العاهل الأردني يحذر من استغلال إيران الفراغ الروسي في سوريا

الملك عبدالله الثاني يؤكد أن الفراغ الذي تركه الروس في جنوب سوريا سيملؤه الآن الإيرانيون ووكلاؤهم، ويحذّر من تصعيد محتمل للمشكلات على الحدود الأردنية.
الخميس 2022/05/19
العاهل الأردني يؤكد أن تحديات أمنية تعيق جهود بعض الدول العربية في التواصل مع طهران.

واشنطن - أكد العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني أن الوجود الروسي في الجنوب السوري كان يشكل مصدرا للتهدئة في سوريا، مشيرا إلى أن هذا الفراغ سيملؤه الإيرانيون ووكلاؤهم، ومحذّرا من تصعيد محتمل للمشكلات على الحدود الأردنية.

وتتقاسم الأردن وسوريا حدودا تمتد مئات الكيلومترات وتخضع لرقابة أمنية مشددة، وتفاهمات بين عمان وموسكو حول الأنشطة العسكرية في مناطق سوريا القريبة من الأردن.

 ويتخوف الأردن من أن يؤدي انخفاض الوجود العسكري الروسي في منطقة خفض التصعيد إلى عودة المعارك على حدوده، ما قد يحمّله أعباء إضافية مع موجة جديدة من المهاجرين، فضلا عن التداعيات الأمنية.

وقال الملك عبدالله الثاني خلال مقابلة له مع الجنرال المتقاعد هربرت ماكماستر، ضمن البرنامج العسكري المتخصص (Battlegrounds)، الذي ينتجه معهد هوفر في جامعة ستانفورد الأميركية، في زيارته الأخيرة للولايات المتحدة، إن "الفراغ الذي تركه الروس في جنوب سوريا سيملؤه الآن الإيرانيون ووكلاؤهم". وأضاف "للأسف أمامنا هنا تصعيد محتمل للمشكلات على حدودنا".

وأشار الملك عبدالله الثاني إلى جهود بعض الدول العربية في التواصل مع طهران قائلا "نحن بالطبع نريد أن يكون الجميع جزءا من انطلاقة جديدة للشرق الأوسط والتقدم إلى الأمام، لكن لدينا تحديات أمنية".

وأضاف أنه تم البحث مع قادة عرب حول أهمية إيجاد الحلول الذاتية للمشاكل التي يعاني منها الإقليم وتحمل عبئها الثقيل، بدلا من الذهاب إلى الولايات المتحدة لحل القضايا العالقة، لافتا إلى أن اجتماعات عُقدت خلال الشهور الماضية لبحث كيفية رسم رؤية جديدة للمنطقة.

وقال "لذلك سترى الأردن والسعودية والإمارات العربية المتحدة والعراق ومصر وبعض دول الخليج الأخرى تجتمع وتنسق مع بعضها، للتواصل ورسم رؤية لشعوبها" قبل طلب أي مساعدة.

وأتت تصريحات العاهل الأردني بعد ورود تقارير تفيد بأن الميليشيات الإيرانية تستمر في مدّ النفوذ، محاولة سد الفراغ الروسي إثر انشغال موسكو بالعملية العسكرية في أوكرانيا.

وأفاد المرصد السوري بأن الميليشيات الإيرانية عززت تواجدها ضمن مناطق جنوبي حماة، بعد انتشارها أوائل أبريل الماضي في موقع استراتيجي وسط البلاد، عقب انسحاب فصائل حليفة لروسيا.

وأضاف المرصد أن تلك الميليشيات عمدت إلى تحويل اللواء 47 التابع لجيش النظام في سوريا بجبل معرين بريف حماة الجنوبي إلى قاعدة عسكرية خاصة بفيلق القدس، مشيرا إلى أن هذه القاعدة هي المسؤولة عن إدارة الوجود الإيراني في المحافظة ككل مع مطار حماة العسكري.

وأشار المرصد السوري إلى أن اللواء 47 وهو لواء دبابات بات خاضعا للسيطرة الإيرانية بشكل مطلق.

كما ذكر أن القاعدة الإيرانية في جبل معرين أصبحت تضم مركزا لتدريب القوات الإيرانية، فيما وصلت إليها مؤخرا تعزيزات عسكرية تحوي أسلحة نوعية وعناصر.

ولفت المرصد إلى أن الميليشيات الإيرانية انتشرت في موقع استراتيجي وسط سوريا بعد انسحاب فصائل حليفة لروسيا، حيث وصلت تعزيزات ضخمة في الخامس من أبريل الماضي، من الحرس الثوري الإيراني إلى مستودعات مهين العسكرية شرق حمص.

وأضاف أن هذه التحركات جاءت عقب عملية انسحاب كامل للقوات الروسية بما في ذلك عناصر من مجموعات "فاغنر"، ونحو 200 عنصر من "الفيلق الخامس" الموالي لروسيا، إضافة إلى أكثر من 23 آلية عسكرية وعدد من السيارات المحملة بالذخائر والمواد اللوجستية وأجهزة اتصالات.

وتابع أن القوات المنسحبة توجهت باتجاه مطار تدمر العسكري شرق حمص، مشيرا إلى أن خمسة طائرات مروحية رافقت القوات الروسية أثناء انسحابها من مستودعات مهين.

وفي موازاة ذلك، كشفت تقارير أن الانشغال الروسي في أوكرانيا لم يترك خيارا أمام موسكو سوى فسح المجال لقوات النظام والميليشيات الإيرانية لتقوية سيطرتها في سوريا، منعا لحدوث أي اختراق لما حققه النظام بدعم روسي، وهذا ما يفسر غلبة الجناح الإيراني في الآونة الأخيرة حتى في تعيينات الضباط ومناقلاتهم وتحركاتهم، بحسب موقع "تجمع أحرار حوران".

 واعتبرت أيضا أن بهذه العملية باتت مستودعات مهين الاستراتيجية خاضعة بشكل كامل للميليشيات الإيرانية والفرقة الرابعة وحزب الله اللبناني.