العاطفة الجياشة للأجداد تساعد الأحفاد على النمو

العلاقة الوطيدة بين الأجداد والأحفاد غالبا ما تكون أقوى وأمتن من علاقة الأبناء بآبائهم.
الاثنين 2021/09/06
الجد خير معلم للأحفاد

مدريد - يؤكد خبراء علم الاجتماع  أن العلاقة الوطيدة بين الأجداد والأحفاد غالبا ما تكون أقوى وأمتن من علاقة الأبناء بآبائهم، وذلك لما للأجداد من قدرة على التحمل والصبر، نتيجة خبرتهم الحياتية، ما يجعلهم بالتالي يملكون القدرة على تمضية ساعات أكثر إلى جانب أحفادهم، يرفهونهم ويهتمون بهم. وأشار الخبراء إلى أن عاطفة الأجداد الجياشة تساعد الأحفاد على التطور والنمو.

وقالت الكاتبة الإسبانية فاليريا ساباتر “إن الأجداد يضطلعون بدور مهم في تربية الأحفاد، ويكفي أن نعود بالذاكرة إلى الطفولة لإدراك ذلك حيث تعلمنا أمورا تعدّ ولا تحصى بفضل الجد أو الجدة، فضلا عن إسهامهم في تشكيل شخصياتنا”.

وتشير دراسة أجريت في جامعة “أدفنتوس” في رومانيا إلى أن التعايش بين الأجداد والأحفاد مفيد في تنمية الذكاء العاطفي وملكة الإبداع لدى الطفل. وأن كفاءتهم الاستثنائية تسمح لهم بالحد من شعور الطفل بالإحباط مقابل تحفيزه، وتعزيز ثقته بنفسه، وزيادة إقباله على الابتكار والإبداع وخوض التجارب.

ويحب الأجداد قضاء معظم الوقت مع أحفادهم، ربما لأن مسؤولياتهم تقل أو لعدم اهتمامهم بالتقنيات الحديثة. ويعرف عن الأجداد أنهم صبورون ومستمعون جيدون ويظهرون اهتماما كبيرا بالصغار، ما يجعل الأطفال يشعرون بالأمان معهم، وحين يشعر الطفل بأنه يحظى بالرعاية والاهتمام تتعزز ثقته بنفسه ويزيد احترامه لذاته.

الكفاءة الاستثنائية للأجداد تسمح لهم بالحد من شعور الطفل بالإحباط مقابل تحفيزه وتعزيز ثقته بنفسه وزيادة إقباله على الابتكار

ويقول خبراء علم النفس إنَّ “الأب والأم يعيشان الأبوة والأمومة مع أطفالهما في حلوها ومُرّها، لكن الجدَّين يعيشان مع الأحفاد الأبوَّة والأمومة المتأخرة في حلوها فقط، أما الجانب المرّ فيتركانه للأب والأم”. لذا، يرى الأجداد في الأحفاد امتدادا طبيعيا لسلالتهم ومصدر سعادة وفخر في حياتهم، ويرى الأحفاد في الأجداد الحضن الذي يعطيهم الإحساس بالأمان والانتماء. ويزوِّد الأجداد الأحفاد بنوع من الثراء العاطفي والنفسي، كما يزودونهم بالخبرات والمعارف الأساسية في الحياة نتيجة التجارب والخبرات.

وتشير الدكتورة ميرنا مزوَّق رئيسة قسم العلوم الاجتماعية في جامعة الروح القدس بلبنان إلى أنّ علاقة الأجداد بالأحفاد مختلفة عن علاقة الآباء بالأبناء، إذ أنَّ نوع السلطة التي تربط الأجداد بأحفادهم استشارية عاطفية وغير مباشرة، والسبب يعود للوقت الذي يمضيه الأحفاد مع الأجداد خلال فترات موسمية ومتقطعة.

وتضيف أنه بالانتقال إلى العلاقة بين الآباء والأبناء نجد أنها مختلفة لناحية السلطة حيث تكون للأهل سلطة مباشرة ومرجعية في اتخاذ القرارات المتعلقة بالقواعد الاجتماعية والعائلية، وهذه السلطة ناتجة من العلاقة المتواصلة بينهم وبين أولادهم في الزمان والمكان.

لكن مع الأجداد تتغير العلاقة فتطغى عليها العاطفة التي تعتبر مثل الفيتامين للإنسان، وهي تبدأ من عاطفة العائلة النواة أي الأهل والإخوة ثم الجد والجدة وصولا إلى الخال والعم… وتكون عاطفة الأجداد مكمّلة لعاطفة الأهل ولا يجب أن تطغى عليها، والعاطفة التي يعطيها الجد أو الجدة جميلة حيث يملء الأحفاد للأجداد الفراغ الذي ينشأ في حياتهم نتيجة تقدمهم في السن وتراجع نشاطهم العملي والاجتماعي.

21