العاهل الأردني خلال زيارة إلى الحدود مع سوريا: نريد "العين الحمراء" في التصدي للمهربين

الأردن يواجه وضعا غير مسبوق على الحدود مع سوريا في ظل تواتر محاولات تهريب المخدرات إلى أراضيه.
الأربعاء 2022/02/16
مطمئن وكلي ثقة في قدرة الجيش العربي

عمّان – شكلت زيارة العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني إلى المنطقة العسكرية الشرقية على الحدود الأردنية – السورية رسالة دعم للقوات المسلحة الأردنية التي تخوض حربا شرسة مع مهربي المخدرات.

وحيّا الملك عبدالله الثاني وهو القائد الأعلى للقوات المسلحة الجنود المستنفرين في المنطقة وأعرب عن ثقته في قيامهم بدورهم في التصدي لمحاولات التسلل والتهريب، مطالبا إياهم بـ”العين الحمراء في التعامل مع المهربين” في إشارة إلى استخدام القوة للتصدي لهؤلاء.

ويواجه الأردن وضعا غير مسبوق على الحدود مع سوريا، في ظل تواتر محاولات تهريب المخدرات إلى أراضيه في ما بدا حملة ممنهجة تقف خلفها جهات كبرى.

وقال العاهل الأردني للجنود “أنا وكل أردني فخورون بدوركم في حماية حدودنا وتضحياتكم لحماية أمننا وخاصة محاولات التسلل والتهريب وأنا مطمئن وكلي ثقة في قدرة الجيش العربي على حماية حدودنا دائما كما فعلتم في أصعب الظروف إلي مررنا بها”.

وأضاف “حبيت بس آجي أسلم عليكم لأنه أنا فعلا مشتاق. كل الشكر والتقدير على دوركم لحماية الحدود الأردنية وحماية المواطن الأردني وبالذات الشباب بالنسبة إلى التسلل والتهريب. كل التقدير والشكر مني لكم جميعا والله يرحم شهداءنا”، مضيفا “لا سمح الله بيصير أي اشتباك أنا معكم ورئيس هيئة الأركان والقيادة معكم لنحميكم من كل شيء فبدّي عين حمراء منكم جميعا والمعنويات تكون عالية والله يعطيكم العافية شباب”.

وبحسب بيان للقصر الملكي، أحبطت القوات المسلحة الأردنية منذ مطلع العام 2022 تهريب 16 مليون حبة مخدرة و17348 كف حشيش عبر الحدود، فيما قُتل 29 مهربا بعد تطبيق قواعد اشتباك مشددة.

واتخذت عمليات التهريب من جنوب سوريا إلى الأردن نسقا تصاعديا منذ العام الماضي، وأصبح المهربون أكثر جرأة، حيث لا يتورعون عن استخدام السلاح ضد القوات الأردنية، ما أدى إلى مقتل ضابط أردني وإصابة آخرين في إحدى الاشتباكات في يناير الماضي.

ولم يقتصر المهربون في محاولات تسللهم على النقاط غير الشرعية بل استخدموا أيضا معبر جابر – نصيب، وهو طريق إقليمي رئيسي تمر عبره حركة تجارة بمليارات من الدولارات لدول المنطقة في تهريب المخدرات التي يتم إخفاؤها في شاحنات سورية في طريقها إلى سوق الخليج.

ومعظم المخدرات من الأمفيتامين المعروف باسم الكبتاغون. وأصبحت سوريا التي عصفت بها الحرب موطن الإنتاج الرئيسي في المنطقة لتجارة بمليارات من الدولارات باتجاه الأردن والعراق وأوروبا.

ويقول خبراء من الأمم المتحدة ودبلوماسيون غربيون إن تجارة المخدرات غير المشروعة تُستخدم في تمويل قوات غير نظامية موالية للحكومة السورية، تولدت من رحم الصراع في سوريا.

وقال مسؤولون أردنيون كبار إنهم أثاروا مخاوفهم مع السلطات السورية وروسيا، الحليف الرئيسي للرئيس السوري بشار الأسد.

وأعلنت السلطات السورية في الأشهر الأخيرة عن عدة عمليات تم فيها ضبط كميات كبيرة من العقاقير المتجهة إلى أسواق الخليج، وتقول إنها تتخذ إجراءات صارمة لمنع إنتاج الكبتاغون.

2