العالم يندّد بمنح ترامب إسرائيل السيادة على الجولان

دول عربية وغربية تؤكد استنكارها لإعلان واشنطن الاعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان السوري المحتل.
الثلاثاء 2019/03/26
ترامب يعترف رسميا بضم الجولان المحتل لإسرائيل

واشنطن ـ أثار قرار الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، الإثنين، موجة رفض وتحذيرات إقليمية ودولية من تداعيات خطيرة، باعترافه رسميا بسيادة تل أبيب المزعومة على مرتفعات الجولان السورية، التي تحتلها إسرائيل منذ عام 1967، في وضع لا يعترف به المجتمع الدولي.
وتوالت التنديدات العربية والدولية حيث أعلنت السعودية رفضها التام واستنكارها اعتراف الإدارة الأميركية بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان السورية المحتلة، مؤكدة أن هذا القرار "لن يغير في الحقائق شيئا".
وفي بيان نقلته وكالة الأنباء السعودية الرسمية، الثلاثاء، أكدت المملكة على "موقفها الثابت والمبدئي من هضبة الجولان، وأنها أرض عربية سورية محتلة".
وشددت على أن "محاولات فرض الأمر الواقع لا تغير في الحقائق شيئاً". 
وأوضحت السعودية أن "إعلان الإدارة الأميركية هو مخالفة صريحة لميثاق الأمم المتحدة ومبادئ القانون الدولي، وستكون له آثار سلبية كبيرة على مسيرة السلام في الشرق الأوسط وأمن واستقرار المنطقة".

ودعت السعودية "كافة الأطراف إلى احترام مقررات الشرعية الدولية وميثاق الأمم المتحدة".

كما استنكرت الإمارات القرار الأميركي، معتبرة أن "الجولان أرض سورية عربية محتلة وأن قرار الإدارة الأميركية لا يغير هذا الواقع".

وأشارت إلى أن هذا القرار "يقوض فرص التوصل إلى سلام شامل وعادل في المنطقة".

ومعلقا على توقيع ترامب قرارا بهذا الشأن، خلال مؤتمر صحافي في واشنطن، مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، قال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، استيفان دوغريك، في مؤتمر صحفي: "موقفنا لم يتغير (...) وتعكسه قرارات مجلس الأمن الدولي والجمعية العامة".
وتنتهك خطوة ترامب قرار مجلس الأمن رقم 497 لعام 1981، الذي يؤكد الوضع القانوني للجولان السوري كأرض محتلة، ويرفض قرار ضم إسرائيل لها، عام 1981، ويعتبره باطلا ولا أثر قانونيا له.
وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط: "إذا كان الاحتلال جريمة كبرى، فإن شرعنته وتقنينه خطيئة لا تقل خطورة، فالقوة لا تنشئ حقوقا ولا ترتب مزايا، والقانون الدولي لا تصنعه دولة واحدة مهما كانت مكانتها".
وشدد أبو الغيط، في بيان، على أن واشنطن "صارت تتماهى بصورة كاملة مع المواقف والرغبات الإسرائيلية"، مما أوجد "حالة من الخروج على القانون الدولي روحا ونصا تقلل من مكانة الولايات المتحدة الأميركية".كما أعربت البحرين عن أسفها لقرار أميركا الاعتراف بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان.

وقال مصدر رسمي بخارجية النظام السوري إن القرار "يمثل أعلى درجات الإزدراء للشرعية الدولية (...) ويفقد الأمم المتحدة مكانتها ومصداقيتها"، بحسب الوكالة السورية الرسمية للأنباء (سانا).
وحذر من أن "هذه السياسة العدوانية الأميركية تجعل من المنطقة والعالم عرضة لكل الأخطار"، وشدد على أنه من حق سوريا العمل على تحرير الجولان بـ"بكل الوسائل المتاحة".
وأعرب وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، في بيان، عن رفض المملكة ضم إسرائيل لمرتفعات الجولان المحتلة، محذرا من أن "أي اعتراف بهذا الضم يعد قرارًا أحاديا سيزيد التوتر في المنطقة".
ومنتقدة "استيلاء إسرائيل على الأراضي بالعنف والعدوان"، حذرت الخارجية اللبنانية، في بيان، تل أبيب من "عزلة أكبر" و"هزيمة عسكرية جديدة"، واعتبرت أن قرار ترامب أسقط "مبدأ الأرض مقابل السلام".

وتبنت قمة عربية، في بيروت عام 2002، مبادرة سعودية للسلام مع إسرائيل، تنص على إقامة علاقات عربية طبيعية معها، مقابل انسحابها من الأراضي العربية المحتلة، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة، عاصمتها القدس الشرقية، وإيجاد حل عادل لقضية اللاجئين. لكن الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة رفضت المبادرة.

وقال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في غزة، إسماعيل هنية، إن "هذه القرارات الظالمة (...) لن تغير الحقائق التاريخية والجغرافية للأرض السورية وحقوق الشعب العربي السوري في الجولان المحتل".
وشدد هنية، في بيان، على أن "وقوف حماس بجانب سوريا أمام هذه الغطرسة الأمريكية، التي لا تحترم الأعراف والمواثيق والقوانين الدولية، والتي طالت أيضا قضيتي القدس واللاجئين".
من جانبه، دعا محمد البرادعي، نائب الرئيس المصري السابق، للرد على القرار الأميركي، وقال عبر حسابه بـ"تويتر": "يضرب ترامب كل يوم عرض الحائط بالحقوق العربية فى مشهد مستمر". 
وأضاف: "ليس صحيحاً أننا غير قادرين على مواجهة ما يقوم به وإنما السؤال هو هل لدينا الإرادة، أرجو مخلصاً أن يتناسب رد الفعل مع المهانة التي يشعر بها 400 مليون عربي والتي تتزايد يوماً بعد يوم".
كما عبرت موريتانيا، الإثنين، عن أسفها الشديد لقرار ترامب، واعتبرت خارجيتها القرار "انتهاكًا لعموم المبادئ الناظمة للقانون، خرق لقرارات الشرعية الدولية، وبخاصة القرار 497 لسنة ويزعزع استقرار عموم المنطقة و العالم أجمع". 
وأكدت موريتانيا تمسكها بوحدة الأراضي السورية كافة، وفقا لمقتضيات القانون وقرارات الشرعية الدولية. 
وشدد البيان على وقوف موريتانيا "الكامل وراء الحق السوري، وفقا للموقف العربي المشترك الذي عبرت عنه جامعة الدول العربية، كما تشيد بكل الردود الصادرة على مستوى العالم نصرة لهذه القضية العادلة، آملة في الوقت ذاته أن تتغلب الحكمة والحق.

من جهته، رفض الاتحاد الأوروبي قرار ترامب، بقوله في بيان، إن "موقف الاتحاد الأوروبي لم يتغير، حيث إننا لا نعترف بسيادة إسرائيل على الأراضي التي تحتلها منذ 1967، بما فيها مرتفعات الجولان".
وحذرت المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، في تصريح إذاعي، من أن القرار الأميركي، الذي "يتناقض مع القوانين الدولية"، "قد يؤدي إلى تصعيد التوتر بمنطقة الشرق الأوسط".
وأعلنت كندا، رفضها القرار، وبحسب بيان صادر عن وزارة خارجيتها شددت على أنها "وبشكل يتفق مع القانون الدولي لا تعترف بالسيطرة الدائمة لإسرائيل على مرتفعات الجولان".
وشدد البيان على أن "كندا لم تغير موقفها المستمر منذ فترة طويلة بشأن مسألة مرتفعات الجولان"، مضيفًا "فلقد حظر القانون الدولي ضم أرض ما من خلال استخدام القوة، كما أن أي قرار أحادي الجانب بتغيير الحدود يتنافى مع أساس النظام الدولي القائم على معايير."
وسبق أن أثار ترامب غضبا عربيا وانتقادات دولية بإعلانه، في 6 ديسمبر 2017، القدس بشطريها الشرقي والغربي عاصمة لإسرائيل، التي تحتل المدينة الفلسطينية منذ 1967، في وضع لا يعترف به كذلك المجتمع الدولي.