الظروف نضجت لصفقة في غزة

القدس - أبدت الحكومة الإسرائيلية تفاؤلا بشأن إمكانية التوصل إلى اتفاق للإفراج عن الرهائن المحتجزين في قطاع غزة، وسط تقارير عن أن حركة حماس طلبت قوائم بأسماء جميع الرهائن الذين لا يزالون محتجزين لدى الفصائل المسلحة في القطاع.
وجاءت هذه التطورات مع زيارة مرتقبة الخميس لمستشار الأمن القومي جايك ساليفان إلى إسرائيل لعقد مباحثات بشأن التطورات في سوريا بعد سقوط الرئيس بشار الأسد، وفي غزة بحسب ما أعلن البيت الأبيض.
وكشف المتحدث باسم مجلس الأمن القومي شون سافيت بأن ساليفان سيلتقي مسؤولين إسرائيليين للبحث “في جهود إبرام اتفاق للإفراج عن الرهائن ووقف إطلاق النار في غزة، والتطورات الأخيرة في سوريا، ولإجراء نقاشات بشأن لبنان وإيران.”
ويعتقد أن زيارة ساليفان تستهدف الدفع باتجاه ترتيبات لصفقة يجري بحثها في إطار “مقترح جديد تقدمت به مصر” إلى إسرائيل وحماس.
وهناك حرص أميركي واضح على التوصل إلى صفقة قبيل تسلم دونالد ترامب مهامه في البيت الأبيض في العشرين من يناير المقبل.
وقال وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر إن هناك مفاوضات غير مباشرة جارية بشأن عودة نحو 100 رهينة وأن فرص تحقيق ذلك تحسنت لكن من السابق لأوانه التأكد من ذلك.
وأضاف ساعر في مؤتمر صحفي بالقدس “يمكن أن نكون أكثر تفاؤلا عن ذي قبل لكننا لم نصل إلى هذا بعد. آمل في أن نفعل” وكرر موقف إسرائيل المتعلق بتمسكها بإعادة الرهائن المحتجزين في القطاع قبل الموافقة على إنهاء القتال وقال “لن يكون هناك وقف إطلاق نار في غزة دون اتفاق بشأن الرهائن.”
وكان مسؤولون ووسائل إعلام إسرائيلية تحدثوا في الأيام القليلة الماضية، عن تقدم في المباحثات لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة.
وقال مسؤول فلسطيني مطلع على جهود الوساطة إن حماس طلبت من فصائل أخرى في قطاع غزة البدء في جمع قوائم بأسماء كل الرهائن الإسرائيليين والأجانب لديها سواء كانوا أحياء أو أمواتا.
ولم يقدم المسؤول مزيدا من التفاصيل بشأن جهود الوساطة لكنه قال إن الوسطاء المدعومين من الولايات المتحدة كثفوا الاتصالات مع إسرائيل وحماس.
وأعرب مسؤول في جماعة فلسطينية متحالفة مع حماس عن أمله في أن تسفر المحادثات عن التوصل إلى اتفاق.
وتشير إحصاءات إسرائيلية إلى أن مسلحين من حماس وفصائل أخرى احتجزوا نحو 250 رهينة واقتادوهم إلى قطاع غزة خلال هجوم على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023 أسفر أيضا عن مقتل 1200 شخص.
حركة حماس طلبت قوائم بأسماء جميع الرهائن الذين لا يزالون محتجزين لدى الفصائل المسلحة في القطاع
وتقول سلطات الصحة في قطاع غزة إن أكثر من 44700 فلسطيني قتلوا في الحملة العسكرية الإسرائيلية المستمرة منذ ذلك الحين.
وعبّرت أسر بعض الرهائن عن تفاؤل حذر بعد لقاء مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأحد. وقال منتدى أسر الرهائن والمفقودين إن نتنياهو أبلغهم أن الوقت قد حان لإبرام اتفاق لإعادة الرهائن.
وكان نتنياهو صرح خلال اللقاء أن سقوط نظام الأسد في سوريا قد يدفع نحو إبرام صفقة تبادل أسرى في قطاع غزة.
وجاءت تصريحاته بعد ساعات قليلة من دخول هيئة تحرير الشام وفصائل متحالفة معها العاصمة دمشق وسيطرت عليها مع انسحاب الجيش السوري من المؤسسات العامة والشوارع، لينتهي بذلك عهد دام 61 عاما من حكم نظام حزب البعث و53 سنة من حكم عائلة الأسد.
وحكم بشار سوريا لمدة 24 عاما منذ يوليو 2000 خلفا لوالده حافظ الأسد، وغادر البلاد هو وعائلته إلى روسيا، وأعلن الكرملين أنه تم منحه حق اللجوء لـ”أسباب إنسانية”.
وقال نتنياهو في حديث مع الممثلين عن عائلات الأسرى في غزة أن “سقوط نظام الأسد حدث جزئيا نتيجة العمليات الإسرائيلية الحازمة ضد حزب الله وحماس،” وفق هيئة البث العبرية (رسمية).
حركة حماس تشعر اليوم أنها في حاجة ماسة إلى تسوية، بغض النظر عن التنازلات التي يمكن أن تقدمها لإسرائيل
واعتبر أن سقوط الأسد “قد يفتح الباب أمام فرص جديدة لتعزيز صفقة لإعادة المختطفين (الأسرى الإسرائيليين)” من غزة.
ويرى مراقبون أن الظروف نضجت على ما يبدو للتوصل إلى صفقة تنهي الحرب في غزة، بعد أن سددت إسرائيل ضربات قاصمة لمحور إيران، وتمكن الفصائل المسلحة من الإطاحة بالأسد.
ويشير المراقبون إلى أن حماس تشعر اليوم بأنها لم تعد قادرة على المواصلة في موقفها، وأنها في حاجة إلى تسوية، بغض النظر عن التنازلات التي يمكن أن تقدمها.
وتبادلت إسرائيل وحماس الاتهامات بشأن عرقلة التوصل إلى اتفاق لكن ساعر قال إن الموقف السابق لحماس “ربما تغير في الآونة الأخيرة… لذلك إذا أبدى الطرفان الاهتمام بالتوصل إلى اتفاق فهناك فرصة أفضل لتحقيق ذلك.”
وقال مسعفون إن الضربات الإسرائيلية على أنحاء قطاع غزة تواصلت خلال ليل الأحد ويوم الاثنين. وأضافوا أن ضربة قتلت أربعة على الأقل قرب مخيم جباليا في شمال القطاع.
وفي رفح جنوب القطاع قرب الحدود مع مصر، قال مسؤولون صحيون إن فرق الإنقاذ انتشلت 11 جثة لفلسطينيين قتلوا في ضربات إسرائيلية خلال ليل الأحد ويوم الاثنين.
وقال سكان في مخيم المغازي في وسط القطاع إن دبابات إسرائيلية توغلت في المنطقة الشرقية من المخيم في وقت مبكر من صباح الاثنين مما أجبر بعض السكان على الفرار من منازلهم.
وذكر مسعفون في وقت لاحق إن هجوما إسرائيليا على مخيم المغازي قتل أربعة أطفال تتراوح أعمارهم بين 4 و13 عاما، بينما أدت غارة جوية على بيت لاهيا في شمال قطاع غزة إلى مقتل ستة أشخاص. ولم يعلق الجيش الإسرائيلي بشأن الغارات التي شنها على غزة الاثنين.