العباءة السوداء تحول مسرحية مدرسية إلى قضية رأي عام في السعودية

أنصار مدرسة التشدد يعيدون الجدل حول لباس المرأة.
الاثنين 2023/05/29
انفتاح لا يروق للكثيرين

انقسم الناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي في السعودية حول عرض مسرحي لمدرسة سعودية، ظهرت فيها بنات يخلعن عباءاتهن، وأعاد الحديث عن التشدد والتحرر ولباس المرأة في الاسلام.

الرياض - أثار عرض مسرحي لتلاميذ في أحد مدارس منطقة القصيم السعودية جدلا واسعا عبر مواقع التواصل الاجتماعي في المملكة، بعد “خلع طفلات عباءاتهن” خلال العرض، ورغم رمزية المشهد إلا أنه أعاد الجدل حول حرية اللباس بين التشدد والوسطية والاعتدال.

وتحول اسم العرض المسرحي “أفق” الذي نُظم في إحدى مدارس منطقة القصيم وسط السعودية إلى ترند على تويتر، بعد أن أظهر مقطع فيديو طفلاً وهو يحمل كرة مضاءة ويمشي إلى الخلف فيما تسير أمامه طالبات صغيرات ويقمن بخلع العباءات وإلقائها على الأرض في إشارة إلى استدلالهن على الطريق المنشود.

وتناقل ناشطون مقطع الفيديو من العرض المسرحي، وتباينت الآراء حول دلالته والرسالة التي قصد القائمون على العرض المسرحي بتوجيهها عبر هذا المشهد.

ورأى العديد من رواد مواقع التواصل في المشهد أن “خلع عباءة الستر والعفاف والتي تعتبر مظهر من مظاهر الإسلام والدوس عليها فعلا شنيعا”، معتبرين أنهم “لن يرضوا

بهذا المشهد بأي شكل كان، لأنه يسيء للدين الاسلامي”.

وقال أحدهم:

وعلق آخر:

وعلقت مغردة:

AzizGala@

المشهد مستفز جدا جدا جدا إن كان القصد هو التحرر من الجهل فهناك. ألوان كثيرة وأفكار بديله لهذه الفكرة التي تثير المجتمع وتستفزه. كل إنسان لديه عقيدة ومبدأ لا يقبل المساس به ووجب احترامه. للأسف أنا لو بنتي موجودة لرفضت أن تمثل هالمشهد رفضا تاما. مشهد به خلع لباس يحمل فكرا خبيثا.
 

والمفارقة أن الكثير من التعليقات تشير إلى عدم المعرفة بقصة المسرحية وما تدور حوله، وأن أغلبها ذهبت لانتقاد المشهد اعتمادا على تكهنات شخصية، وجاء في تغريدة:

وقال معلق:

واعتبر مغرد أن المشهد المسرحي يحتمل التأويل بأكثر من طريقة لذلك كان يتوجب توضيح الفكرة أكثر:

وعقب ردود الأفعال والجدل الواسع، أعلنت الإدارة العامة للتعليم بمنطقة القصيم تشكيل لجنة مركزية للإشراف على البرامج الاحتفائية، ومتابعة ما أثير حول العرض واستكمال ما يلزم نظامًا.

وقالت الإدارة في بيان السبت إنه بالإشارة إلى ما تم تداوله مؤخرًا في عدد من مواقع التواصل الاجتماعي، حول أحد العروض المسرحية الطلابية، تمّ التوجيه بتشكيل لجنة للإشراف على البرامج الاحتفائية التي تقام على مستوى الإدارة والمدارس تباشر إعداد ومراجعة المحتوى، بما يتسق مع الدور التربوي المنطلق من المرتكزات الوطنية المنبثقة من القيم والتعاليم الإسلامية.

وأوضحت الإدارة أن المدير العام للتعليم بالقصيم وجه بالتحقيق في محتوى العرض المسرحي “أفق”.

من جهة أخرى، رفض ناشطون الاتهامات التي وجهت للعرض المسرحي والقائمين عليه معتبرين أن المعترضين فسّروا الرسالة التي وجهت خلال العرض بشكل خاطئ. وقالوا إن المسرحية تشير إلى تجسيد النور الذي هو العلم والقراءة والعقل المعتدل والذي أماط الجهل عن الفتيات الصغيرات.

كما اعتبروا أن فرض لباس معين على أنه قياس للعفة والطهارة، بينما من يخالف ذلك هو انحلال وتبرّج هو تطرف باسم الدين، والأصل في الإسلام الاعتدال دون تطرف أو انحلال. وأوضحت ناشطة:

وأضافت:

الوصف المجازي لأيّ فكرة حق مشروع وأعتقد أنه واضح جداً ولكن الجهلة المكتسي عقول بني صحونج والتخلف هو من يحتاجون إلى بلورة تُهبد على رؤوسهم ليخرجوا من وحل التخلف.

وكتب مغرد:

وقال ناشط:

ورأى آخر:

A_go11@

يعبدون اللون الأسود لو حاطين لون أحمر ولا رصاصي ما قالوا شيء.#أفق.
 

وليس لدى السعودية قانون مكتوب يحدد زي المرأة حسب الشريعة الإسلامية لكن الشرطة والهيئة القضائية تفرضان منذ فترة طويلة زيا صارما على المرأة يطالبها بارتداء العباءة وتغطية رأسها وفي العديد من الحالات تغطية وجهها.

وتشهد السعودية في الأعوام الأخيرة مع صعود ولي العهد الأمير محمد بن سلمان إلى السلطة، تحولا كبيرا في المشهد الثقافي والفني والاجتماعي، وتدعيما لحقوق المرأة وقد أثار ذلك جدلا بين أنصار المدرسة القديمة المحافظة والإصلاحيين الجدد الذين يريدون السعودية أكثر انفتاحاً وعصرية عن ذي قبل.

ولقيت هذه التغييرات بما في ذلك قرار السماح للنساء بحضور مناسبات رياضية مشتركة وحقهن في قيادة السيارات إشادة باعتبارها دليلا على نهج تقدمي جديد نحو التحديث في المملكة.

وكان ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان قال إن “النساء في بلاده لا يتعيّن عليهن ارتداء غطاء الرأس أو العباءة السوداء ما دامت ملابسهن محتشمة ومحترمة”. وأشار في حديث مع شبكة “سي.بي.أس” الأميركية إلى أن “القرار يرجع إلى المرأة في تحديد نوع الملابس المحتشمة والمحترمة التي تريد ارتداءها”. وأضاف أن ذلك لا يعني بالتحديد ارتداء عباءة سوداء أو غطاء رأس أسود مشيرا إلى أن القرار يرجع للمرأة في تحديد نوع الملابس المحتشمة والمحترمة التي تريد ارتداءها.

كما أفاد رجل دين بارز إنه يتعين على النساء ارتداء ملابس محتشمة ولكن ذلك لا يعني بالضرورة ارتداء العباءة.

وبدأت النساء السعوديات ارتداء عباءات ملوّنة في السنوات الأخيرة لتظهر ألوان مثل الأزرق الفاتح والوردي بدلا من الأسود المعتاد. كما تزايد انتشار ارتداء العباءة المفتوحة على تنورة طويلة أو سروال من الجينز في بعض أنحاء البلاد.

وكثيرا ما تكون “تفاصيل” النساء في السعودية موضع محاكمة من مستخدمي تويتر في السعودية يتقدمهم رجال الدين الذين أطلق أغلبهم حسابات على الشبكات الاجتماعية لنشر الفتاوى وتخويف النساء خاصة من عذاب الآخرة، قبل أن تسيطر الحكومة على سطوة رجال الدين على الحياة العامة وتحجم دورهم في المجتمع.

5