العاهل السعودي يدعو إلى نزع سلاح حزب الله

نيويورك - أكد العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز أن "حزب الله" اللبناني مسؤول عن الانفجار المدمر الذي هز مرفأ بيروت أوائل أغسطس، داعيا إلى نزع سلاح الحزب لتحقيق الأمن والاستقرار والرخاء.
وأعلن الملك سلمان في كلمة المملكة أمام أعمال الدورة 75 لانعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، عن وقوف السعودية إلى جانب الشعب اللبناني الذي يواجه كارثة إنسانية نتيجة لانفجار مرفأ بيروت، مشددا على أن الانفجار "يأتي نتيجة هيمنة حزب الله.. وعلى اتخاذ القرار في لبنان بقوة السلاح مما أدى إلى تعطيل مؤسسات الدولة الدستورية".
وتابع "تحقيق ما يتطلع إليه الشعب اللبناني الشقيق من أمن واستقرار ورخاء يتطلب تجريد هذا الحزب الإرهابي من السلاح".
ومن جانب آخر دعا العاهل السعودي إلى حل شامل وموقف دولي راسخ لمنع إيران من الحصول على أسلحة دمار شامل ووقف برنامجها للصواريخ الباليستية وتدخلها في شؤون الدول الأخرى.
وقال إن النظام الإيراني لا يعبأ باستقرار الاقتصاد العالمي، مشيرا إلى أن السعودية مدت يدها للسلام مع إيران لكن دون جدوى".
وأضاف أن إيران استغلت الاتفاق النووي لتكثيف أنشطتها التوسعية وتأسيس شبكاتها الإرهابية وعدم إنتاج شيء سوى الفوضى والتطرف والطائفية.
وأشار إلى النظام الإيراني استهدف المنشآت النفطية السعودية العام الماضي، مؤكدا أن المملكة انطلاقا من موقعها في العالم الإسلامي تضطلع بمسؤولية خاصة وتاريخية تتمثل في حماية عقيدتها الإسلامية السمحة من محاولات التشويه من التنظيمات الإرهابية والمجموعات المتطرفة.
وأكد العاهل السعودي أن النظام الإيراني "يستمر عبر أدواته في استهداف المملكة بالصواريخ البالستية التي تجاوز عددها 300 صاروخ وأكثر من 400 طائرة بدون طيار في انتهاك صارخ لقراري مجلس الأمن 2216 و2231".
وفي الشأن اليمني، أكد العاهل السعودي أن المملكة لن تتهاون في الدفاع عن أمنها الوطني، ولن تتخلى عن الشعب اليمني الشقيق حتى يستعيد كامل سيادته واستقلاله من الهيمنة الإيرانية، قائلا "مستمرون في دعم جهود المبعوث الأممي إلى اليمن".
وأشار إلى أن الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران تهدد أمن الملاحة البحرية الدولية، وأن الميليشيات الحوثية مستمرة في استهداف المدنيين في اليمن والسعودية.
وشدد العاهل السعودي على دعم المملكة جميع الجهود الرامية للدفع بعملية السلام العربية، ومساندتها لما تبذله الإدارة الأميركية الحالية من جهود لإحلال السلام في الشرق الأوسط من خلال جلوس الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي على طاولة المفاوضات للوصول إلى اتفاق عادل وشامل، مؤكدا دعم "قيام دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية".
وفي ملف جائحة كورونا قال العاهل السعودي "إن المملكة تؤكد أن العالم اليوم يواجه تحدياً كبيراً يتمثل في جائحة كورونا، وقامت بوصفها رئيساً لمجموعة العشرين بتنسيق الجهود الدولية لمكافحة الجائحة والحد من تأثيرها الإنساني والاقتصادي".
وأضاف "قدمت المملكة خلال العقود الثلاثة الماضية أكثر من ستة وثمانين مليار دولار من المساعدات الإنسانية، استفادت منها إحدى وثمانون دولة".
وتابع "المملكة تنتهج في محيطها الإقليمي والدولي سياسة تستند إلى احترام القوانين والأعراف الدولية، والسعي المستمر لتحقيق الأمن والاستقرار والازدهار، ودعم الحلول السياسية للنزاعات ومكافحة التطرف بأشكاله وصوره كافة".
وتابع "اخترنا طريقاً للمستقبل من خلال رؤية المملكة 2030، وتطمح من خلالها أن يكون اقتصادها رائداً ومجتمعها متفاعلاً مع محيطه، مساهماً بفاعلية في نهضة البشرية وحضارتها".
ودعا إلى تكثيف الجهود والعمل الدولي المشترك لمواجهة التحديات التي تواجه الإنسانية في مجال التغير المناخي ومكافحة الفقر والجريمة المنظمة وانتشار الأوبئة، للعمل نحو مستقبل مشرق تعيش فيه الأجيال القادمة بأمن واستقرار وسلام.
إلى ذلك، دعا إلى التعايش السلمي والتكاتف بين دول العالم وشعوبه، مؤكداً أن السعودية لا تميّز في جهودها الإنسانية على أساس العرق أو الديانة.