الطروحات السعودية تستعيد نشاطها بعد الركود الصيفي

شركتا ماجد للعود والمطاحن العربية للمنتجات الغذائية تعلنان عزمهما طرح أسهمهما في بورصة تداول.
الاثنين 2024/08/26
المؤشرات تبدو واعدة

الرياض - عاد زخم صفقات الاكتتاب في السوق السعودية بعد ركود يصاحب عادة أشهر إجازات الصيف بعدما أعلنت شركتا ماجد للعود والمطاحن العربية للمنتجات الغذائية عزمهما على طرح أسهمهما في بورصة تداول.

وتزامن ذلك مع إعلان هيئة السوق السعودية موافقتها على طرح شركات كان أحدثها شركة المطاحن الرابعة والمتحدة الدولية القابضة التابعة لشركة إكسترا.

وتنوي الماجد للعود إجراء طرح عام أولي وإدراج أسهمها العادية في السوق الرئيسية للبورصة السعودية، وتتمثل العملية في إدراج 7.5 مليون سهم، تشكل 30 في المئة من إجمالي رأس مالها من خلال بيع أسهم حالية من قبل المساهمين البائعين.

وقالت الشركة، المتخصصة في تصنيع وتطوير منتجات العود والعطور، إنه “سيتم توزيع متحصلات الطرح على المساهمين البائعين بالتناسب مع عدد أسهم الطرح التي سيتم بيعها من قبل كل منهم، ولن تحصل الشركة على أي جزء من متحصلات الطرح”.

وكانت العربية للمنتجات الغذائية قد أعلنت الأسبوع الماضي، أنها ستطرح أكثر من 15 مليون سهم في السوق الرئيسية للبورصة، وهي تعادل 30 في المئة من أسهم الشركة التي تم تأسيسها لإنتاج منتجات القمح والأعلاف وتوفيرها في كافة أنحاء البلاد.

وتحفز السعودية الشركات على الإدراج لتنمية بورصتها وجذب المستثمرين، وعادة ما تجذب هذه الطروحات طلبا هائلا بغض النظر عن حجمها. ولكن يبدو أن الاكتتابات صغيرة الحجم تحقق أداء جيدا بشكل خاص.

وتستهدف هيئة السوق المالية تعزيز وتيرة الطروحات الأولية في البورصة، وإدراج 24 شركة جديدة هذا العام، كما جاء في التقرير السنوي لبرنامج تطوير القطاع المالي، الصادر في يوليو الماضي.

وكتب رئيس مجلس الهيئة محمد القويز في كلمة بالتقرير حينها يقول إن عدد “الشركات المدرجة تجاوز حاجز الـ300، ووصول حجم الاستثمارات الأجنبية إلى أكثر من 401 مليار ريال (106.8 مليار دولار)”.

وعلاوة على ذلك، تستهدف الهيئة زيادة ملكية المستثمرين الأجانب لتبلغ 17 في المئة من إجمالي قيمة الأسهم المتداولة في البورصة، مقابل 12.8 في المئة نهاية العام الماضي.

◙ 2 مليار دولار حجم الاكتتابات الأولية في بورصة تداول منذ بداية العام 2024

وكشف محمد الرميح، المدير التنفيذي للسوق المالية السعودية، خلال مقابلة مع وكالة بلومبيرغ في مايو الماضي، عن استعداد أكثر من 10 شركات لإجراء طرحها العام الأولي في سوق الأسهم قريبا دون تحديد موعد، بعد حصولها على الموافقات اللازمة.

وأشار إلى تقديم أكثر من 50 شركة طلبات للإدراج، في إشارة إلى استمرار موجة الاكتتابات بالسوق الأنشط إقليميا خلال العامين الأخيرين.

ومنذ مطلع 2024، شهدت السوق السعودية إدراج مجموعة أم.بي.سي التلفزيونية في يناير، وأفالون فارما في فبراير، والمطاحن الحديثة في مارس، وسليمان فقيه ومياهنا والشركة السعودية لحلول القوى البشرية (سماسكو) في يونيو.

وكان صندوق الاستثمارات العامة (صندوق الثروة) قد اختار بنوكا لتولي الطرح المرتقب لشركة نوبكو، وهي أكبر مؤسسة تعمل في مجال المشتريات الطبية في البلد الخليجي.

وجمعت الاكتتابات الأولية في البلاد أكثر من ملياري دولار منذ بداية العام الحالي، تصدرها طرح شركة مستشفى الدكتور سليمان عبدالقادر فقيه الذي جمع 764 مليون دولار، تليها شركة المطاحن الحديثة التي جمعت 314 مليون دولار.

في المقابل، جمع الطرح الثانوي لشركة أرامكو النفطية حوالي 11.2 مليار دولار، حيث باعت عملاق الطاقة في يونيو 1.545 مليار سهم، تمثل 0.64 في المئة من الأسهم المصدرة. وتميز الطرح بتخصيص 60 في المئة من الأسهم المعروضة للمستثمرين الأجانب.

وكانت البورصة المحلية قد شهدت العام الماضي إدراج 43 شركة جديدة، بواقع 8 شركات في السوق الرئيسية (تاسي)، و35 شركة في السوق الموازية (نمو). وتُعد السوق السعودية الأنشط من حيث الطروحات الأولية في المنطقة على مدار السنوات الثلاث الماضية.

وقد أصبحت مكانا نشطا لبيع الأسهم على مدى السنوات القليلة الماضية، إلى جانب دول الخليج الأخرى، حيث سعت الحكومات إلى جمع الأموال لتقليل اعتمادها على قطاع الطاقة مع تشجيع الشركات الخاصة على إدراج أسهمها لتطوير أسواق رأس المال لديها.

وتتطلع بورصة تداول إلى المستثمرين الآسيويين لتعزيز النشاط لديها في أكبر سوق في الشرق الأوسط، وتتمتع الرياض بوضع جيد لجذب المستثمرين من الشرق والغرب.

وظهر صندوقان متداولان في البورصة يركزان على الأسهم السعودية لأول مرة الشهر الماضي في شنغهاي وشنتشن، مما يدل على تعميق الروابط الاستثمارية بين الصين والسعودية مع تنويعها شرقا، وفق بلومبيرغ.

11