الطيران العماني يدشن مرحلة جديدة في استراتيجية التوسع

شكل تدشين الطيران العماني لخط جديد باتجاه موسكو خطوة استراتيجية ضمن سلسلة خطوات تعكف عليها الشركة في إطار خطة طويلة المدى تهدف لتحسين كفاءة التشغيل والإدارة، لترسيخ مكانتها في المنافسة المحتدمة في صناعة الطيران العالمية.
مسقط – دخلت شركة الطيران العماني المملوكة للدولة مرحلة جديدة في مسار طويل للتوسع وتعزيز الأسطول لمزاحمة عمالقة هذه الصناعة في منطقة الخليج والعالم.
وافتتحت الشركة مؤخرا خطا جويا نحو العاصمة الروسية موسكو، في أحدث خطوة من خطط إعادة الهيكلة بعد مغادرة رئيسها التنفيذي السابق بول جريجورويتش، العام الماضي.
ونسبت وكالة الأنباء العمانية الرسمية للرئيس التنفيذي للشركة، عبدالعزيز بن سعود الرئيسي، قوله خلال حفل تدشين الخط الأسبوع الماضي، إن “الشركة تسعى لتعزيز مكانتها في عالم السفر والسياحة من أجل زيادة عدد المسافرين عبر أسطول طائراتها إلى مختلف الوجهات”.
وأشار إلى أن الهدف الرئيسي للشركة هو تنشيط السياحة الداخلية عبر الترويج للمقومات التي تزخر بها البلاد وتعزيز مكانتها كوجهة سياحية جاذبة.
وقال إن الشركة “وضعت خطة جوهرية لأسطولها ووجهاتها من أجل الوصول إلى 70 طائرة وأكثر من 60 وجهة بحلول عام 2022”، موضحا أن تدشين الخط الجديد إلى موسكو يعد جزءا من هذه الخطة الطموحة.
وكان الرئيسي قد قال خلال مقابلة لوكالة رويترز في وقت سابق هذا العام إن “الطيران العماني تدرس إضافة المزيد من الرحلات إلى آسيا، من بينها رحلات للصين وكوريا الجنوبية”.
وسيتم تسيير الرحلة اليومية للطيران العماني على الخط الجديد عبر طائرات جديدة من طراز بوينغ 737 ماكس 8، التي تضم 12 مقعدا في درجة رجال الأعمال و150 مقعدا في الدرجة السياحية.
وأوضح الرئيسي أنه في حالة ازدياد الطلب على الخط سوف تقوم الشركة بزيادة عدد الرحلات اليومية باستخدام طائرات أكبر خلال الفترة المقبلة.
وأدرجت السلطات العمانية روسيا ضمن قائمة الدول التي يُسمح للسائحين القادمين منها بالحصول على تأشيرات سياحية لدخول السلطنة دون الحاجة إلى كفيل محلي، ما سيسهم في تدفق المزيد من الأفواج السياحية الروسية إلى السلطنة.
وأوضح إيغور بوريسوف مدير مطار دوموديدوفو الدولي في موسكو، في تصريح لوكالة الأنباء العمانية أن الخط الجديد سيسهم في تعزيز التعاون بين مطار دوموديدوفو الدولي ومطار مسقط الدولي ويرسخ علاقات الشراكات سواء بين الشركات الروسية والعمانية أو رجال الأعمال.
ومن المتوقع أن تنقل الشركة حوالي 9.8 مليون مسافر هذا العام ارتفاعا من 8.5 مليون تم تسجيلها العام الماضي، وفق الخطط التي أعلنت عنها مطلع العام.
وأوضح بول ستارز رئيس قسم الشؤون التجارية بالشركة أن الخط الجديد سوف يقدم العديد من الفوائد للضيوف المسافرين من رجال الأعمال والسياح، إلى جانب أنه سيوفر رحلات ربط سلسلة عبر مقر عمليات الطيران العُماني في مطار مسقط الدولي إلى الوجهات في مختلف أنحاء العالم.
وقال إن “الشركة تسعى إلى تقديم أفضل الخدمات والمزايا لمسافريها في كلا البلدين”، مبينا أن الشركة ستقوم بتنظيم رحلات للمجموعات والأفواج السياحية من روسيا لاستكشاف السلطنة التي تعتبر وجهة مثالية وتتمتع بمختلف المقومات السياحية.
وكانت الشركة المملوكة للدولة، التي لم تعد تعتمد على التمويل الحكومي، أرجأت العام الماضي موعد تحقيق نقطة التعادل إلى العام الحالي.
ويضم أسطول الشركة العديد من الطائرات الحديثة التي تم استلامها مؤخرا، ويؤكد المسؤولون في الطيران العماني أن السلامة تأتي في قمة أولويات الشركة.
وتمتلك الطيران العماني حاليا 16 طائرة عريضة البدن، منها ست طائرات بوينغ طراز 787 دريملاينر، وعشر طائرات إيرباص طراز أي 330، لكنها تأمل بزيادة العدد. وستشمل هذه الخطوة استبدال بعض طائرات إيرباص الموجودة حاليا وإضافة تسع طائرات أخرى جديدة.
وتلتزم الشركة بالعمل على تحسين منتجاتها باستمرار، بينما يشهد أسطولها وشبكة خطوطها توسعا، مع تطوير علامتها التجارية.
ودشنت الشركة في فبراير العام الماضي طائرة جديدة من طراز بوينغ 737 ماكس، ضمن باكورة أسطول يتضمن 30 طائرة من هذا الطراز.
ورجح الرئيسي، الذي تولى منصبه في أبريل الماضي، وصول الشركة لنقطة التعادل في العامين أو الثلاثة أعوام المقبلة. وقال حينها إنه “من الصعب تحديد توقيت لأن وقف الخسائر سيعتمد في جزء منه على عوامل خارجية”.
وستركز الطيران العماني في الفترة المقبلة على نقل المزيد من المسافرين إلى سلطنة عمان ومنها، وقد استبعدت مرارا دخولها في منافسة مع أكبر ثلاث شركات طيران في منطقة الشرق الأوسط.
وتستحوذ كل من الاتحاد للطيران المملوكة لحكومة أبوظبي وطيران الإمارات المملوكة لحكومة دبي والخطوط القطرية على الحصص الأكبر في مجال النقل الجوي ليس فقط في المنطقة، بل وفي العالم بالتركيز على ربط المسافرين عبر مراكزها في الخليج.