الطرقات تشهد عودة قوية لطرز الفان

برلين - عندما كشفت شركة أودي الألمانية النقاب عن سيارتها أوربان سافير كونسبت الاختبارية أعطت لمحة عن أجواء الفخامة والراحة والخصوصية التي توفرها هذه الأيقونة من موديلات الفان، وأكدت على أنها عبارة عن صالون فاخر يتحرك على عجلات.

وتحقق نماذج الفان اليوم نجاحا عالميا أكبر من الموديلات الأخرى، فهي منتشرة بألوان وزخارف مخصصة مختلفة في كل مكان. ويظل السائقون من الشباب إلى حد كبير هم الفئة الأكثر إقبالا عليها.

وأوضح نوربرت فيبر المصمم بشركة أودي، أن السيارة الفان الفاخرة تمتاز بالرحابة الكبيرة والتفرد في متطلبات حصرية يحتاجها السائق، والتي تعد هي الرفاهية الحقيقية في المدن الكبيرة المزدحمة بالسكان.

نوربرت فيبر: الفان تَعِد برفاهية حقيقية أثناء السير في المدن الكبيرة

وبعدما قامت الشركات العالمية مثل تويوتا ونيسان، وحتى هيونداي بسيارتها ستاريا، بطرح الكثير من موديلات الفان للمدن الكبيرة مثل طوكيو وسيول وشنغهاي، تفكر شركة أودي حاليا لطرح سيارتها الفان الفاخرة الخاصة بها.

وأكد فيبر في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية على أنه من المتوقع أن تكون جاهزة للطرح في الأسواق العالمية في منتصف العقد الحالي.

ولفت المصمم الألماني الأنظار إلى فئة السيارات التي تشهد تراجعا في الأسواق الأوروبية حاليا؛ حيث تتمثل فكرة سيارات الفان في موديلات مثل كرايسلر فوايجر ورينو إسكيب.

وهناك العديد من الموديلات الأخرى التي ساهمت في انتشار هذه الفئة مثل أوبل زافيرا وفولكسفاغن توران ورينو سينيك.

ولكن السيارات الرياضية متعددة الاستخدامات (أس.يو.في) حلت محل سيارات الفان الكبيرة حاليا وأزاحت الكثير من الموديلات من الأسواق العالمية.

وأوضح الخبير لوتز فوجينر أنه من المنطقي أن يحظى هذا المفهوم، الذي عفا عليه الزمن، باهتمام الكثيرين حاليا.

ويستشهد أستاذ التصميم بجامعة هوف بالأسباب الاجتماعية، مثل التشوق إلى وجود أماكن خاصة للاسترخاء في الحياة اليومية بعدما أصبحت أكثر ازدحاما من أي وقت مضى.

وعادة ما يتم هنا استعمال مصطلح المكان الثالث حيث يقضي المرء أغلب وقته في السيارة إلى جانب المكتب والمسكن، ولذلك ظهرت الحاجة إلى أن تكون السيارة أكثر راحة واسترخاء.

ويشير فوجينر أيضا إلى بعض الأسباب التقنية التي ساعدت على إحياء هذا المفهوم على المدى القصير، ومن أهمها الطفرة التي حدثت في السيارات الكهربائية.

فكرة الفان في موديلات مثل رينو إسكيب وكرايسلر فوايجر وأوبل زافيرا وفولكسفاغن توران تمثل نمطا أكثر جاذبية

وألمح كذلك إلى هيمنة ما يعرف باسم “منصات سكيتبورد”، والتي تتيح إمكانية تصميم أرضية السيارة بشكل مستوٍ، مع طول قاعدة عجلات فوق المتوسط، وكذلك إمكانية تقسيم مساحة مقصورة السيارة بحرية وبدون أية عوائق.

وعلاوة على أن القيادة الآلية أو حتى الذاتية للسيارات ساعدت على تطور هذا المفهوم على المدى الطويل، وهو ما أدى إلى تغيير وضعية وترتيب التجهيزات في السيارة، بحيث تحول قائد السيارة إلى مجرد راكب، مع زيادة أهمية المقعد الخلفي أو ما تبقى من المقعد الخلفي.

ولا تسير شركة أودي بمفردها على درب إعادة إحياء الموديلات الفان الفاخرة، بل إن شركة كانو الأميركية سبقتها وأطلقت سيارتها الفان الكهربائية.

ففي منتصف العام الماضي كشفت كانو النقاب عن سيارتها الفان الكهربائية التي تحمل اسم “لايف ستايل” الجديدة، التي من المقرر طرحها في الأسواق هذا العام بسعر يبدأ من 34 ألف دولار. وتعتمد لايف ستايل الصديقة للبيئة على ما يسمى بمنصة سكيت بورد، والتي تتمتع بمرونة كبيرة في ترتيب المقاعد وشكل المقصورة الداخلية، وتصميم المقود ليتواءم مع كامل تصميم المقصورة الداخلية، وهو ما يسمح بالتجهيز بتقنيات القيادة الآلية.

وبالإضافة إلى ذلك تظهر سيارة آي.دي الكهربائية من إبداعات فولكسفاغن، والتي من المقرر طرحها في الأسواق العالمية خلال فصل الخريف المقبل بتكلفة تبلغ 65 ألف يورو.

وتشارك مرسيدس في هذا الاتجاه من خلال الاعتماد على منصة مجربة ومحرك جديد حتى تكون أحد المنافسين الأقوياء والأكثر حضورا في فئة الفان.

وبدأت الشركة الألمانية بالفعل في إحماء سيارتها إي.كيو.تي الكهربائية، والتي تصل إلى مدى سير يبلغ 300 كيلومتر، ومن المقرر طرحها في الأسواق العالمية مع حلول نهاية العام الجاري.

ومنذ بداية يوليو الجاري قدمت هيونداي سياراتها الجديدة ستارغازر لتنافس فئة مركبات الفان، وهي تتميز بأسلوب تصميم عصري أنيق مستمد من أسلوب الشركة الكورية الجنوبية الذي يحظى بالتجديد والحيوية.

وتحمل الواجهة شريط إضاءة ليد متصل مع مصابيح رئيسية منخفضة وتأتي الواجهة الخلفية بشريط متصل بالمصابيح الرئيسية الجانبية لرسم حرف أتش.

وبالنسبة إلى الزبائن الذين لا يفضلون الموديلات الكهربائية، فيمكنهم الاعتماد على السيارة الفان المستمدة من أيقونة رينو كونغو، والتي تظهر كإصدار مثل الفئة تي، وتعتمد على محرك احتراق داخلي وتتوافر بسعر يبلغ أكثر من 39 ألف يورو.

وأضفت شركة بي.أم.دبليو المزيد من التنافس حينما أطلقت الجيل الثاني من سيارتها أكتيف تورير من الفئة الثانية في بداية العام الجاري.

وإلى جانب محركات البنزين والديزل أعلنت الشركة الألمانية عن تجهيز سيارتها الفان بمنظومة دفع هجين تتيح مدى سير كهربائي يصل إلى مئة كيلومتر.