العاهل الأردني في جولة بعواصم غربية لإنهاء الحرب في غزة

الملك عبدالله الثاني سيلتقي الرئيس الأميركي وعددا من أعضاء مجلسي الشيوخ خلال جولته التي تشمل فرنسا وألمانيا وكندا لحشد دعم دولي لوقف الحرب.
الخميس 2024/02/08
العاهل الأردني يبحث عن دور أميركي لإنهاء الحرب

عمان – يبدأ العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني اليوم الخميس جولة تشمل عواصم غربية رئيسية ستقوده إلى الولايات المتحدة للقاء الرئيس جو بايدن للضغط من أجل إنهاء الحرب في غزة.

ومن المقرر أن يلتقي في واشنطن الرئيس الأميركي جو بايدن وأركان الإدارة الأميركية وعددا من أعضاء مجلسي الشيوخ والنواب بالكونغرس، فيما سيلتقي بالعاصمة أوتاوا رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، بحسب بيان للديوان الملكي. ولم يحدد البيان موعدا للاجتماع مع بايدن.

وسيجتمع في باريس مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، فيما يشارك خلال زيارته إلى ألمانيا بالدورة الستين لمؤتمر ميونخ للأمن ويلتقي خلالها عدداً من كبار المسؤولين الغربيين.

وتهدف جولة الملك عبدالله الثاني إلى حشد الدعم الدولي من أجل وقف إطلاق النار في غزة وحماية المدنيين وتوفير المساعدات الإنسانية إلى القطاع بشكل دائم وكاف، والتأكيد على أهمية إيجاد أفق سياسي يقود إلى تسوية شاملة تنهي الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. وفق بيان الديوان الملكي.

وسبق له أن أجرى جولة بعد أيام من الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وشملت بريطانيا وإيطاليا وألمانيا وفرنسا، وكان ملف الحرب وإيصال المساعدات الإنسانية على رأس مباحثاته مع زعماء هذه الدول.

كما أكثر من مرة من التداعيات الكارثية لاستمرار العدوان على غزة، مشدداً على ضرورة وضع حد للأزمة الإنسانية المأساوية في القطاع.

وقال في ديسمبر الماضي، إن واشنطن يمكن أن تلعب دوراً مهماً في إنهاء الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة من خلال الضغط من أجل وقف فوري لإطلاق النار.

وكان زير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، قد قال الشهر الماضي، إن بلاده تعمل مع تركيا على بلورة "موقف دولي" ينهي الحرب الإسرائيلية على غزة، معتبرا أن "العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة يدفع بالضفة الغربية المحتلة نحو الانفجار".

وأوضح في تصريح له خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره التركي هاكان فيدان بالعاصمة الأردنية عمّان "هناك وحدة في الموقف الأردني التركي في وقف العدوان على غزة، وإسرائيل ترفض الانخراط في أي جهد لوقفه".

وتابع "العدوان على غزة يدفع المنطقة للمزيد من الصراعات، وإجراءات الاحتلال (إسرائيل) تدفع الضفة الغربية نحو الانفجار".

وتأتي جولة العاهل الأردني في وقت تتزايد المخاوف حول مصير أكثر من مليون فلسطيني محاصرين في مدينة رفح في جنوب قطاع غزة حيث تستعد إسرائيل لشن هجوم.

وبعد مرحلة أولى تركز فيها القتال على شمال القطاع، تقدم الجيش الإسرائيلي باتجاه وسط غزة وجنوبها، خصوصا مدينة خان يونس التي تشهد منذ أسابيع اشتباكات عنيفة وقصفا جويا متواصلا.

وأعلن نتانياهو الأربعاء أنه أمر الجيش الإسرائيلي "بالتحضير" لهجوم على مدينة رفح الواقعة على الحدود مع مصر، حيث يعيش أكثر من 1.3 مليون نازح فلسطيني وسط ظروف إنسانية ومعيشية يائسة، بحسب الأمم المتحدة.

وليل الأربعاء الخميس، أفاد شهود عيان ومصادر طبية باستهداف قصف إسرائيلي جنوب قطاع غزة، خصوصا مدينة رفح حيث أعلنت وزارة الصحة التابعة لحماس مقتل 109 أشخاص.

وحذّر الامين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش امام الجمعية العامة للامم المتحدة الأربعاء من "تداعيات إقليمية لا تحصى" لهجوم اسرائيلي بري محتمل على رفح موضحا أن "عملا مماثلا سيزيد في شكل هائل ما هو اصلا كابوس إنساني"، مجددا مطالبته ب"وقف انساني فوري لإطلاق النار" والافراج عن جميع الرهائن.

من جهته، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الذي يختتم اليوم الخميس جولته الخامسة في الشرق الأوسط، إنه في ما يتعلق برفح "المسؤولية تقع على إسرائيل (...) لبذل كلّ ما في وسعها لضمان حماية المدنيين" مضيفا أن أي "عملية عسكرية تقوم بها إسرائيل يجب أن تضع المدنيين في الاعتبار أولا وقبل كلّ شيء".

وأضاف "جرّد الإسرائيليون من انسانيتهم بأفظع الطرق في 7 أكتوبر"، موضحا "لكن هذا لا يمكن أن يكون بمثابة رخصة لتجريد الآخرين من إنسانيتهم. فالغالبية الساحقة من الناس في غزة لا علاقة لهم بهجمات 7 أكتوبر".

واندلعت الحرب في السابع من أكتوبر عقب هجوم غير مسبوق على إسرائيل أسفر عن مقتل أكثر 1160 شخصا، معظمهم مدنيون، بحسب حصيلة أعدّتها وكالة فرانس برس استنادا إلى أرقام رسمية.

كذلك، احتُجز في الهجوم نحو 250 رهينة تقول إسرائيل إن 132 بينهم ما زالوا في غزة، و29 منهم على الأقلّ يُعتقد أنهم قُتلوا، بحسب أرقام صادرة عن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي.

وتردّ إسرائيل على الهجوم بحملة قصف مركز أتبعتها بهجوم بري واسع في القطاع، ما أسفر عن مقتل 27708 أشخاص غالبيتهم من النساء والأطفال، بحسب أحدث حصيلة لوزارة الصحة التابعة لح