الضغوط العسكرية تدفع جبهة تيغراي إلى المطالبة بهدنة مشروطة

نيروبي - أجبرت الضغوط العسكرية والطوق الذي يفرضه الجيش الإثيوبي على جبهة تيغراي، المتمردين على المطالبة بوقف مشروط للقتال من خلال رسالة وجهها زعيم الجبهة إلى الأمم المتحدة.
واقترح متمردو جبهة تيغراي هدنة مشروطة لوقف الحرب في شمال إثيوبيا، وفق ما أعلن ناطق باسم المجموعة الجمعة، في وقت أدى فيه تجدد القتال إلى وقف إيصال المساعدات إلى الإقليم.
وأدى استئناف المعارك الشهر الماضي إلى انهيار هدنة هشة تم التوصل إليها في مارس الماضي، بينما تُبذل جهود دبلوماسية حثيثة حاليا لإيجاد حل سلمي للحرب التي اندلعت قبل نحو عامين.
وفي رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بتاريخ الأربعاء، دعا زعيم جبهة تحرير شعب تيغراي ديبريتسيون جبريمايكل إلى وقف مشروط للأعمال العدائية، في ظل تصاعد القتال على عدة جبهات.
وبناء على نسخة من الرسالة وأكد صحّتها الناطق باسم الجبهة غيتاتشيو ريدا، قال ديبريتسيون إن الهدنة ستعتمد على أربعة شروط تشمل "وصول المساعدات الإنسانية دون قيود" وإعادة الخدمات الأساسية إلى تيغراي.
وعانت المنطقة الواقعة في أقصى شمال إثيوبيا من نقص حاد في الغذاء وقدرة محدودة على الوصول إلى الخدمات الأساسية، بما في ذلك الكهرباء والاتصالات والخدمات المصرفية.
وسمحت الهدنة بدخول قوافل المساعدات إلى تيغراي للمرة الأولى منذ منتصف ديسمبر من العام الماضي، لكن تقريرا للأمم المتحدة أفاد الأربعاء بأن إيصال الشحنات، بما في ذلك جوا، توقف جرّاء تجدد القتال.
وعرقل العنف أيضا إيصال المساعدات إلى إقليم أمهرة المجاور. واندلعت المعارك في محيط حدود تيغراي الجنوبية الشرقية في أغسطس، لكنها امتدت مذاك إلى مناطق تقع غرب وشمال مواقع المعارك الأولى.
وقال مصدران دبلوماسي وأجنبي الخميس إن القتال تكثّف على حدود تيغراي الشمالية، بينما تستهدف قوات مؤيدة للحكومة وجنود من إريتريا المجاورة، التي دعمت الجيش الإثيوبي في المرحلة الأولى من الحرب، مواقع المتمرّدين.
وهناك قيود مشددة على الوصول إلى شمال إثيوبيا، والاتصالات مقطوعة في تيغراي منذ أكثر من عام.
ودعا ديبريتسيون إلى "انسحاب القوات الإريترية من كل جزء من أراضي إثيوبيا وتيغراي، تحت رقابة دولية، إلى مواقع حيث لا يمكنها أن تشكل أي تهديد لنا".
كما طالب مجلس الأمن الدولي بضمان انسحاب القوات من غرب تيغراي، وهي منطقة متنازع عليها يطالب بها سكان تيغراي وأمهرة على حد سواء، وسيطرت عليها قوات أمهرة منذ اندلعت الحرب، ما أدى إلى نزوح جماعي وتحذيرات أميركية من عمليات تطهير عرقي.
وأثار ارتفاع مستوى العنف قلق المجتمع الدولي، بينما مدد مبعوث واشنطن إلى القرن الأفريقي مايك هامر زيارته لإثيوبيا، بحسب مصادر دبلوماسية. كما تبادل الطرفان الاتهامات ببدء آخر جولة من الأعمال العدائية.
واندلعت الحرب في نوفمبر 2020، عندما أرسل رئيس الوزراء آبي أحمد قوات للإطاحة بجبهة تحرير شعب تيغراي التي كانت تحكم الإقليم، قائلا إن الخطوة جاءت ردا على هجمات نفّذتها المجموعة ضد معسكرات للجيش.