الضاحك البريء

من يعرف يونس شلبي عن قرب، يدرك أن شخصيته في الحياة كانت هي تقريبا هي ذاتها التي ظهر بها في أعماله الفنية .
الأحد 2023/11/12
فنان عاش بسيطا وتلقائيا

روى الفنان عادل إمام أنه كان في الخرطوم لعرض مسرحية "شاهد ما شافشي حاجة" عندما لاحظ أن الجمهور السوداني كان متعطشا لمشاهدة "مدرسة المشاغبين" التي لا تزال إلى اليوم واحدة من أهم كلاسيكيات المسرح الكوميدي المصري والعربي رغم الانتقادات التي وجهت إليها .

ويقول إمام إنه سأل وزير الثقافة السوداني، خلال لقاء بينهما، عن سبب عدم دعوة فرقة "الفنانين المتحدين" لعرض المسرحية في الخرطوم، فأجابه بأنه سافر إلى القاهرة فعلا، وكان ينوي برمجة العمل، وعندما فاتح نظيره المصري بذلك وجده غير متحمس للفكرة، بل ونصحه بعدم تنفيذها، نظرا إلى أن المسرحية تفسد الشباب، بحسب وجهة نظره .

عندما عاد عادل إمام إلى القاهرة اتصل بزملائه أبطال "مدرسة المشاغبين" وعرض عليهم فكرة الذهاب لتقديمها أمام الجمهور السوداني، فوافق الجميع باستثناء أحمد زكي، فتم استبداله بمحمود الجندي، وخلال العرض، لوحظ أن الجمهور كان لا يضحك ولا يتفاعل مع نجوم العرض ما عدا يونس شلبي الذي تحوّل إلى البطل الأول والأوحد للعرض .

يضيف عادل إمام "بعد عودتنا إلى مصر اقترحت على المنتج سمير خفاجة إعادة عرض المسرحية من جديد، وبالفعل وافق، ولكن الناس أصبحت حافظة ‘الأفيهات’ التي نطلقها، ولم يعد هناك ما يثير ضحكهم، فاضطررت أنا وسعيد صالح لارتجال أفيهات جديدة لإضحاكهم وخرجنا من هذا المأزق، ولكن يونس شلبي وجد نفسه في مأزق لأنه 'ياما يجمع يا ما يجمعش'، وقد غضب كثيرا من ذلك".

تمر اليوم الذكرى السادسة عشرة لرحيل الفنان المصري الضاحك البريء يونس شلبي الذي شكل ظاهرة فنية، لاسيما من خلال أدواره الكوميدية في "مدرسة المشاغبين" و"العيال كبرت" وفي حوالي 20 مسلسلا تلفزيونيا، وأكثر من 70 فيلما سينمائيا من بينها "رجل في سجن النساء"، و"ريا وسكينة"، و"العسكري شبراوي"، و"الشاويش حسن"، و"مغاوري في الكلية"، و"سفاح كرموز"، و"عليش دخل الجيش"، بالإضافة إلى أدواره الأكثر أهمية في رأي النقاد، وذلك ضمن أعمال منها "إحنا بتوع الأتوبيس"، "الكرنك"، و"شفيقة ومتولي"، وصولا إلى آخر أدواره في فيلم "أمير الظلام" عام 2002.

من يعرف يونس شلبي عن قرب، يدرك أن شخصيته في الحياة كانت هي تقريبا هي ذاتها التي ظهر بها في أعماله الفنية. كان بسيطا تلقائيا ويحمل الكثير من البراءة والطفولة في داخله، ولكنه عرف الكثير من الألم والدموع في سنواته الأخيرة بسبب المرض والإهمال إلى أن توفاه الله في 12 نوفمبر 2007 تاركا وراءه رصيدا لا ينتهي من المواقف الساخرة والضحكات المجلجلة.

18