العراق وتوتال إنرجيز يوقعان اتفاقا بـ27 مليار دولار

الصفقة الضخمة المؤجلة تشتمل أربع مشروعات عملاقة لإنتاج النفط الخام واستثمار الغاز واستخدام ماء البحر لأغراض الحقن في المكامن النفطية، إضافة إلى الدخول في مجال الطاقة المتجددة لتوفير الطاقة الكهربائية.
الاثنين 2023/07/10
خطوة مهمة للعراق لتدارك تخارج شركات نفط كبرى

بغداد - وقع العراق وشركة توتال إنرجيز الفرنسية العملاقة للنفط اليوم الاثنين اتفاقا مؤجلا منذ فترة طويلة بقيمة 27 مليار دولار لتنفيذ أربعة مشاريع للنفط والغاز والطاقة المتجددة ولمدة تصل إلى 30 عاما.

وكان الاتفاق قد جرى توقيعه في عام 2021 باستثمارات مبدئية حجمها عشرة مليارات دولار في جنوب العراق لمدة 25 عاما، ولكنه تأجل بسبب خلافات بين الساسة العراقيين بشأن شروط الصفقة.

وتم إغلاق الصفقة في أبريل الماضي، عندما أعلن العراق موافقته على تقليص حصته في المشروع إلى 30 بالمئة بدلا من 40 بالمئة التي كان يصر عليها سابقا، وهو ما أحيا الاتفاق الذي تأمل بغداد في أن يجذب الاستثمار الأجنبي للعودة إلى بلد يشهد استقرارا نسبيا بعد صراع وتوترات لسنوات. كما سيكون لشركة قطر للطاقة حصة في المشروع بنسبة 25 بالمئة.

وتشمل المشروعات، التي وقع عليها وزير النفط العراقي، حيان عبدالغني، وباتريك بويونيه، رئيس شركة توتال، 4 مشروعات عملاقة لإنتاج النفط الخام واستثمار الغاز واستخدام ماء البحر لأغراض الحقن في المكامن النفطية، إضافة إلى الدخول في مجال الطاقة المتجددة لتوفير الطاقة الكهربائية. 

وقال وزير النفط حيان عبدالغني في كلمة خلال مراسم التوقيع إن هذه العقود مهمة للعراق ونجدد التزامنا بتوفير البيئة الآمنة لجميع الشركات العاملة في العراق.

وأوضح أن هذا العقد عبارة عن استثمار للغاز بطاقة 600 مليون قدم مكعب يتم ذلك على مرحلتين، الأولى يتم إنجازها خلال ثلاث سنوات بطاقة 300 مليون قدم مكعب، وبعدها بسنتين سيتم استثمار 300 مليون قدم مكعب أخرى ليكون انتاج الغاز من هذا العقد هو 600 مليون قدم مكعب.

كما يتم استثمار الغاز من خمسة حقول نفطية رئيسية، وهي حقل مجنون وغرب القرنة 2 وحقل اللحيس وحقل ارطاوي وحقل الطوبا.

وذكر أن هذا العقد يهدف إلى توقف حرق الغاز في هذه الحقول النفطية تماما وتحقيق زيادة في إنتاج النفط الخام بحدود 210 آلاف برميل يومياً من حقل ارطاوي، وإنشاء محطة لتصفية ماء البحر لأغراض الحقن بطاقة خمسة ملايين برميل من ماء البحر يومياً على مرحلتين، إضافة إلى استخدام الطاقة الشمسية لتوليد الطاقة الكهربائية بمعدل ألف جيغاوات.

وقال باتريك بويونيه إن "هذا المشروع سيكون ناجحا مع العراق". 

وبحسب مصادر في وزارة النفط، سيدخل العقد حيز التنفيذ بعد شهر من التوقيع، ويستمر إلى نحو 30 عاما بهدف زيادة الطاقات الانتاجية للنفط الخام وتأمين الغاز وغلق ملف إحراق الغاز وتقليل معدلات الاستيراد في إطار برنامج الحكومة العراقية الحالية.

ويمثل توقيع الاتفاق خطوة مهمة في جهود بغداد لتدارك تخارج شركات نفط كبرى من البلاد، حيث خفضت "إكسون موبيل" و"شل" و"بي.بي" عملياتها في العراق في السنوات القليلة الماضية مما ساهم في ركود إنتاج النفط العراقي.

وظلت قدرة إنتاج النفط العراقي عند نحو خمسة ملايين برميل يوميا في السنوات القليلة الماضية.

ومع ذلك، كانت هناك آمال في وقت من الأوقات أن يشكل إنتاج العراق منافسة للسعودية، أكبر المنتجين، بإنتاج يبلغ 12 مليون برميل يوميا أي ما يزيد على عُشر الطلب العالمي.