وإلى غاية الثلاثاء، بينما بلغ إجمالي من تلقوا لقاحات مضادة لكورونا مليونا و95 ألفا و686 شخصا.
وكان آخر إغلاق جزئي فرضه العراق مطلع مايو الماضي لمدة 10 أيام.
وأشارت الوزارة في بيان إلى عدم استجابة المواطنين العراقيين بالشكل المطلوب لتوجيهاتها بالتباعد الاجتماعي، وتلقي اللقاحات المضادة لكورونا وارتداء الكمامات.
وعبّرت عن أسفها لـ"ضعف تعاون المواطنين في تطبيق الإجراءات الوقائية، والتأخر في أخذ اللقاحات الآمنة المتوافرة في كل المستشفيات والمراكز الصحية".
وتشير الإحصاءات الرسمية إلى أن عدد الأشخاص الذين تلقوا اللقاح لا يتجاوز 1 في المئة من العراقيين، الذين يصل تعدادهم إلى أربعين مليون نسمة.
ويعود عدم تطبيق الإجراءات الوقائية وضعف الإقبال على تلقي اللقاح إلى تشكيك الكثير من السكان في فاعلية القيود الصحية، حيث يتنقلون من دون وضع كمامة، بل يردد بعضهم "أنا لا أحب اللقاح".
وقالت الوزارة إنها تراقب الوضع الوبائي عن كثب وبقلق شديد، مضيفة "سنقدم التوصيات التي قد تشمل اتخاذ الإجراءات الأكثر تشددا في حال تواصل ارتفاع الإصابات بشكل خطير، ومنها فرض الحظر الشامل وغلق الحدود لقطع سلسلة انتشار العدوى، لتقليل نسب الإصابات والوفيات وحماية المواطنين من الخطر".
وتزايدت معدلات الإصابة بالفايروس بين العراقيين منذ بداية يوليو، بعدما كانت بين أربعة وخمسة آلاف لتصبح حوالي ثمانية آلاف حالة في اليوم الواحد، وفقا لتقرير لوزارة الصحة، وبلغت ذروتها 9189 إصابة في الثامن من الشهر الحالي.
واعتبرت ربى فلاح حسن، عضو الفريق الطبي للوزارة، أن "تزايد أعداد الإصابات وتجاوزها عتبة 8 آلاف ضمن الموقف الوبائي، يشكّل تهديدا حقيقيا يفوق إمكانيات المؤسسات الصحية في استيعاب المرضى الداخلين إلى المراكز الصحية والمستشفيات وردهات العناية المركّزة".
وقالت حسن في تصريح لصحيفة الصباح المحلية الرسمية الأربعاء إن "اللجنة العليا للصحة والسلامة ستتخذ قرارات صارمة وفق مستجدات الموقف الوبائي خلال الفترة المقبلة، لأنّ التوقعات تشير إلى إمكانية تصاعد الإصابات نتيجة الموجة الوبائية الثالثة من الجائحة، التي تتميز بخطورتها وسرعة انتشارها في نقل العدوى".
وأشارت إلى أنّ "المرحلة المقبلة تتطلب توسعة العمل ومضاعفته مع زيادة أعداد الإصابات، إلى جانب مراقبة الموقف الوبائي وحملات الرصد والتلقيح".
وأوضحت أنّ "الوزارة وضعت خطة لزيادة عدد المنافذ التلقيحية مع ترقب وصول الملايين من جرعات اللقاح، مع اتخاذ إجراءات جديدة لتلقيح موظفي الجامعات، وسيتم أيضا تنفيذ حملات للتطعيم في المعاهد الطبية والمخبرية".
وشدّدت على "أهمية اللقاح بالنسبة لأصحاب الأمراض المزمنة كالسكري والقلب ومرضى السرطان، لأنه لا يوجد أيّ مبرر أو تخوف من الإقبال على أخذ الجرعة"، مضيفة أنّ "المؤسسات الصحية خصّصت لجانا تعمل على فحص المريض قبل إعطائه اللقاح، وهي التي تقرّر إعطاءه اللقاح من عدمه".
وحذر الطبيب سرمد القرلوسي، رئيس أطباء مستشفى الكندي، أحد أبرز مستشفيات بغداد، قائلا "نحن مقبلون على كارثة وبائية".
وأضاف "دخلنا الموجة الثالثة، لا بدّ أن نكون مستعدين لها من خلال الالتزام بالتعليمات، بينها وضع الكمامة والابتعاد عن التجمعات".
وأشار القرلوسي إلى أن جميع أسرّة المستشفى وعددها 54 مشغولة بشكل كامل منذ بداية العام الحالي، ويشغل ثلاثين منها مرضى يتلقون العلاج حاليا في قسم الطوارئ.
وأضاف "الأعداد في تزايد مستمر، المستشفيات أصبحت مكتظة بالمصابين بفايروس كورونا، وهناك حالات حرجة جدا ونحن نحاول تجنب الكارثة والمحافظة على الوضع تحت السيطرة".