الطائفة الكاكائية في العراق: من هي وما هي معتقداتها

بغداد- عاد الحديث خلال الفترة الأخيرة عن الطائفة الكاكائية في العراق بعد قيام أفراد من الشرطة بحلق شارب رجل كاكائي إثر خلاف اجتماعي.
وأثارت تلك الحادثة ردود فعل واسعة، وأعادت الحديث عن التسامح مع المكونات الثقافية المختلفة وعدم إهانة رموزها في العراق. وتنتشر الطائفة الكاكائية التي تعد من أقدم الديانات التوحيدية التي تؤمن بإله واحد في شمال العراق ويبلغ معتنقوها 120 ألف نسمة.
ويعتبر سلطان إسحاق البرزنجي مجددها، ويعيش الكاكائيون داخل إقليم كردستان العراق ومناطق أخرى تتوزع على محافظات نينوى وكركوك وديالى. ويرفض الكاكائيون أن تصنف طائفتهم على أنها ديانة ويتحدثون اللغة الكردية، ويتميزون بإطالة الشارب وحلق اللحية.
معتقدات الأقلية الكاكائية تقوم على أربعة أركان أو شروط، هي الطهارة والصدق والفناء والعفو، وهي تؤمن بتناسخ الأرواح
ويعود أصل كلمة الكاكائية إلى “كاكا”، وتعني “الأخ الأكبر”، وهي تعد من أقدم الديانات التوحيدية التي تؤمن بإله واحد، وتنتشر في شمال العراق. ويعتبر سلطان إسحاق البرزنجي – المولود عام 671 للهجرة – مجددها.
وتقوم معتقدات الأقلية الكاكائية على أربعة أركان أو شروط، هي الطهارة والصدق والفناء والعفو، وهي تؤمن بتناسخ الأرواح، ومن الكتب التي تعدّ مقدسة بحسب معتقدهم “كلام الخزانة” أو “سرانجام” الذي يعود إلى القرنين السابع والثامن الهجريين، ويتكون من ستة أجزاء، بيد أنّ هذا الكتاب غير متوفر إلا لدى أبناء الطائفة فقط، ولم يطبع أو يتداول.
وتتعدد المزارات الدينية للطائفة الكاكائية، ومن بينها: مزار سلطان إسحاق الموجود في جبل هورامان بإقليم كردستان العراق، ومزار سيد إبراهيم ببغداد، والباب الأوسط ببغداد، إضافة إلى دكان داود بقصر شيرين بإيران، ومزار باوة محمود في خانقين.
ويخضع الزواج في الطائفة الكاكائية لشروط القانون المدني في العراق، وهم ملتزمون به، ولا يختلف كثيرا في شروطه وإجراءاته وطقوسه عن الزواج في الإسلام. وهناك بعض الأمور العقدية المعروفة عنهم مثل: تحريم الخمر، ومنع تعدد الزوجات، ورفض الطلاق إلا إذا كان برضا الطرفين.
ويتميز الكاكائيون بالشارب الطويل الذي يعد إرثا ثقافيا ودينيا يحافظون على استمراريته، إضافة إلى زيهم المميز الذي يتكون مما يعرف محليا بـ”الصاية”، وهو رداء طويل يشبه العباءة البدوية، و”الجاكيت”، وربطة الرأس التقليدية.
وتقدر أعداد الكاكائيين في إقليم كردستان العراق بحوالي 250 ألف نسمة. وتمتد قراهم من أقصى شرق العراق في مناطق حلبجة والسليمانية بإقليم كردستان العراق، وغربا نحو مناطق طوزخورماتو وخانقين وهورامان وداقوق وحتى سهل نينوى في أقصى شمال غربي مدينة الموصل.
تاريخ ظهور الكاكائية يعود إلى ثلاثة آلاف عام قبل الميلاد. وفيما تحمل هذه الطائفة اسم "الكاكائية" في العراق، فإنّ أتباعها في إيران يسمونها باليارسانية
وتعيش الكاكائيّة كجماعة دينية غير تبشيرية في عراقٍ غني بالعرقيات والديانات. ويحاول الكاكائيون الحفاظ على خصوصيتهم وسط ما يشهده العالم من تحولات. وفي الوقت الذي يتعرض فيه التلوّن الديني والعرقي في العراق لتهديدات متعددة، فقد كان للكاكائيين نصيبٌ من هذا الضغط. ويعاني الكاكائيون من فرض ضغوط كبيرة تهدّد عقيدتهم ووجودهم.
ويعود تاريخ ظهور الكاكائية إلى ثلاثة آلاف عام قبل الميلاد. وفي الوقت الذي تحمل فيه هذه الطائفة اسم “الكاكائية” في العراق، فإنّ أتباعها في إيران يسمونها باليارسانية، ومعناها “عشّاق الخالق”. ولا يقتصر وجود أتباع هذه الملّة في العراق وإيران، بل إنه يمتد ليصل إلى باكستان والهند وتركيا وغيرها من الدول.
ويُعد التكتم وعدم الإفصاح عن الأسرار عقيدة أساسية عند الكاكائية. كما “يعتقد أبناء هذه الديانة أن الله يتجلّى بنفسه في سلسلة من المظاهر تُسمَى أدواراً يدير عن طريقها شؤون البلاد وتكتمل بالرقم سبعة”.
ويحتفل الكاكائيون بثلاثة أعياد سنوياً، وهي عيد خاوندكار وعيد الصيام وعيد النوروز. ويأتي عيد خاوندكار في الشتاء ويُعرف بـ”عيد الخليقة”. أما عيد الصيام، فيأتي بعد صيام مماثل لصيام المسلمين ويمتد صيام الكاكائيين على مدى ثلاثة أيام. ويتبدّل تاريخ حلول عيد الصيام، نظراً لاعتماد الكاكائيين في حياتهم على التقويم القمري. ويأتي العيد الثالث وهو عيد النوروز يوم 21 مارس من كل سنة.