العراقيون يحرجون السوداني: من سرق #مصفى_بيجي

رواد مواقع التواصل الاجتماعي يؤكدون أن حديث السوداني عن تعاون "مواطن" من أجل استعادة معدات مصفى بيجي لا يخلو من استخفاف واستبلاه للعقول.
الجمعة 2023/08/18
أراد به إنجازا لكنه تحول إلى إحراج

بغداد - وجد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني نفسه في موقف محرج أمام ضغوط شعبية متصاعدة تطالبه بالكشف عن هوية سارق معدات مصفى بيجي، رافضة الرواية التي قدمها بشأن هذا الملف المفتوح منذ نحو سبع سنوات. وكان السوداني أعلن خلال لقاء جمعه بوجهاء عشائر قضاء بيجي بمحافظة صلاح الدين، وسط العراق، عن استعادة المعدات المسروقة من مصفى بيجي "بالتعاون مع مواطن"، مسوقا لإنجاز كبير يحسب لحكومته.

وقال السوداني إن "الجهود المخلصة ساعدت الحكومة على استعادة المواد والمعدات المسروقة من مصفى بيجي التي تسببت بتعطيله، وهي مواد ومعدات وأجهزة مفصلية يمكن أن تكلفنا الملايين من الدولارات ولو طلبناها ستحتاج سنوات لتصنيعها".

وأضاف السوداني في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء العراقية (واع) أن "هذه المواد باتت في الموقع، بما يضمن عودة المصفى للعمل بكامل طاقته التصميمية التي ستجعلنا نكتفي ذاتياً في موضوع المشتقات النفطية"، مشيرا إلى "تعاون أحد المواطنين الذي أعلن استعداده للمساهمة في استعادة المواد التي قد تصل حمولتها إلى 100 شاحنة".

وكان السوداني يتوقع أن يهلل الشارع العراقي لهذا الإنجاز، ليجد نفسه أمام عاصفة من الانتقادات والأسئلة ضجت بها مواقع التواصل الاجتماعي عن هوية سارق المعدات، خاصة وأن اتهامات وجهت في السابق لميليشيا عصائب أهل الحق بالوقوف خلف السرقة.

وغزا ترند  #مصفى_بيجي  منصة "إكس" في العراق:

وقال الصحافي والباحث العراقي رائد هاشم في تغريدة:

 

وغرد عصام حسين:

 

وقال آخر في تغريدة عبر حسابه على "إكس":

 

ويعد مصفى بيجي الواقع شمال شرق مدينة بيجي، المصفى النفطي الأكبر في العراق، إذ كانت تقدر طاقته الإنتاجية بـ310000 برميل يوميا، قبل أن يتمكن تنظيم داعش من احتلاله في الحادي عشر من مايو 2014 بعد سيطرته على القضاء.

واستغرقت جهود القوات العراقية بدعم من التحالف الدولي لتحرير المصفى نحو عام، حيث تمت استعادته في العام 2015، وكان من المفترض أن يجري تشغيله، لكن بعد أشهر قليلة تم الإعلان عن إغلاقه أمام اللجان الحكومية، من قبل قوة مسلحة كانت ترتدي زيا عسكريا.

◙ في غمرة انشغال العراقيين بهوية السارق انبرى أعضاء وموالون للإطار التنسيقي يحتفون بخبر استرداد معدات مصفى بيجي

واتضح لاحقا أن المصفى بات غير قابل لإعادة التأهيل، إذ أنه لم يعد موجودا من الأساس بسبب عمليات تفكيك الأبراج الحرارية الرئيسية للتكرير والتي كانت سليمة قبل أشهر ثم اختفت بحجة أن التنظيم الجهادي عمد إلى تدميرها.

وكشف النائب السابق مشعان الجبوري حينها أن الضرر في المصفى قبل تحريره من داعش كان 20 في المئة لكنه بعد التحرير أصبح 85 في المئة.

وقبلها كانت قيادات في  تيار الحكمة الذي يتزعمه عمار الحكيم، وجهت اتهامات لميليشيا عصائب أهل الحق بسرقة وبيع معدات مصفى بيجي، الأمر الذي أدى إلى توتر بين الطرفين كان يمكن أن يخرج عن السيطرة لولا تدخل رئيس الجمهورية فؤاد معصوم حينها.

وقال العديد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي إن حديث السوداني عن تعاون "مواطن" من أجل استعادة معدات مصفى بيجي لا يخلو من استخفاف واستبلاه للعقول، متسائلين كيف لمواطن بسيط أن يخفي كل هذه المعدات، خلال هذه السنوات، ومن أوصلها إليه.

وتساءل  الأكاديمي السياسي عبدالوهاب الأعظمي:

وقالت أميرة الجبوري:

 

أما حسام الحاج فغرد قائلا:

 

وقالت سارة في تغريدة:

 

وفي غمرة انشغال العراقيين بهوية السارق انبرى أعضاء وموالون للإطار التنسيقي، يحتفون بخبر استرداد المعدات، معتبرين أن ما تحقق يبرئ ساحة ميليشيا عصائب أهل الحق، وطالبوا التيار الصدري رأسا بالاعتذار حيث سبق له أن وجه اتهامات للميليشيا الموالية لإيران.

وقال أحمد نوري المالكي، نجل رئيس الوزراء العراقي الأسبق، في تغريدة عبر "إكس" :

 

وكانت كتلة الصادقون التابعة لعصائب أهل الحق سارعت عقب حديث السوداني إلى إصدار بيان قالت فيه “بعد تصريح السوداني بإعادة أجهزة مصفى بيجي من كردستان تبين كذب وتدليس قنوات البعث وفضائيات الفتنة ومن لف لفها على المقاومة الإسلامية حركة عصائب أهل الحق، صاحبة التاريخ الجهادي الناصع ضد أميركا والصهاينة وذيولها المعادين للقرآن والإسلام".

وطالبت الكتلة برفع دعاوى قضائية ضد ما أسمتها بـ"قنوات الفتنة التي حرضت وشوهت الحقائق ليتم لجم إعلامها التسقيطي الكاذب العميل".

5