العراق مقبل على صيف حار دون سداد مستحقات غاز لإيران

بغداد - أعلن العراق عن تأخره في دفع الاستحقاقات المالية لإيران مقابل إمدادات الغاز، بحسب بيان الأربعاء لوزارة الكهرباء العراقية، التي أوضحت أن خفض كميات الغاز سبب تراجعا بساعات التغذية الكهربائية، وسط موسم صيف حار يخيّم عليه الجفاف.
كان العراق قد أعلن عن اتفاقه مع طهران على تسديد 1.6 مليار دولار اعتبارا من الأول من يونيو، لضمان تدفق الغاز خلال أشهر الصيف الأربعة.
وعلى الرغم من أنه بلد غني بالنفط، يعاني العراق من أزمة في الطاقة والكهرباء، تتفاقم عادة في موسم الصيف الذي تلامس فيه الحرارة الـ52 درجة مئوية أحيانا. ويعتمد البلد الذي تدهورت بنيته التحتية بسبب عقود من الحروب والعقوبات على إيران لتأمين ثلث احتياجاته من الغاز.
وقالت وزارة الكهرباء في بيانها الأربعاء إن إيران خفضت بمقدار خمسة ملايين متر مكعب كميات الغاز الذي تصدّره، "ما كان سببا في تقليص ساعات التجهيز بالطاقة الكهربائية"، فيما يتوقّع أن تبلغ الحرارة 48 درجة مئوية مع نهاية الأسبوع، ما يعني ازدياد الحاجة إلى المبرّدات والكهرباء.
وأضاف البيان أن "الجانب الإيراني قد طالب بسداد الالتزامات المالية عن مستحقات الغاز من الجانب العراقي، ومع تأخر إقرار الموازنة العامة والبحث عن حل بديل لقانون الأمن الغذائي، فإن ذلك سبب التلكؤ الذي نوهنا عنه سابقا".
وذكر البيان أن هناك مساعي للتواصل "مع الجانب الإيراني للتوصل إلى حلول وسطية مرضية، لدفع المستحقات والاستمرار في ضخ الغاز".
ولم يتمكّن العراق، الذي يعيش وسط أزمة سياسية متواصلة منذ ثمانية أشهر، من إقرار موازنة لعام 2022 بعدُ، حيث تعجز الأطراف السياسية الكبرى عن التوصل إلى اتفاق لتشكيل حكومة وانتخاب رئيس للجمهورية.
وأخفق البرلمان حتى الآن في إقرار مقترح قانون ينصّ على الدعم الطارئ، يهدف إلى إيجاد آليات لسداد مستحقات طارئة، من ضمنها مستحقات الغاز، كما أورد تقرير للجنة المالية في البرلمان العراقي الثلاثاء.
وكان وزير الكهرباء عادل كريم صرّح في مايو بأن "العراق مدين لإيران بمبلغ 1.692 مليار دولار عن مستحقات الغاز"، مشيرا إلى أن "إقرار قانون الدعم الطارئ سيمكننا من دفع ديون الغاز اعتبارا من مطلع يونيو المقبل وفق ما اتفقنا عليه مع إيران".
والرقم المذكور هو للمتأخرات عن 2020 التي لم يسددها العراق بعدُ، بسبب الآلية بالغة التعقيد المجبرة السلطات العراقية على اتّباعها للاستفادة من إعفاء من العقوبات الأميركية المفروضة على إيران.
ولا يسمح للعراق بتسليم أموال نقدية لإيران، ويجب أن تستخدم الأموال المسددة لتمويل استيراد الأغذية والأدوية.
ومرّ صيف 2021 كذلك صعبا على العراقيين، إذ شهدت البلاد أيضا انقطاعا متكررا للكهرباء، وتظاهرات لاسيما في جنوب البلاد.
وتسعى بغداد إلى حلّ أزمة الكهرباء التي تتزايد مؤخرا، ومن المتوقع أن تصل ذروتها في فصل الصيف المقبل، بالإضافة إلى البحث عن مصادر لتأمين الوقود المطلوب لتشغيل محطات توليد الكهرباء، التي يعمل معظمها بالغاز القادم من إيران.
ومن البدائل المطروحة، ربط البلاد بالشبكة الوطنية التركية لاستجرار الكهرباء إلى الموصل، ثاني أكبر مدينة في العراق، وكذلك بالكويت والسعودية لتوفير الكهرباء للجنوب العراقي.