العالم الرقمي في هاتف آيفون

مستخدمو هواتف آيفون يدركون جيدا قيمة المنتج الموجود بين أيديهم، لذلك ليس لديهم مانع من دفع المزيد من المال مقابل الحصول على مزايا أكبر وأكثر فائدة لهم، وهذا ما يفسر الطوابير الطويلة الجمعة أمام متاجر أبل.
السبت 2018/09/22
الفوز العظيم بآيفون

واشنطن - دافع رئيس شركة أبل الأميركية، تيم كوك، عن واحد من أبرز “عيوب” هواتف آيفون الحديثة، والذي ظل يشكو منه عدد كبير من مستخدميه منذ العام الماضي تحديدا.

وأكد كوك في مقابلة له مع برنامج “غود مورننغ أميركا”، أن أسعار آيفون أصبحت باهظة الثمن، لأنها صارت تحل محل معظم الأدوات والأجهزة الأخرى، التي قد يحتاج إليها مستخدمو الأجهزة الذكية، والتي اعتادوا إنفاق المال عليها.

وأضاف أن الهاتف أصبح بديلا للكاميرا الرقمية، ما جعل المستهلك في غنى عن اقتناء كاميرا رقمية منفصلة، بالإضافة إلى أن الأجهزة حلت محل كاميرا الفيديو ومشغل الموسيقى، وأصبحت الهواتف بديلا عن كل هذه الأجهزة المختلفة، معتقدا أن “الابتكار والتطوير يستحقان إنفاق المال عليهما”.

وتابع تيم كوك قائلا “إن الطريقة التي يدفع بها معظم الناس مقابل ذلك، كما تبين، تتم عن طريق عقود شركات خدمات المحمول، إذ لا يدفعون الكثير كل شهر، لذلك إذا نظرت حتى إلى الهاتف الذي يزيد سعره عن 1000 دولار أميركي، فإن معظم الناس يدفعون حوالي 30 دولار أميركي في الشهر، أي حوالي دولار واحد في اليوم”.

يذكر أن أبل أطلقت هواتف آيفون الجديدة الخاصة بها أمس الجمعة للبيع رسميا في متاجرها بعدد من الدول حول العالم. وعلى الرغم من أن الحشود أقل مما كانت عليه عند إطلاق هاتف آيفون اكس العام الماضي تظل الأعداد كبيرة، وتعكس أن العالم لا يزال متعلقا بهواتف آيفون وحريصا على شرائها بمجرد طرحها للبيع، على الرغم من مرور 11 عاما على طرح أول آيفون في العالم.

وبدأت الجماهير تتوافد وتصطف في طوابير أمام متاجر أبل في الساعات الأولى من صباح يوم الجمعة.

وكان تيدي لي -وهو من كوريا الجنوبية ويعيش في أستراليا- هو الأول الذي اشترى هاتف أبل الجديد في سيدني.

ورصدت كاميرات وسائل الإعلام أيضا طوابير وحشودا غفيرة أيضا أمام متاجر أبل في سنغافورة ومدريد وبرشلونة، وعدد من دول العالم.

ويذكر أيضا أن ستيف جوبز، مؤسس شركة أبل، هو الذي قدم هواتف آيفون للعالم في عام 2007. ومنذ ذلك الحين تغيّرت الطريقة التي ينظر بها العالم إلى الهواتف.

 وعلى مر السنين، استطاعت أبل أن تغيّر مقاييس هذه الصناعة، وتقدم للعالم تقنيات لم يُسمع بها من قبل، لتبدأ بعدها عمليات المنافسة والابتكار بين شركات تصنيع الهواتف.

أسعار آيفون أصبحت باهظة الثمن، لأنها صارت تحل محل معظم الأدوات والأجهزة الأخرى
أسعار آيفون أصبحت باهظة الثمن، لأنها صارت تحل محل معظم الأدوات والأجهزة الأخرى

ورغم المنافسة الشديدة في السنوات القليلة الماضية، لا سيما مع شركة سامسونغ الكورية العملاقة وهواوي الصينية، إلا أن أبل حافظت على موقعها الريادي ومعيارها الذهبي في السوق، خصوصا عندما يتعلق الأمر بالجودة والكفاءة والتسعير.

وبذلك حرصت أبل على تطبيق ما صرّح به جوبز عندما أطلق جهاز الآيفون لأول مرة، إذ قال إن هذا المُنتج راقٍ يتم تصنيعه بدقة. وبالفعل فهذه هي الطريقة التي تُبرّر بها أبل تسعيرها المرتفع لأجهزتها الآيفون.

وإذا رجعنا بالزمن إلى الوراء، نلاحظ أن أسعار الهواتف الذكية، لا سيما هواتف أبل، في ازدياد منذ سنوات. ولا تمثل أسعار هواتف أبل سوى أحدث مثال على ذلك.

هناك مجموعة متنوعة من الأسباب وراء هذا الارتفاع في الأسعار، وأهمها زيادة التكاليف (المزيد من المواد الممتازة، والمزيد من الميزات، والمزيد من البحث والتطوير).

وأثارت شركة أبل جدلا واسعا في العام الماضي 2017، بعدما أطلقت أغلى هاتف آيفون في تاريخها، وهو آيفون اكس، البالغ سعره 1000 دولار أميركي. وأعلنت أبل في 12 سبتمبر الجاري عن هواتفها الجديدة؛ آيفون اكس أس، وآيفون اكس أس ماكس و”آيفون اكس آر” التي تتراوح أسعارها بين 1100 و1500 دولار.

وعندما حطمت شركة أبل حاجز الـ1000 دولار بهاتفها الآيفون اكس السنة الماضية، سخر النقاد من سعرها الباهظ، ورجّحوا أن الناس لن يشتروا هاتفا بهذا السعر، إلا أنه تبين لاحقاً أنهم مخطئون.

وقال الرئيس التنفيذي الحالي للشركة تيم كوك بعدها، وتحديداً في شهر يونيو الماضي، إن جهاز آيفون اكس قد نفد من الأسواق في الأسبوع الأول من طرحه، أي في 3 أكتوبر 2017.

ومع مبيعات آيفون اكس القوية، تأكدت شركة أبل من أن المشترين الرئيسيين على استعداد لدفع ما يقرب من ذلك، إن لم يكن أكثر، بالنسبة إلى هواتفهم. وهذا بالفعل ما دفعها إلى البدء بطرح هواتف بهذه القيمة وأكثر من خلال هاتفيها الجديدين.

من الواضح أن هواتف أبل التي يتعدى سعرها 1000 دولار باتت واقعاً لا محالة، فطالما أن الهواتف هي جهازنا الرئيسي للاتصال بالعالم على مدار اليوم، فإن المشترين سيكونون على استعداد لإنفاق المزيد من المال عليها. وفي نسخة آيفون اكس البالغ سعرها 1000 دولار، أثبتت أبل لنفسها أن الناس يشترون منتجاتها بأي سعر كان.  وأقامت الشركة بذلك نقطة سعر جديدة، ليس فقط لنفسها، بل لصناعة الهاتف الذكي ككل.

وبطريقة ذكية لجعل هاتفها اليوم أغلى من أي وقت مضى، تعمل الشركة بشكل كامل على تجديد تصميم هاتفها، وإزالة زر المنزل الأيقوني من الواجهة، وباتت تستخدم تقنية التعرف إلى الوجه لفتح قفل الجهاز، بالإضافة الى تكبير شاشتها وإضافة الرموز التعبيرية الجديدة.

ولكن ما الذي يدفع الناس إلى أن يدفعوا هذه المبالغ الكبيرة لقاء هاتف ذكي!

من الواضح أن الاتجاه نحو ارتفاع أسعار الهواتف المحمولة يعود إلى مدى أهمية الهاتف الذكي كجهاز للاتصال والعمل والتصوير الفوتوغرافي والترفيه بالنسبة إلى الناس. وبما أن قوة المعالجة وتكنولوجيا الكاميرات وعمر البطارية وسرعات بيانات الإنترنت صارت في تحسن دائم جيلاً بعد جيل، فمن المؤكد أن القيمة التي يعلّقها الأشخاص على الهاتف سترتفع مع ارتفاع هذه المواصفات التي تقدمها لهم الشركات.

ويقول المحلل التكنولوجي بن وود إن ارتفاع الأسعار ليس أمراً غير عادي، فكلفة المعالجات الحديثة والكاميرات تلعب دوراً هاماً، كما أن الشركة تضمن في سعر هاتفها كلفة الحمل المالي للبحث وتطوير المواد الجديدة في المنتج النهائي. أعتقد أيضا أن أبل اتخذت قراراً استراتيجياً للترفيع في سعر هواتف آيفون الرائدة لزيادة عوائدها، لا سيما بعد تراجع أسهمها في الآونة الأخيرة”.

وكشفت شركة Digitimes Research للأبحاث عن توقعاتها بتجاوز شحنات هواتف الآيفون الثلاثة الجديدة حوالي 85 مليون وحدة في النصف الثاني من العام 2018. وتستند التقديرات إلى معلومات سلسلة التوريد، ومبيعات أبل السنوية، وعلامات ASP الخاصة بأجهزة الآيفون في السنوات السابقة. لذلك من المتوقع أن يصل إجمالي شحنات أجهزة الآيفون إلى 127 مليون وحدة في النصف الثاني من عام 2018، ما يمثل نموًّا متواضعًا مقارنة بالعام السابق.

ومع ذلك من المحتمل أن يصل إجمالي إيرادات الآيفون إلى ما يقرب من 100 مليار دولار أميركي في النصف الثاني من العام الجاري، بزيادة 10 بالمئة عن العام الماضي.

19