العاهل الأردني يتوعد بمحاسبة المقصرين في فاجعة مستشفى السلط

تواصل المسيرات الشعبية المطالبة برحيل حكومة الخصاونة.
الثلاثاء 2021/03/16
العاهل الأردني: ليس مقبولا أبدا أن نخسر أي مواطن نتيجة الإهمال

عمان - توعد العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني بمحاسبة المقصرين في حادثة مستشفى السلط، التي لا تزال تداعياتها متواصلة في خضم تصاعد الغضب الشعبي.

وشدد الملك عبدالله الثاني خلال ترؤسه اجتماعا لمجلس السياسات الوطني، على أنه ستتم محاسبة كل شخص أهمل في عمله وفي حماية أرواح الأردنيين، قائلا إنه "ليس مقبولا أبدا أن نخسر أي مواطن نتيجة الإهمال".

وأكد "ضرورة أن يكون كل مسؤول أو موظف، كبيرا كان أم صغيرا، على قدر المسؤولية، وإلا فليترك المجال لمن يريد أن يخدم الأردن والأردنيين"، مضيفا "المنصب ليس للترضية أو المجاملة، بل لخدمة الأردنيين والأردن بإخلاص".

وأودت الفاجعة التي حلت بمستشفى السلط بحياة 9 مصابين بكورونا بعد انقطاع الأوكسجين داخل المستشفى، ما أثار موجة غضب في المملكة التي تسجل أعداد إصابات قياسية بوباء كوفيد - 19.

وأعرب العاهل الأردني عن تفهمه للصعوبات التي تواجه الأردنيين والأردنيات جراء الوباء، مشددا على أن البلاد ستتجاوز الظروف الاستثنائية التي يمر بها الوطن، من جائحة كورونا  والأوضاع الاقتصادية، "وهذا يتطلب العمل بروح الفريق الواحد"، محذرا أبناء وطنه ممن يسعون إلى زرع "الفتنة".

وأدت حادثة السلط إلى إقالة وزير الصحة نذير عبيدات من منصبه، بعد أن أعلن رئيس الوزراء بشر الخصاونة تحمل الحكومة كامل المسؤولية عن الحادثة.

وشهدت عدة مدن أردنية مساء الاثنين وقفات ومسيرات احتجاجية طالبت برحيل حكومة بشر الخصاونة وإلغاء قانون الدفاع المنصوص عليه بالدستور، لمحاربة جائحة كورونا، والذي يعطي رئيس الوزراء صلاحيات واسعة.

وأثار الغضب من السلطات بسبب تدهور مستويات المعيشة والفساد في الماضي اضطرابات مدنية كبيرة في الأردن.

وردد المتظاهرون هتافات منها "يسقط قانون الدفاع" و"الموت ولا المذلة" و"الشعب يريد إسقاط الحكومة".

وكان الكثير من المتظاهرين مزيجا من معارضة الحراك التقليدية في البلاد، الذين يطالبون بتغيير سياسي جذري، وأصحاب الأعمال الحرة الذين تضرروا من إجراءات العزل العام لمكافحة الوباء.

وقال شهود وسكان إن الشرطة في الأردن استخدمت الغاز المسيل للدموع لتفريق احتجاجات على حظر التجول المفروض لاحتواء تفشي فايروس كورونا.

واتخذت الشرطة الإجراءات بعد تظاهر المئات في عدة مدن، منها العاصمة عمان لليوم الثالث وتحدوا حظر التجول الليلي الذي تم تمديده الأسبوع الماضي.

ومددت السلطات حظر التجول عدة مرات منذ فرضه قبل عام، وكان آخرها يوم السبت وسط زيادة الإصابات بكوفيد - 19.

وقال مسؤولون الاثنين إن الأردن سجل 9417 إصابة جديدة بفايروس كورونا خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية في أعلى حصيلة في يوم واحد منذ بداية الوباء، وسجلت الدولة التي يبلغ عدد سكانها 10 ملايين نسمة 5428 حالة وفاة حتى الآن بسبب الفايروس.