العاهل المغربي يؤكد دعم بلاده لحق الفلسطينيين في إقامة دولة مستقلة

الرباط - أكد العاهل المغربي الملك محمد السادس، الجمعة، دعم بلاده حق فلسطين في إقامة دولة مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية وفقا لقرارات الشرعية الدولية.
وجاء ذلك في برقية تهنئة بعثها العاهل المغربي إلى الرئيس الفلسطيني محمود عباس، بمناسبة الذكرى الـ36 لإصدار الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، “وثيقة الاستقلال” من الجزائر، التي أعلن فيها “قيام دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشريف.”
وقال الملك محمد السادس، “يطيب لي، ودولة فلسطين تحتفل بعيدها الوطني، أن أعرب لفخامتكم عن تهانئي الحارة ومتمنياتي الخالصة، لكم شخصيا بموفور الصحة والعافية، وللشعب الفلسطيني الشقيق بما ينشده من حرية واستقلال، وازدهار وسلام.”
وأفاد: “أغتنم هذه المناسبة لأعرب عن اعتزازي الدائم بأواصر الأخوة الراسخة والتعاون البناء الذي يجمع بين البلدين والشعبين الشقيقين.”
وأضاف العاهل المغربي للرئيس محمود عباس: “أجدد لفخامتكم دعم المملكة المغربية الثابت لما تبذلونه من جهود متواصلة لتحقيق تطلعات شعبكم الأبي من أجل نيل حقوقه العادلة، وفي مقدمتها حقه في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية وفقا لقرارات الشرعية الدولية.”
المغرب كان أول من فتح طريقا بريا غير مسبوق منذ اندلاع المواجهات المسلحة في غزة لإيصال المساعدات المغربية
وفي 15 نوفمبر من كل عام، ينظم الفلسطينيون في الأراضي المحتلة (قطاع غزة والضفة الغربية والقدس) ومخيمات اللاجئين الفلسطينيين في الخارج فعاليات لإحياء ذكرى إعلان وثيقة الاستقلال، وللمطالبة بتنفيذ القرارات الدولية التي تمنحهم حقهم بإقامة دولة مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية المحتلة.
وهذا الإعلان الثاني من نوعه، بعد الوثيقة الأولى للاستقلال، التي صدرت في أكتوبر 1948، وأعلنتها آنذاك حكومة “عموم فلسطين” برئاسة الفلسطيني الراحل أحمد حلمي عبدالباقي.
وكان المغرب أول من فتح طريقا بريا غير مسبوق منذ اندلاع المواجهات المسلحة في غزة ذلك أن المساعدات المغربية يتم إيصالها إلى تل أبيب جوا، ومنها ترسل إلى غزة عبر الطريق البري.
وأعطى العاهل المغربي، رئيس لجنة القدس، تعليمات في وقت سابق لإطلاق عملية إنسانية تهم توجيه مساعدات طبية إلى السكان الفلسطينيين في غزة.
وذكر بلاغ لوزارة الشؤون الخارجية المغربية أن هذه المساعدات التي أمر بها الملك محمد السادس تتكون من أربعين طنا من المواد الطبية تشمل خاصة معدات لعلاج الحروق والطوارئ الجراحية وجراحة العظام والكسور، وكذلك أدوية أساسية، مضيفا أن هذه المواد الطبية موجهة إلى البالغين وصغار السن.
العاهل المغربي أعطى تعليمات في وقت سابق لإطلاق عملية إنسانية تهم توجيه مساعدات طبية إلى السكان الفلسطينيين في غزة
وسبق أن وجه العاهل المغربي في شهر رمضان الماضي بإرسال مساعدات إغاثية إلى سكان قطاع غزة ومدينة القدس. وشملت المساعدات آنذاك أكثر من 40 طنّا من المواد الغذائية.
وكان المغرب أعرب عن رفضه القاطع وغير القابل للتفاوض للحلول والأفكار الرامية إلى تهجير الفلسطينيين وترحيلهم من أراضيهم، داعيا السلطات المعنية إلى احترام القوانين الدولية والإسلامية والقيم الإنسانية المشتركة، ووضع حد للحرب التي تُهدد الأمن القومي للمنطقة ككل.
وجاء ذلك في مداخلة تقدم بها وزير الخارجية ناصر بوريطة الذي مثل الملك محمد السادس ضمن أشغال “قمة القاهرة الدولية للسلام” التي دعا إليها الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي بهدف تدارس محاولات وقف التصعيد الراهن بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، بحضور قادة 31 دولة، وهيئة الأمم المتحدة، وثلاث منظمات إقليمية.
ونبّه المغرب إلى أنه متشبث بخيار السلام وأهمية تحقيق الرخاء والسلام والازدهار، مؤكدا استعداده وبتنسيق مع الرئيس المصري صاحب الدعوة إلى القمة المذكورة وجميع الشركاء للانخراط في تعبئة دولية لوقف الأعمال العدائية في أسرع وقت ممكن.
وأخذت الجمعية المغربية لدعم الإعمار في فلسطين على عاتقها مسؤولية تقديم دعم إغاثي للفلسطينيين، والتضامن مع قضيتهم إعلاميا وماديا وسياسيا من خلال تبني عدة مبادرات.
ويأتي نشاط الجمعية المغربية (غير حكومية) في إطار حالة تضامن كبيرة في المملكة مع الفلسطينيين، وتشهد عدة مدن بينها العاصمة الرباط مظاهرات متواصلة يطالب فيها المشاركون بوقف الإبادة الإسرائيلية ورفع الحصار وتقديم دعم للشعب الفلسطيني، وإنهاء اتفاقية التطبيع بين الرباط وإسرائيل.
وتقوم الجمعية بالعديد من الأنشطة، لحشد الدعم للمساهمة بإعمار جزء مما دمرته إسرائيل بقطاع غزة، فضلا عن التعريف بالقضية عبر أنشطة ومؤتمرات وورشات ولقاءات.