الطاقة الخضراء محور شراكة جديدة لإزالة الكربون في المغرب

عقد اتفاق لتنفيذ مشروع مشترك يهدف إلى توفير الهيدروجين والأمونيا والأسمدة الخضراء في المغرب وأوروبا والأسواق الدولية.
الجمعة 2024/04/12
هدفنا المستقبلي واحد

الرباط - فتح المغرب جبهة جديدة في طريق تجسيد خططه للتحول النظيف مع تطلعه إلى التعاون الاستثماري مع أستراليا من بوابة الطاقة الخضراء التي بات الاهتمام بها بالغ الأهمية في ظل مكافحة التغير المناخي والتحول التدريجي عن استخدام الوقود الأحفوري.

وأعلن البلَدان هذا الأسبوع في بيان عن عقد اتفاق لتنفيذ مشروع مشترك يهدف إلى توفير الهيدروجين والأمونيا والأسمدة الخضراء في المغرب وأوروبا والأسواق الدولية، بحسب بيان نشرته وكالة الأنباء المغربية الرسمية.

وتشمل الشراكة بين المكتب الشريف للفوسفات (أو.سي.بي)، وهي شركة حكومية، وشركة فورتيسكيو أنيرجي الأسترالية التطوير المحتمل لتجهيزات التصنيع ومركزا للبحث والتطوير للنهوض بصناعة الطاقة المتجددة التي تعرف نموا سريعا بالمغرب.

كما تشمل مخططا لأربعة مشاريع رئيسية، يتمثل الأول في قدرة إنتاج متكاملة وواسعة النطاق للأمونيا الخضراء والأسمدة الخضراء، بما في ذلك الطاقة المتجددة، وتوليد الطاقة، والتحليل الكهربائي، وتحرير الأمونياك وإنتاج الأسمدة.

مشاريع بين أو.سي.بي وفورتيسكيو أنيرجي

  • قدرة إنتاج متكاملة للأمونيا والأسمدة الخضراء
  • تصنيع التكنولوجيا والتجهيزات النظيفة
  • إنشاء مركز للبحث والتطوير والتكنولوجيا في مراكش
  • التعاون بين صناديق الاستثمار لدعم التقنيات المتقدمة

والمشروع الثاني في تصنيع التكنولوجيا والتجهيزات النظيفة. أما الثالث، فيتمثل في إنشاء مركز للبحث والتطوير والتكنولوجيا بالقرب من جامعة محمد السادس في مراكش لتعزيز البحث في الطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر ومعالجة المعادن.

ويتمثل المشروع الرابع، بحسب البيان ذاته، فيما تعلق بالتعاون بين صناديق رؤوس الأموال الاستثمارية للشركات من أجل تحفيز الاستثمار في التطورات التكنولوجية الرئيسية.

وإضافة إلى ذلك، تهدف الشراكة إلى توفير الهيدروجين والأمونيا لاستخدامهما كمصدر للطاقة المستدامة وفي تصنيع الأسمدة المحايدة من الكربون لتوفيرها بتكلفة مناسبة للمزارعين عبر العالم.

وقال الرئيس التنفيذي لشركة أو.سي.بي مصطفى التراب إن "شراكتنا الإستراتيجية مع فورتيسكيو تجسد التزامنا المشترك بالسعي إلى إزالة الكربون، والدفع بتطوير المنشآت المتطورة وتوفير الطاقة المتجددة، والمنتجات والتكنولوجيا بأسعار تنافسية". وأكد أن ذلك يشكل خطوة رئيسية نحو تحقيق رؤيتنا المتمثلة في ضمان الأمن الغذائي العالمي ومكافحة التغيرات المناخية في الوقت نفسه.

ووضعت الرباط بالفعل خلال السنوات القليلة الماضية الطاقة الشمسية على رأس أولوياته، ويسعى الى توليد نحو 52 في المئة من الكهرباء النظيفة بحلول 2030، منها 20 في المئة من المتوقع أن تأتي من الطاقة الشمسية. ويجد البلد نفسه في موقع مميز حيث أن مناخه وشمس صحرائه ورياح سواحل محيطه تجعله مرشحا رئيسيا لمزارع الطاقة الشمسية وطاقة الرياح الدولية.

وإلى جانب ذلك، فإن مسألة إنتاج الهيدروجين الأخضر ضمن أولويات المغرب الطامح ليكون رائدا في هذا المجال في منطقة المغرب العربي، بهدف تصديره إلى أوروبا فضلا عن استعماله لإنتاج الأسمدة. وأطلقت الحكومة المغربية في شهر مارس الماضي، مشروع الهيدروجين الأخضر، وأكدت أن 100 مستثمر محلي ودولي أعربوا عن اهتمامهم بذلك.

وفي سبتمبر 2023، كشفت الرباط أنها تعتزم إطلاق مشروع للهيدروجين الأخضر في 2024، وسط زيادة عالمية في الاستثمار بهذا المصدر من الطاقة. وكان العاهل المغربي الملك محمد السادس قد وجه في أواخر نوفمبر 2022 الحكومة لإعداد برنامج خاص لقطاع الهيدروجين الأخضر يشمل الإطار التنظيمي والمؤسساتي ومخطط للبنية التحتية الضرورية.

◙ الشراكة تهدف إلى توفير الهيدروجين والأمونيا لاستخدامهما كمصدر للطاقة المستدامة وفي تصنيع الأسمدة المحايدة من الكربون

ووفقا لمجلس الطاقة العالمي يُعتبر المغرب من الدول الست عالميا التي تمتلك إمكانات كبيرة في إنتاج الهيدروجين الأخضر ومشتقاته، وهو ما من شأنه أن يؤهل البلاد للاستحواذ على 4 في المئة من الطلب العالمي بحدود عام 2030.

وأكد مارك هاتشنسون الرئيس التنفيذي للشركة الأسترالية أن شركة أو.سي.بي وفورتيسكيو متوافقتان تماما فـي طموحاتهما. وقال "نعتزم بالمغرب إنشاء واحدة من الشركات الرائدة عالميا في مجال الطاقة المتجددة والتصنيع والتكنولوجيا، وهو ما سيساهم ليس فقط في توفير سوق محلية واسعة النطاق ومتنامية للمنتجات الخضراء، بل لديها القدرة أيضا على تزويد بلدان وقارات أخرى".

وأضاف أن "هذه لحظة متميزة بالنسبة لفورتيسكيو ولأو.سي.بي وللمغرب حيث سنسهم في إحداث ثورة في الطريقة التي نوفر بها الطاقة لكوكبنا وتنويع أمن الطاقة العالمي في المستقبل إلى جانب توفير الآلاف من فرص العمل والصناعات".

ومن المتوقع أن تستفيد المشاريع المزمع إطلاقها من خبرة شركة إنوفكس، وهي منصة للشركات متعددة القطاعات مخصصة لتطوير للمشاريع المبتكرة والمستدامة والمساهمة في إنشاء أنظمة بيئية ناشئة ذات تأثير محلي قوي.

11