الطريقة الصحيحة لمكافأة الطفل

واشنطن ـ يؤكد علماء النفس أن الطفل يميل بطبيعته إلى تحقيق توقعات والديه منه وأن الوالدين هما من يحددان لطفلهما السلوك الذي سيظهره لهما.
كما يشير خبراء علم النفس وخبراء التربية إلى أن المكافأة هي أي شيء يمكنه ترسيخ السلوك الذي يراه الوالدان مفضلا ويريدان أن يحفزاه لدى طفلهما. ويؤكدون أن المكافأة يمكن أن تكون متعددة الصور والأشكال، فإما أن تكون في غاية البساطة كأن لا تتجاوز المدح بكلمات طيبة ومشجعة، وإما أن تكون في صورة هدية عينية أو حتى تلبية لرغبة معينة أو طلب ما يعلمان أنه سيسعده.
وتلخص الكاتبة الأميركية شيري ستيل سميث أدوات التشجيع وإظهار التقدير في خمسة عناصر أساسية هي الثناء والهدية المادية والمفاجأة المبهجة والوقت والاهتمام.
ويمكن للوالدين أن يقدما مكافأة لطفلهما فيمدحانه ويشكرانه ويعبران له عن إعجابهما بما فعل، وذلك إذا حصل على درجات مرتفعة في الاختبار أو ساعد في بعض الأعمال المنزلية البسيطة أو قدم العون لإخوته.
ويمكن أن تكون الهدية في صورة عينية أو في صورة مبلغ من المال وفقا لقدرات كل أسرة، أو بعض الهدايا أو الأطعمة المحببة له، أو زيارة صديق أو دعوته، أو تنظيم رحلة له مع الأسرة أو الأقارب أو القيام بنزهة قصيرة.
كما يعتبر منح الطفل جزءا إضافيا من الوقت للعب مع صديق لعبة بسيطة أو لقراءة كتاب أو أي نوع آخر من المشاركة مكافأة قيمة يشعر من خلالها بأهميته لديهما. كما يمكن أن يكون الاهتمام بأكثر من صورة سواء لفظيا عن طريق المديح، أو ضمنيا من خلال تصرفات معينة كمتابعته عند أدائه عملا معينا أو حضور أحد مواعيد تدريبه الرياضي.
وتعزز المكافأة من السلوك الإيجابي للطفل حيث يميل كل إنسان للحصول على الاهتمام، وبالتالي يواصل الأطفال السلوك الذي يضمن لهم الاهتمام. وينصح خبراء التربية الوالدين بأن يظهرا السلوك الجيد لأطفالهما عن طريق تشجيعهم على السلوكيات التي يريدانهم أن يستمروا عليها وأن يتعلموها.
كما قد تغير المكافأة من السلوك السلبي للطفل باعتبار أن السلوك الذي لا يثير رد فعل أو يتم تجاهله من المرجح أن يعدل عنه الطفل، حيث يتجنب السلوك الذي لا يعود عليه بأي مكافآت، وبالتدريج سيتحسن ويتعدل سلوكه بشكل تلقائي.
وتجعل المكافآت المنضبطة من المنزل بيئة ممتعة للتعلم بالنسبة للأطفال، وتخلق جوا هادئا خاليا من المشاحنات والعقاب بالنسبة للآباء، وفق ما يؤكده علماء النفس، وهو ما من شأنه أن يوفر بيئة آمنة إيجابية مليئة بالدفء والشعور بالعطاء. وتساعد هذه البيئة الأطفال على اكتساب ثقة أكبر وشعورهم بالسعادة مما يتيح لهم تطوير مهاراتهم الاجتماعية بشكل أسهل واتخاذ الوالدين المثل الأعلى لهم ومصاحبتهم طوال حياتهم.

وتعتمد الأمهات في المنزل والمعلمون في المدارس طريقة الثواب والتقدير أو “المكافأة” ويعتبرونها من الأساليب الأكثر شيوعا واستخداما.
وتعد الابتسامة مكافأة فعالة للتعبير عن السلوك الجيد للطفل، حيث أن الابتسامة تشعر الطفل بالحب، وبأنه مميز لدى والديه، وترسل له رسالة تحمل معنى الرعاية والاهتمام، عندما يتصرف بطريقة جيدة. وأكدت العديد من الدراسات أن للعناق أيضا تأثيرا عجيبا على الطفل، فهو يخفف من بكائه. ورغم أن العناق مكافأة مجانية للطفل، إلا أنها ذات تأثير كبير على نفسيته.
ويشير خبراء التربية إلى أن المكافآت التي تمنح للطفل تقديرا له على التصرف بطريقة جيدة، لا يجب أن تنحصر في المال والهدايا، فهو يحب الحصول على بعض الامتيازات الإضافية، كتلك التي يتمتع بها أشقاؤه الأكبر سنا. وينصحون الوالدين بمكافأته عندما يحسن التصرف وذلك بمنحه بعض الامتيازات الإضافية كنصف ساعة إضافية على الكمبيوتر، أو زيارة أحد أصدقائه، أو تأخير وقت النوم لمدة ربع ساعة، أو إجراء مكالمة هاتفية مع صديق. وتعتبر هذه الامتيازات الإضافية دافعا قويا له لكي يتعاون معهما، زيادة على أنها تعلمه مفهوم الحرية والمسؤولة.
ويحذر خبراء التربية من تقديم الرشاوى والمكافآت غير المنضبطة للطفل، معتبرين المال من أسوأ المكافآت التي يقدمها الآباء لأبنائهم لأنه قد يتحول إلى ابتزاز من قبل الطفل، وتتحول الطاعة إلى مقايضة دائمة، مما يزيد من عناده ويصبح أكثر رغبة في السيطرة على عائلته، ويغير من تصرفاته على المدى البعيد.