العاهل الأردني يحذّر من السلوك الإيراني المهدّد للسلام في العالم

عمان - دعا العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني في مقابلة مع شبكة التلفزيون الفرنسية "فرانس 24" بثت الاثنين إلى "ضرورة التهدئة والحد من التوتر" على خلفية التصعيد المتواصل بين الولايات المتحدة وإيران إثر مقتل قاسم سليماني قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري المصنف إرهابيا، وما أعقبه من هجمات إيرانية وخطوات احترازية من واشنطن لتأمين جنودها في الشرق الأوسط.
وعبر الملك عن أمله بأن "نقوم في الأشهر القليلة القادمة بتصويب الاتجاه في المنطقة".
وردا على سؤال حول ما إذا كانت السفارة الأميركية بالأردن ضمن 4 سفارات لواشنطن بالمنطقة حذر ترامب من أن إيران ستستهدفها، قال العاهل الأردني: "كان هناك مستوى تهديد أعلى خلال 2019 على أهداف معينة داخل الأردن؛ فمن منظور عسكري نحن في حالة تأهب أعلى لمواجهة وكلاء قد يستهدفون".
وأوضح أن يتحدث عن "وكلاء إيران"، وأن مستوى التهديد من قبلهم في 2019 "كان مصدرا للقلق، لكن لحسن الحظ لم يحدث شيء".
وأكد أنه "علينا جميعا مواجهة" ما أسماه بـ"الهلال الإيراني الذي لديه امتداداته في العراق وسوريا ولبنان".
وتنفي إيران اتهامات موجهة لها بـ"التدخل في شؤون جيرانها، والسعي لزعزعة استقرارها"، مؤكدة حرصها على "علاقات حسن جوار"، وحل الخلافات بالجلوس على طاولة الحوار.
وأضاف العاهل الأردني إنه "لغاية الآن، يبدو أن هناك تهدئة، ونرجو أن يستمر هذا التوجه، إذ لا يمكننا تحمل عدم الاستقرار في منطقتنا، الذي يؤثر على أوروبا وبقية العالم".
كما حذر العاهل الأردني قبيل جولة أوروبية يبدأها الثلاثاء وتشمل بروكسل وستراسبورغ وباريس من عودة تنظيم داعش وصعوده مجددا في الشرق الأوسط.
وأشار العاهل الأردني إلى خروج مقاتلين أجانب من سوريا وإعادة تمركزهم في ليبيا، مؤكدا أنه "من المنظور الأوروبي، بسبب قرب ليبيا من أوروبا، هذا سيكون محور نقاش مهم في الأيام القليلة القادمة".
وأضاف الملك أن "عدة آلاف من المقاتلين الأجانب قد غادروا إدلب (شمال سوريا) وانتهى بهم المطاف في ليبيا، وهذا أمر علينا جميعا في المنطقة وعلى أصدقائنا في أوروبا مواجهته في عام 2020".
وردا على سؤال بخصوص إرسال تركيا قوات إلى ليبيا قال العاهل الأردني إن "هذا سيخلق المزيد من الارتباك" معبرا عن أمله بأن يسهم الدور الروسي في تهدئة الأمور، بالتزامن مع لقاء مرتقب الاثنين بين أطراف النزاع الليبي في موسكو لتوقيع اتفاق حول تفاصيل وقف إطلاق النار.
وقال الملك "سيكون هاجسي خلال المباحثات التي سأجريها في أوروبا هو ما شهدناه خلال العام الماضي من عودة وإعادة تأسيس لداعش، ليس فقط في جنوب وشرق سوريا، بل وفي غرب العراق أيضا".
وأضاف "علينا التعامل مع عودة ظهور داعش"، مؤكدا أن هذا "تهديد لنا جميعا ليس فقط في المنطقة، بل ولأوروبا وبقية العالم".
ولفت إلى أن المباحثات، التي سيجريها خلال زيارته الأوروبية "ستتمحور أيضا حول العراق (...) العراقيون هم الذين قد عانوا ودفعوا الثمن، ويستحقون الاستقرار والمضي نحو المستقبل".
وأضاف أن "النقاش في أوروبا سيتركز على كيفية دعم الشعب العراقي، ومنحهم الأمل بالاستقرار وبمستقبل بلادهم".
وأضاف العاهل الأردني أن "ما يحصل في طهران سيؤثر على بغداد ودمشق وبيروت، وعملية تحقيق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين".