العائلة مصدر جيد لمساعدة أطفال التوحد على تعلم المهارات المناسبة وتعزيز استقلاليتهم

الأعوام القليلة الماضية شهدت تركيزا أكبر على دور التدخلات، التي يشارك فيها الوالدان بالنسبة للأطفال المصابين باضطراب طيف التوحد.
الخميس 2024/04/04
دور كبير للوالدين في علاج طفل التوحد

كليفلاند (الولايات المتحدة) ـ تشير تقديرات منظمة الصحة العالمية إلى أن 1 من كل 100 طفل مصاب باضطراب طيف التوحد في العالم.

وقال الخبراء إن النماذج المبتكرة، التي توظف الرعاية الصحية عن بعد والتدخلات بمشاركة الوالدين، يمكنها تأدية دور رئيسي في تحسين الرعاية الصحية والنتائج المحققة للأطفال المصابين باضطراب طيف التوحد.

وأشاروا إلى أن الأعوام القليلة الماضية شهدت تركيزا أكبر على دور التدخلات، التي يشارك فيها الوالدان بالنسبة للأطفال المصابين باضطراب طيف التوحد. وذكروا أنه يمكن للعائلات أن تكون مصدرا جيدا لمساعدة الأطفال على تعلم المهارات المناسبة تنمويا وتعزيز استقلاليتهم وتوظيف قدراتهم الفريدة.

و نظرا لإمكانية توفير تدريب الوالدين عبر المنصات المختلفة للرعاية الصحية عن بعد، فقد اكتسب تطوير هذه البرامج أهمية كبيرة خلال فترة الجائحة. ويتم حاليا تقييم هذه الطريقة بصفتها حلا محتملا للعائلات ذات القدرة المحدودة أو المعدومة على الوصول إلى المراكز المتخصصة للتوحد. وأظهرت الأبحاث، التي أجراها فريق الأطفال في مستشفى كليفلاند كلينك ومؤسسات أخرى، إمكانية مقارنة النتائج المحققة لهذه الطريقة مع نتائج توفير التدريب بصورة شخصية.

توظيف الخدمات الصحية عن بعد بهدف تقديم التدريب إلى الوالدين له فوائد عديدة من ضمنها تجاوز العوائق

وأوضحت الدكتورة سنثيا آر. جونسون مديرة مركز كليفلاند كلينك لأطفال التوحد في كليفلاند وأستاذة طب الأطفال أن توظيف الخدمات الصحية عن بعد بهدف تقديم التدريب إلى الوالدين له فوائد عديدة من ضمنها تجاوز العوائق، التي تحول دون مشاركة الوالدين، مشيرة إلى أن سهولة جدولة الزيارات الافتراضية تشجع العديد من أفراد الأسرة على المشاركة في خطط العلاج.

وفي تونس، تم إطلاق دليل دعم الأولياء في دمج الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد.

و أكّدت وزيرة الأسرة والمرأة والطفولة وكبار السنّ، آمال بالحاج موسى، أنه”تم سنة 2023 إطلاق دليل مربي دمج أطفال ذوي طيف التوحد وقد تعهدت الوزارة في السنة الماضية بإصدار دليل آخر يقدم الكفاءات اللازمة للأولياء في كيفية مساعدة أبنائهم على مزيد الاندماج كي يتمكنوا من المرور إلى المرحلة المدرسية بأكثر يسر”.

وأضافت الوزيرة أنه تم إطلاق هذا الدليل وتقديم فكرة تم إنجازها في البرنامج الذي أطلقته الوزارة سنة 2022 حول أطفال ذوي طيف التوحد في المؤسسات التربوية في السنة الماضية، حيث بلغ عدد الأطفال المنتفعين بهذا البرنامج 295 طفلًا، مشيرة إلى أن “الوزارة تمكنت من مضاعفة هذا الرقم إلى حدود 600 طفل، 70 في المئة منهم من الذكور”.

بدوره، أكد تحالف الجمعيات العاملة في مجال إعاقة التوحد بالمغرب، أن ارتفاع معدلات انتشار التوحد يطرح تحديات كبيرة في ما يخص الدمج التعليمي والرعاية الصحية والمشاركة المجتمعية للأشخاص ذوي التوحد. وأوضح التحالف، في بلاغ بمناسبة اليوم العالمي لإذكاء الوعي بالتوحد (2 أبريل)، أن “الارتفاع المتزايد لمعدلات انتشار التوحد يطرح على بلادنا، حكومة وقطاعا خاصا ومجتمعا مدنيا، تحديات كبيرة فيما يخص دمجهم التعليمي ورعايتهم الصحية ومشاركتهم المجتمعية، إعمالا لالتزامات المغرب الدولية في مجال النهوض بحقوق الأشخاص في وضعية إعاقة بمن فيهم الأشخاص ذوو التوحد”.

وبعدما ثمن التحالف المكتسبات التي تحققت في مجال التوحد، والتي شملت تكثيف جهود التعريف به والتكوين حول المقاربات والآليات الملائمة لتعزيز قدرات الأشخاص المعنيين ودعم استقلاليتهم، سجل أن “حماية حقوق الأشخاص ذوي التوحد في المشاركة في كافة مناحي الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية من خلال ضمان ولوجهم إلى التعليم والتكوين والشغل وحقهم في التعليم مدى الحياة، يفترض اعتماد سياسات متسقة وشاملة تراعي عرضانية الإعاقة”.

وأكد بهذا الخصوص، أن من شأن الانتقال من إقرار الدمج للأشخاص ذوي الإعاقة عموما بمن فيهم الأشخاص ذوو التوحد إلى تنزيل السياسات والبرامج بفعالية أن يحقق لهم التمكين وإثبات ذاتهم وازدهارهم وفعالية مشاركتهم.

15