الصين لن تتخلى عن استخدام القوة لإخضاع تايوان

عرض الحكم الذاتي وهو ذات النموذج الذي تستخدمه بكين مع هونغ كونغ يلقى رفضا سياسيا وشعبيا في تايبيه.
الاثنين 2022/10/17
حل قضية تايوان يعود إلى الشعب الصيني

بكين – قال الرئيس الصيني شي جين بينغ الأحد في افتتاح المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي الحاكم إن حل قضية تايوان يعود إلى الشعب الصيني، وإن بلاده لن تتخلى أبدا عن حق استخدام القوة، موجها انتقادات غير مباشرة للإدارة الأميركية.

وقال المكتب الرئاسي في تايوان الأحد إن الجزيرة المتمتعة بالحكم الذاتي لن تتخلى عن سيادتها أو تتنازل عن الحرية والديمقراطية. وتعتبر الصين تايوان جزءا من أراضيها.

وتصاعد التوتر بشكل كبير في أغسطس بعد أن أجرت الصين مناورات حربية بالقرب من تايوان، عقب قيام رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي بزيارة تايبيه. واستمرت هذه الأنشطة العسكرية ولكن بوتيرة أبطأ.

وقال شي إن الصين دائما “تحترم وتهتم وتفيد” شعب تايوان وتلتزم بتعزيز العلاقات الاقتصادية والثقافية عبر مضيق تايوان.

وأكد الرئيس الصيني أن بلاده تفضل إعادة توحيد سلمية للجزيرة التي تعد 23 مليون نسمة، مضيفا أن “حل مسألة تايوان شأن صيني ويجب حلها من قبل الشعب الصيني وحده. سنلتزم بالسعي إلى احتمال إعادة التوحيد بشكل سلمي بأكبر قدر من المصداقية والجهد، لكننا لن نلتزم التخلي عن استخدام القوة ونحتفظ بحق اتّخاذ كافة الإجراءات اللازمة”.

وتابع قائلا “نصر على الكفاح من أجل إعادة التوحيد السلمي بأكبر قدر من الإخلاص وأفضل الجهود، ولكننا لن نعد أبدا بالتخلي عن استخدام القوة ونحتفظ بهذا الخيار لاتخاذ جميع الإجراءات اللازمة”.

وقال شي إن هذا الخيار يستهدف مسألة “التدخل” الذي تقوم به قوى خارجية و”عدد صغير جدا” من أنصار استقلال تايوان، وليس الغالبية العظمى من الشعب التايواني.

وتابع الرئيس الصيني “عجلة التاريخ تتحرك إلى الأمام صوب إعادة توحيد البلاد وتجديد شبابها، وإعادة توحيد الوطن الكاملة يجب أن تتحقق”، وتلا هذا التصريح تصفيق مطول.

ورحّب شي بما وصفه بالانتقال من “الفوضى إلى الحكم” في هونغ كونغ، التي شهدت في 2019 تظاهرات ضخمة مطالبة بالديمقراطية.

ولإعادة الهدوء إلى هذه المدينة التي تحظى بحكم ذاتي، فرضت بكين في السنة التالية قانونا مثيرا للجدل حول الأمن القومي، نددت به الدول الغربية بسبب مساسه بالحريات في المدينة.

n

وقال مكتب الرئاسة في تايبيه ردا على التصريحات إن جمهورية الصين، وهو الاسم الرسمي لتايوان، دولة مستقلة وذات سيادة. وأضاف المكتب في بيان “موقف تايوان محدد: لا تراجع عن السيادة الوطنية، لا تنازل عن الديمقراطية والحرية، واللقاء في ساحة المعركة ليس مطروحا بالمرة على جانبي مضيق تايوان”.

وأضاف “هذا هو ما أجمع عليه شعب تايوان”، مشيرا إلى أن فريقا من الأمن القومي يتابع عن كثب التطورات في مؤتمر الحزب الحاكم في الصين.

وقالت رئيسة تايوان تساي إينج وين في كلمتها، بمناسبة العيد الوطني، الاثنين إن الحرب بين تايوان والصين “ليست خيارا على الإطلاق”، وكررت استعدادها لإجراء محادثات مع بكين، رغم أنها تعهدت أيضا بتعزيز دفاعات الجزيرة. وترفض الصين التحدث مع تساي التي تعتبرها انفصالية.

وعرضت بكين على تايوان نموذجا للحكم الذاتي شعاره “دولة واحدة ونظامان”، وهو ذات النموذج الذي تستخدمه مع هونغ كونغ. لكن كل الأحزاب السياسية الرئيسية في تايوان رفضت هذا المقترح، وتظهر استطلاعات الرأي أنه لا يحظى بأي تأييد شعبي تقريبا. وتقول تايوان إن شعبها وحده له الحق في تقرير مصيره.

وعلى الصعيد الدولي، حذر الرئيس الصيني من “مخاطر وتحديات هائلة”. كما تحدث عن “تغييرات عالمية لم نشهدها منذ قرن”.

وأكد شي أن بكين ترفض “عقلية الحرب الباردة” في العلاقات الدولية، وذلك في إشارة واضحة إلى الولايات المتحدة، لكن من دون أن يذكرها بالاسم. وقال إن “الصين تنتهج بحزم سياسة خارجية مستقلة وسلمية”.

وأضاف أن بلاده “تعارض بحزم جميع أشكال الهيمنة والسياسات القائمة على القوة، وتعارض عقلية الحرب الباردة والتدخل في شؤون الدول الأخرى الداخلية. كما تعارض ازدواجية المعايير”، مشددا على أن بكين “لن تسعى إطلاقا إلى الهيمنة ولن تنخرط في أنشطة توسعية”.

5