العراقيون والسوريون عالقون في أزمة بيلاروسيا والاتحاد الأوروبي

أنقرة - منعت السلطات التركية رعايا سوريا والعراق واليمن من الصعود على متن رحلات جوية متوجهة إلى بيلاروسيا، التي يتهمها الاتحاد الأوروبي بالسعي إلى إغراق أوروبا بالمهاجرين، الذين ينحدر جزء كبير منهم من البلدان الثلاثة.
وقالت هيئة الطيران المدني التركية إن مواطني سوريا واليمن والعراق لن تباع لهم تذاكر طيران من تركيا إلى مينسك.
وأعلنت شركة الطيران البيلاروسية "بيلافيا" في بيان لها أنه "بناء على قرار السلطات المختصة في تركيا، لن يُسمح لمواطني العراق وسوريا واليمن بالصعود على متن الرحلات الجوية بين تركيا وبيلاروسيا اعتبارا من الجمعة".
وكانت تركيا توصلت في وقت سابق إلى اتفاق مع الاتحاد الأوروبي يقضي بوقف تدفق المهاجرين قبل وصولهم إلى بيلاروسيا.
وأوضحت الحكومة التركية لمسؤولي الاتحاد الأوروبي أنه من الصعب علاج المشكلة، حيث إن العديد من المهاجرين لديهم الوثائق المطلوبة للسفر، مما يجعل من العسير منعهم من السفر، أو معاقبة شركات الطيران التي تسمح لهم بالصعود على متن رحلاتها.
وتتزايد المخاوف بشأن مصير أكثر من ألفي مهاجر غالبيتهم من أكراد الشرق الأوسط، عالقين عند الحدود البيلاروسية - البولندية، في ظروف وصفتها الأمم المتحدة بأنها "لا تحتمل"، مطالبة بتحرّك لمعالجة الأمر.
ورصدت صحيفة "نيويورك تايمز" في تقرير لها بعض سوء المعاملة "القاسية والمروعة" التي تعرض لها عدد من المهاجرين العراقيين في بيلاروسيا، ومنهم الشاب هاجير الذي قال في اتصال مرئي إنه تعرض لضرب مبرح عندما جرت إعادته إلى ليتوانيا، بعد تمكنه من دخول بيلاروسيا.
وأشار إلى أن شرطة ليتوانيا استدعت فرقا من القوات الخاصة، اصطحبته مع مجموعة من زملائه إلى مكان بعيد عن الأعين، قبل أن تعتدي عليهم بالضرب المبرح بالعصي الغليظة والأسواط البلاستيكية والصواعق الكهربائية، مما ترك كدمات على أجسادهم.
وقال صحافي من إقليم كردستان يدعى سيروان (29 عاما) إنه تعرض لضرب مبرح حتى عند صعوده إلى الطائرة، انتقاما منه لأنه كان يبث مشاهد حية عن أوضاع المهاجرين هناك.
ووفق منظمات المجتمع المدني في كردستان العراق، فإن هناك نحو 4 آلاف من أبناء الإقليم سافروا إلى بيلاروسيا، وأن الكثير منهم عالق حاليا في المنطقة الحدودية.
وأحدثت موجة الهجرة الجديدة أزمة إضافية في العلاقة بين بيلاروسيا والاتحاد الأوروبي الذي اتهم ألكسندر لوكاشينكو رئيس بيلاروسيا المدعوم من موسكو بزيادة تدفق المهاجرين، ردا على الضغوط التي يمارسها التكتل ضد حكومته بسبب حملة القمع التي تشنها ضد المعارضة البيلاروسية.
وكان الكرملين أعلن الخميس أن المستشارة الألمانية المنتهية ولايتها أنجيلا ميركل والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بحثا في اتصال هاتفي مجددا وضع المهاجرين المتوتر في بيلاروسيا.
وأشار الكرملين إلى أهمية حل أزمة الهجرة الصعبة على حدود بيلاروسيا مع دول الاتحاد الأوروبي على أساس المعايير الإنسانية الدولية.
ويلّوح الاتحاد الأوروبي بفرض عقوبات على مينسك، وانضمت الولايات المتحدة إلى التكتل، حيث وجهت في بيان مشترك مع كل من بريطانيا وفرنسا والنرويج وإستونيا وإيرلندا في مجلس الأمن الدولي مساء الخميس، اتهامات إلى مينسك بالسعي إلى "زعزعة استقرار الدول المجاورة" و"صرف الانتباه عن انتهاكاتها المتزايدة لحقوق الإنسان".
وقالت الدول الست إنّ ما تقوم به مينسك على صعيد أزمة المهاجرين هو "تكتيك غير مقبول ويستدعي رد فعل دوليا قويا وتعاونا من أجل محاسبة" نظام الرئيس لوكاشينكو.
وفي مقابل تهديدات الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة بالعقوبات، لوحت مينسك بقطع إمدادات الغاز عن التكتل. ويرى البعض أن قرار منع موطني العراق وسوريا واليمن من السفر إلى بيلاروسيا قد يكون بداية انفراجة في الأزمة الأخيرة، لكن مراقبين يرون أن المشكلة لها أبعاد أعمق من أزمة المهاجرين على الحدود، التي هي مجرد ورقة ضغط من مينسك.