"الطيور المهاجرة" جريدة بأصوات اللاجئين بخمس لغات

أثينا - أسست لاجئات أفغانيات في اليونان جريدة الطيور المهاجرة، متعددة اللغات من أجل المساهمة في توسيع مدارك اللاجئين، وتنمية مهاراتهم ومساعدتهم على الاندماج في المجتمع اليوناني.
رئيسة تحرير الطيور المهاجرة مهدية حسيني التي ولدت في عائلة أفغانية لاجئة في إيران، وفق ما نقل موقع دويتشه فيله، كانت تخوض “معركة نفسية وثقافية مستمرة”، لأنها امرأة، وتقول “لدى المرأة الأفغانية الكثير لتقوله، لكن لم يكن يسمح لها بالكلام”، وتضيف “يُسمح للرجال فقط أن يصرخوا ويضربوا ويفقدوا صبرهم”.
وبدأت فكرة تأسيس الجريدة أثناء موجة اللجوء إلى أوروبا، حين كان الصحافيون الأجانب يزورون مخيّمات اللاجئين في اليونان، ومنها مخيّم شيستو في أثينا، بحثاً عن قصص المهاجرين واللاجئين. وتقول حسيني “لم يكن أحد يريد التحدث معهم”، وتتابع “لم يكن الناس يعتقدون أن أي مقابلة يجرونها ستصل إلى الأشخاص المعنيين، ولذلك قررنا أن نصبح مراسلات بأنفسنا وأن نكون صوت اللاجئين”.
لقيت فكرة مهدية إعجاب 14 فتاة أفغانية أخرى، معظمهنّ قاصرات، حيث كُنّ يرغبن بالكتابة عن ماضيهنّ والحياة في المخيم وتطلعاتهنّ المستقبلية. كانت رؤيتهنّ أن تؤسّسن جريدة خاصة.
ولم ترق الفكرة للرجال والشباب في المخيّم أن تكون اللاجئات الشابات هنّ من يطرحن الأسئلة بدلاً من الصحافيين الدوليين. لكن ذلك لم يثبط عزيمة الفتيات، حيث عملن على تطوير أفكارهنّ من خلال عقد اجتماعات تحريرية. وفي نهاية المطاف لقيت الفكرة إعجاب شبكة حقوق الطفل، وهي منظمة غير حكومية في اليونان، وتواصلت مع مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين والاتحاد الأوروبي لتحوّل حلم الفتيات الأفغانيات إلى واقع.
وقد تمت طباعة العدد الأول من الطيور المهاجرة في أبريل عام 2017 بثلاث لغات وهي الفارسية واليونانية والإنكليزية، واليوم تُنشر الطيور المهاجرة بخمس لغات بما فيها العربية والأوردية، وصدر منها حتى الآن 11 عدداً، ويتم توزيع 13 ألف نسخة من كل عدد في جميع أنحاء اليونان.
ورغم أن الفتيات فحسب كنّ يكتبن في الجريدة في البداية، إلا أن بعض الشباب أيضا انضموا إليها في ما بعد، كما تقول الصحافية الألبانية-اليونانية دنيسا باجراكتاري، التي تتولى مهمة الإشراف على الجريدة.
وأضافت باجراكتاري “ما هو عظيم لاندماجهم هو ما يتعلمونه عن الحقوق الديمقراطية”، وتتابع “معظم الكتاب الشباب أتوا من بلدان لا توجد فيها حرية التعبير، أما الآن فلديهم هذه الحرية ويعرفون كيف يستخدمونها”.
ويقول الشاب السوري محمد الرفاعي البالغ من العمر 18 عاماً والذي يكتب في الجريدة “لأننا نعاني، فإننا نحاول التحدث كثيراً عما يحدث لنا، ونظهر للجميع كيف يتم التعامل معنا وكيف يمكن مساعدتنا”.
وتوضح باجراكتاري “في البداية، لم تكن الغاية أن تكون الصحيفة بعدة لغات، لقد أصبحت كذلك تدريجياً، حيث أراد العديد من الأشخاص من لغات مختلفة أن يكونوا جزءا منها، فالجميع يمكنهم المساهمة فيها بطرق مختلفة”.