الطفرات الكثيرة في أوميكرون تتيح له الالتحام بالخلايا البشرية بشدة

لندن - خلصت دراسة جديدة إلى أن الطفرات المتعددة في متحور أوميكرون تتيح له الالتحام بالخلايا البشرية بصورة أكثر فاعلية من المتحورات الأخرى.

وذكرت صحيفة “ديلي ميل” البريطانية أن باحثين من جامعة “بريتش كولومبيا” في كندا أجروا دراسة على المتحور باستخدام المجهر الإلكتروني فائق البرودة، وهو أسلوب يقدم صورا للفايروس بدقة عالية جدا.

وقال الدكتور سريرام سوبرامانيام، كبير واضعي الدراسة وأستاذ الكيمياء الحيوية في جامعة بريتش كولومبيا، إنهم وجدوا أن  متحور أوميكرون لديه قدرة التحام أعلى مما لدى الفايروس الأصلي، وذلك بسبب الصلات الجديدة التي وجدت بين الفايروس ومستقبلات الخلايا البشرية.

وبالإضافة إلى ذلك قام الباحثون باختبار قوة متحور أوميكرون أمام الأجسام المضادة وحيدة النسيلة والبشرية، وخلصوا إلى أن المتحور لديه قدرة أكبر على مقاومة جزيئات النظام المناعي مقارنة بالمتحورات الأخرى من فايروس كورونا.

ولا يزال يتعين أن تخضع الدراسة لمراجعة الأقران، ولكنها متوافقة مع بحث آخر حديث بشأن خصائص أوميكرون شديدة العدوى.

ويشار إلى أنه تم اكتشاف متحور أوميكرون في جنوب أفريقيا في أواخر نوفمبر الماضي، ومنذ ذلك الحين ينتشر سريعا في العالم.

وقال سوبرامانيما إن “متحور أوميكرون غير مسبوق لكونه يحوي 37 طفرة بروتين سبايك، وهو أعلى بواقع ثلاثة إلى خمس مرات مقارنة بأي متحور آخر”.

وأضاف “زيادة الطفرات في بروتين سبايك أمر مهم لسببين؛ أوّلا لأن بروتين سبايك يحدد كيفية ارتباط الفايروس بالخلايا البشرية وإصابتها بالعدوى. وثانيا لأن الأجسام المضادة تتعلق ببروتين سبايك من أجل تحييد الفايروس”.

ونتيجة لذلك يمكن لطفرات بروتين سبايك القليلة أن تعدل بصورة كبيرة كيفية انتقال فايروس كورونا وكيفية مكافحة النظام المناعي له.

وخلصت الدراسة إلى أن قدرة أوميكرون على الالتحام أعلى من قدرة متحور دلتا وأعلى بكثير من قدرة فايروس كورونا الأصلي.

كما فحصت الدراسة أيضا قدرة بروتين سبايك لدى أوميكرون على تجاوز الأجسام المضادة البشرية والأجسام المضادة من العلاجات وحيدة النسيلة.

وأكدت الدراسة البيانات على أرض الواقع، وهي البيانات التي تظهر أن متحور أوميكرون لديه قدرة أكبر على التهرب من الأجسام المضادة مقارنة بالمتحورات الأخرى، مما يعني أن العلاجات تصبح أقل نجاحا في مواجهته.

وأوضح سوبرامانيما أن كلا من قدرة متحور أوميكرون المتزايدة على الالتحام وقدرته على التهرب من الأجسام المضادة “تعدان من العوامل المرجحة لسرعة انتشاره”.

وأظهرت أحدث البيانات المتوفرة على موقع جامعة “جونز هوبكنز” الأميركية أن إجمالي الإصابات وصل إلى 276 مليونا و243 ألف حالة. وارتفع إجمالي الوفيات إلى خمسة ملايين و369 ألف حالة وفاة.

وأوضحت البيانات المجمعة أن إجمالي عدد اللقاحات المضادة لكورونا التي جرى إعطاؤها في أنحاء العالم تجاوز ثمانية مليارات و769 مليون جرعة.