العراق والكويت يقتربان من استثمار حقول النفط المشتركة

تسارعت وتيرة التعاون بين العراق والكويت لاستثمار الحقول النفطية المشتركة، التي كانت في السابق أحد أسباب التوتر بين البلدين، في وقت أعلنت فيه بغداد أنها تضع اللمسات الأخيرة لبدء تصدير الغاز إلى الكويت.
الكويت – كشف وزير النفط العراقي ثامر الغضبان أمس أن الكويت والعراق اختارا مستشارا لدراسة المناطق النفطية على الحدود بين البلدين، وأنه سيتم تحديد السياسة الإنتاجية بناء على الدراسة.
ورجح محللون أن يمثل ذلك نقطة تحول كبرى في العلاقات بين البلدين بعد أن أدت في الماضي إلى الكثير بين البلدين وكانت أحد أسباب غزو العراق للكويت عام 1990 حين اتهمت بغداد الكويت حينها بحفر آبار عابرة للحدود وسحب النفط من الأراضي العراقية عبرها، وهو ما نفته الكويت.
وأوضح الغضبان أن الجانبين “تواصلا قبل أيام في اجتماع كبير موسع شمل الفنيين من الطرفين، وسيتم اتخاذ الإجراءات المناسبة، كما أن الاستشاري العالمي سيقوم بدراسة المنطقتين المتاخمتين على الحدود واللتين تضمّان حقلي الترقة صفوان والعبدلي”.
وأكد أمس على هامش اجتماع مجلس وزراء منظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول (أوابك) المنعقد في الكويت أن بلاده تضع حاليا اللمسات الأخيرة لاتفاقية تصدير الغاز إلى الكويت.
وذكر الغضبان أن الاتفاقية تمت في عهد الحكومة العراقية السابقة “وسندرسها وسيكون موقفنا بناء على المعطيات الإيجابية” مشيرا إلى أن العراق سبق أن صدر الغاز إلى الكويت في الثمانينات من حقل الرميلة، لكننا نعلم جميعا أن العراق لديه احتياجات كبيرة من الغاز وخصوصا لتوليد الطاقة الكهربائية”.
وكانت وزارة النفط الكويتية قد أكدت الشهر الماضي قرب اختيار الجهة الاستشارية بعد تحديد قائمة قصيرة تضم 4 مرشحين. ولم يكشف وزير النفط العراقي أمس عن اسم الجهة التي تم اختيارها.
ولا يوجد إنتاج حاليا من الحقول المشتركة، لكن تصريحات مسؤولي البلدين ترجح أن يتبلور المشروع بشكل نهائي خلال العام المقبل، على أن يتم تحديد حجم الإنتاج من خلال الدراسات.
وتحسنت العلاقات بين الكويت والعراق كثيرا بعد سقوط نظام صدام حسين في عام 2003. وفي فبراير الماضي أقامت الكويت مؤتمرا لإعادة إعمار العراق تمكن من جمع تعهدات دولية بنحو 30 مليار دولار.
في خضم أزمة المياه والكهرباء التي يعانيها العراق، أرسلت الكويت في أغسطس الماضي إلى العراق أربع محطات لتحلية مياه بطاقة إجمالية تبلغ مليون غالون يوميا، كما أرسلت 17 مولدا متنقلا للكهرباء ونحو 18 ألف طن من الديزل للتغلب على مشكلة نقص إمدادات الكهرباء في العراق.
وكان وزير النفط الكويتي بخيت الرشيدي الذي استقال من منصبه مؤخرا قد ذكر أن دول مجلس التعاون الخليجي تتفاوض مع العراق لتحقيق الربط الكهربائي بين الجانبين.
ويبحث العراق والكويت مشروع بناء خط أنابيب لنقل 50 مليون قدم مكعبة من الغاز إلى الكويت يوميا على أن ترتفع إلى 200 مليون قدم مكعبة خلال مدة العقد التي تمتد لفترة 10 سنوات.
ومن المقرر أن تأتي الصادرات من حقل الرميلة وتُستخدم لتغذية مصنع بتروكيماويات وسداد آخر دفعة من تعويضات الحرب المستحقة على بغداد عن غزو الكويت في 1990 وتبلغ 4.6 مليار دولار.
وسجل إنتاج الغاز في العراق ارتفاعا ملحوظا حيث تم تصدير عشرات الشحنات في الأشهر الماضية مع تسارع خطط خفض حرق الغاز المصاحب لعمليات إنتاج النفط.
وتشير البيانات إلى أن العراق صدر في الربع الأول ما يقارب 189 ألف متر مكعب من المكثفات ونحو 74 ألف طن من الغاز المسال. ومن المرجح ارتفاع الصادرات مع زيادة استغلال الغاز المصاحب في الحقول ومعالجته.