الطوابير "روتين يومي" جزائري يثير الغضب على مواقع التواصل

مغردون جزائريون يوثقون على مواقع التواصل الاجتماعي الطوابير الطويلة لاقتناء المواد الغذائية، مكذبين بذلك رواية السلطات في بلادهم معتبرين أن السياسات الخارجية للدولة هي السبب الرئيسي في الأزمة.
الجزائر - انتشرت صور ومقاطع فيديو على الشبكات الاجتماعية لجزائريين يقفون في طوابير طويلة في عدة مدن جزائرية لأجل الحصول على المواد الغذائية الأساسية، مع اقتراب شهر رمضان، رغم الإعلانات المتكررة للسلطات بشأن توفر هذه المواد في السوق، ما أثار جدلا واسعا.
ويعاني الجزائريون من صعوبات كبيرة في الحصول على المواد الغذائية الأساسية المدعومة بشكل خاص مثل الحليب والدقيق والزيت، فباتت موائدهم تفتقد لسلع استهلاكية كثيرة، إما لندرتها وإما لارتفاع أسعارها بشكل مبالغ به في البلد الغني بالغاز، وهو ما خلق تذمرا كبيرا لدى المواطنين الذين يتساءلون كيف وصل الأمر إلى هذه الدرجة.
وتغيرت السلوكيات الاستهلاكية في الجزائر بشكل لافت إلى درجة قضاء مواطنين ساعات طوالا في طوابير يتشاركها رجال ونساء وأطفال ومسنون كذلك، من أجل اقتناء مواد غذائية أساسية.
وأثار مقطع فيديو من مدينة باتنة الجزائرية غضبا واسعا، وتداول الناشطون صور مواطنين في طابور للحصول على بعض السلع، وكتب ناشط سياسي جزائري:
طابور خرافي بمدينة باتنة شرق الجزائر من أجل اقتناء السميد!
مظهر يراه وزير التجارة كمال رزيق سلوك حضاري !
هذه استراتيجية نظام العسكر المبنية على تجويع الشعب حتى لا يهتم بالسياسة!
متى يستفيق الشعب من سباته؟ متى يفهم ان عصابة الاشرار التي تحكم البلاد تُذله؟
والشهر الماضي، طمأن وزير التجارة الجزائري كمال رزيق بأن السلطات ستسهر على ضمان التموين المنتظم بالمواد الأساسية خلال شهر رمضان.
وأضاف أن موظفي الرقابة متأهبون “لضمان استقرار أسعار المواد المقننة، والتصدي للممارسات غير النزيهة لبعض التجار بتطبيق أسعار غير شرعية لبعض المنتجات كالخبز والسكر والزيت والحليب المدعم”.
كما أعلن رزيق عن اتخاذ جملة من التدابير لضبط تموين السوق بالخضر والفواكه واللحوم والحليب المدعم.
أما بالنسبة لتسويق الخضر والفواكه، فقال رزيق في جلسة استماع أمام لجنة الفلاحة والصيد البحري وحماية البيئة بالمجلس الشعبي الوطني إن الوزارة “تولي أهمية بالغة” لإنجاز أسواق الجملة للخضر والفواكه التي تدعمت خلال السنوات الثلاث الأخيرة بسبعة أسواق جديدة.
لكن ناشطين اعتبروا أن مقاطع الفيديو المنتشرة في أنحاء البلاد، تعاكس تطمينات السلطات، فالطوابير في ازدياد الفترة الأخيرة.
وينافي الواقع طموحات السلطة لتحقيق الاكتفاء الذاتي، حيث أعلن الرئيس عبدالمجيد تبون قبل أيام فقط أن بلاده تتطلع إلى تحقيق اكتفاء غذائي ذاتي بحلول عام 2025، عبر تطبيق خطة تطوير القطاع الزراعي ومكننته، وتوسيع الاستثمارات الموجهة لدعم المزارعين وزيادة إنتاج الحبوب لسد الحاجيات المحلية وتصديرها في المرحلة الثانية.
ناشطون اعتبروا أن مقاطع الفيديو المنتشرة في أنحاء البلاد، تعاكس تطمينات السلطات، فالطوابير في ازدياد الفترة الأخيرة
وقال تبون في مؤتمر زراعي “نحن على وشك الوصول إلى الاستقلال الغذائي، لم يبق إلا زيادة الإنتاج في بعض الخضراوات لنصل في آفاق 2025 إلى الاكتفاء الذاتي”، مشيرا إلى أن رهان الأمن الغذائي أصبح أولوية أساسية للحكومة وفي صميم إستراتيجياتها، للحفاظ على استقلال القرار السياسي.
وكشفت صحيفة “أتلايار” الإسبانية عن تلاعب النظام الجزائري ببيانات الإنتاج الزراعي في ظل الأزمة الغذائية التي يعاني منها البلد، قصد طمأنة المواطنين قبل حلول شهر رمضان الذي يتضاعف فيه الطلب على المواد الاستهلاكية الأساسية.
وأوضحت الصحيفة أن المؤسسات الحكومية الجزائرية تبالغ في الأرقام المتعلقة بنمو القطاعات الاقتصادية وتضخم تسويق المؤشرات الإيجابية في القطاع الفلاحي، ضاربة المثال بحديث تبون عن 29 مليون رأس ماشية في السوق، فيما تؤكد الإحصائيات أن السوق لا يتوفر سوى على 19 مليون رأس من الماشية.
وأشارت إلى أن الرئيس الجزائري تحدث كذلك عن عائدات قطاع الفلاحة التي تصل إلى أزيد من 25 مليار دولار، وهو رقم أعلى من عائدات المحروقات في 2021، لكن التقرير السنوي للقطاع أكد أن مساهمة الفلاحة في الناتج الداخلي الخام لم تتعد 15 في المئة فقط.
وتحاول السلطات الجزائرية امتصاص غضب الرأي العام الداخلي في ظل الاحتقان الاجتماعي، من خلال تحميل الرئيس السابق عبدالعزيز بوتفليقة مسؤولية البيانات الخاطئة التي تروج في الأوساط الاقتصادية الوطنية.
وقال دبلوماسي سابق:
لست هنا في مدينة تركية ولا سورية ردمها الزلزال ولا في مدينة أوكرانية دمرها الروس ولا في القرن الأفريقي حيث المجاعة حينا والحروب في كل حين، إنما هذه #باتنة قلب الثورة الجزائرية وطابور بالآلاف لاقتناء كيس سميد، وهو حال أكثر المدن في #الجزائر حيث الطوابير وأسعار ترتفع بشكل جنوني.
وقال آخر:
Parody_Ma@
طوابير بوصبع الأحد 2023/03/05 على السميد من ولاية قسنطينة #الجزائر، أضف إلى ذلك أزمة الزيت والحليب وانهيار القدرة الشرائية في بلد يصدر الغاز لأوروبا.
ويقول معلقون إن سياسات الدولة الخارجية هي السبب الرئيسي في الأزمة المعيشية التي تعصف بالبلاد، كما أن هوس العداء للمغرب يحكم هذه السياسة:
وسخرت مغردة:
DorraEssayed@
طوابير من أجل كيس (سميد أو طحينة) حكامنا ما شاء الله أتقنوا التسلح وشراء أجهزة التنصت والتجسس والمراقبة وتسلحوا بالطائرات الحربية والرئاسية وبنوا القصور و الثكنات لـــكــــن عجزوا عن توفير مقومات حياة كريمة للمواطن.
زمان كنّا في أفريقيا نستغرب المجاعات.
والعام الماضي، وفي مواجهة تراجع عائداتها من النفط والغاز، قررت الجزائر التخلي عن نظام الدعم العام للمواد الاستهلاكية، فيما وعدت بمواصلة دعم الفئات الأكثر حرمانا بصفة مباشرة.
ورغم أن السلطات تحذر من أي استغلال سيء لمساحات التواصل الاجتماعي لإثارة المشاكل من خلال نشر شائعات عن الندرة، لزرع الشك والفوضى، إلا أن الشبكات الاجتماعية تنكر ما تقوله الحكومة بشأن الشائعات.
وذكرت صفحة إخبارية على فيسبوك:
في مشاهد “مهينة” يعاني رب الأسرة في الجزائر وفي #قالمة خاصة من أزمة الطوابير والجري وراء البحث عن مواد غذائية أساسية، فإذا صادفه الحظ ووجدها يجد أمامه طوابير غير منتهية، فما يلبث أن ينتهي من طابور الحليب حتى يقابله طابور السميد وهكذا دواليك، في روتين أضحى شبه يومي في قالمة وغيرها من الولايات التي تعاني نفس الأزمة للأسف، فالمواطن لم يعد قادرا على مجاراة الغلاء زيادة على الطوابير، فالمتجول اليوم في شوارع قالمة سيلاحظ عند مدخل كل #مغازة (سوبيرات) العشرات من المواطنين مصطفين.
ورغم ذلك يصر الرئيس الجزائري على إنكار الواقع. وقال يناير الماضي إن بعض “المتربصين بالجزائر” أصبحوا يصورونها بسوداوية ويدّعون وجود أزمة نقص في المواد الغذائية بالمتاجر.
وأوضح خلال إشرافه على الملتقى الوطني لتجديد المنظومة الصحية، أن “بعض المتربصين بالجزائر، كأنهم من كوكب آخر، حيث أصبحوا يصورونها بسوداوية ويدّعون بأن المواد الغذائية منعدمة على رفوف المتاجر” في الجزائر.
وحذر الرئيس الجزائري من “الإشاعات وخطابات التيئيس التي تحاول من خلالها أطراف بث الشك والريبة في نفوس المواطنين”.