العاهل المغربي يتلقى رسالة مهمة من رئيس النيجر

الطريق إلى الأطلسي وقضية الصحراء يتصدران مباحثات رئيس الحكومة المغربية ورئيس وزراء النيجر في زيارته الأولى للرباط.
الخميس 2024/02/15
علاقات وطيدة قائمة على التضامن والدعم المتبادل

الرباط - كشف رئيس الحكومة المغربية عزيز أخنوش، أنه تسلم رسالة من الرئيس الفعلي للنيجر الجنرال عبدالرحمان تياني رئيس المجلس الوطني لحماية الوطن، موجهة للعاهل المغربي الملك محمد السادس، وذلك عن طريق الوزير الأول النيجيري مهامان لامين زين، الذي بدأ الاثنين زيارة رسمية إلى الرباط تمتد ليومين، رفقة وفد رفيع المستوى، يُنتظر أن تنتهي إلى إعلان موقف جديد من نيامي بخصوص قضية الصحراء.

وجاء في بيان لرئيس الحكومة المغربية عبر صفحته الرسمية على فيسبوك أنه بتعليمات من الملك محمد السادس، استقبل علي مهامان لامين زين الوزير الأول بجمهورية النيجر، مبعوث الجنرال دو بريكاد عبدالرحمان تياني رئيس المجلس الوطني لحماية الوطن، رئيس الدولة.

وأوضح بيان أخنوش أن الوزير الأول النيجيري أُبلغه برسالة من رئيس النيجر، إلى الملك محمد السادس، دون الكشف عن فحوى هذه الرسالة.

<

والاثنين حل رئيس وزراء النيجر الذي يحمل أيضا صفة وزير الاقتصاد والمالية، على رأس وفد رفيع المستوى يشمل وزير الدولة المكلف بالدفاع الوطني، ساليفو مودي، ووزير الخارجية، بكاري ياو سانغاري، ما يؤكد ثقل الزيارة على المستوى الدبلوماسي والاقتصادي والعسكري.

وتعد هذه أول زيارة يقوم بها أعضاء الحكومة النيجرية إلى المغرب منذ إعلان وزير خارجيتها، من مدينة مراكش، في 23 ديسمبر 2023 انضمام نيامي إلى المبادرة الدولية، التي أطلقها الملك محمد السادس لتعزيز ولوج مجموعة دول الساحل إلى المحيط الأطلسي.

وربط موقع "أفريماغ" هذه الزيارة بسلسلة من الجولات التي يقوم بها الوزير الأول النيجري، والتي شملت روسيا ودول الشرق الأوسط، مبرزة أنها تهدف إلى مناقشة إمكانيات التعاون في قطاعات مثل الدفاع والمنتجات الغذائية الفلاحية والطاقة والمعدات الطبية والنفط.

وحسب المصدر نفسه فإن المناقشات بين لامين زين وأخنوش ركزت، من بين أمور أخرى، على المبادرة التي أطلقها الملك محمد السادس لتمكين دول الساحل من الوصول إلى المحيط الأطلسي، والتي أعلن النيجر، إلى جانب مالي وتشاد وبوركينا فاسو، الانضمام إليها شهر ديسمبر الماضي.

وتوقعت مصادر سياسية أن تحمل هذه الزيارة جديدا بخصوص موقف النيجر من السيادة المغربية على الصحراء، ولم تستبعد أن تكون تمهيدا لإعلان نيامي دعم مقترح الحكم الذاتي في المنطقة تحت السيادة المغربية.

وإن تم ذلك فسيمثل تحولا استراتيجيا مهما، إذ إن النيجر تتشارك الحدود مع الجزائر، الطرف الأساسي في ملف الصحراء والداعم الرئيسي لجبهة البوليساريو الانفصالية، وعمليا، فإن انخراط نيامي في المبادرة الدولية للملك محمد السادس يعد اعترافا بالسيادة المغربية على الصحراء، كون المنفذ البحري الذي ستحصل عليه سيكون عبر ميناء الداخلة الأطلسي الجديد.

وتربط بين المغرب والنيجر علاقات وطيدة قائمة على التضامن والدعم المتبادل، ولم يسبق للنيجر أن اعترفت بالجمهورية الوهمية لبوليساريو. كما كانت أيضاً من الدول الأولى التي دعمت وأيدت عودة المغرب إلى الاتحاد الأفريقي.

وعلى عكس ما قامت به الجزائر وممارستها الضغوط المكثفة على نيامي، التزم المغرب الحياد تجاه مشاكل النيجر الداخلية، مؤكدا أنه "واثق من حكمة الشعب والقوى الفاعلة في النيجر للحفاظ على المكتسبات، والحفاظ على دورها الإقليمي البنّاء المهم، والعمل على تحقيق تطلعات الشعب".