الصين تنشئ أكبر صندوق استثماري في الرقائق

بكين- أنشأت الصين أكبر صندوق للاستثمار في أشباه الموصلات لدعم تطوير صناعة الرقائق المحلية، في أحدث جهود تبذلها لتحقيق الاكتفاء الذاتي، وسط سعي الولايات المتحدة إلى تقييد نموها.
وجمعت المرحلة الثالثة من تمويل الصندوق الوطني للاستثمار في صناعة الدوائر المتكاملة، الذي تأسس رسميا الجمعة الماضي، وفقا لإيداع سجل الشركات، التي تديرها الحكومة، أموالا قدرها 344 مليار يوان (47.5 مليار دولار).
ويعد صندوق الاستثمار الجديد، المعروف باسم “بيغ فند 3” أو “الصندوق الكبير 3″، مثالا للحملة الجديدة التي يقودها الصينيون لبناء سلسلة توريد لأشباه الموصلات خاصة بها.
وتستغل بكين بسرعة تقنية الرقائق في تطبيقات متنوعة مثل الذكاء الاصطناعي للسيارات ذاتية القيادة مع شركات من التكنولوجيا، مثل هواوي تكنولوجيز إلى المؤسسات العسكرية، التي تستكشف استخدامها.
47.5
مليار دولار حجم الصندوق الكبير 3 وهو ممول من الحكومة والعديد من الشركات المحلية
وبحسب تيانيانتشا، المنصة الإلكترونية، التي تجمع بيانات تسجيل الشركات الرسمية، فإن من أبرز الممولين للصندوق هم الحكومة المركزية وعدد من البنوك والشركات الحكومية، من بينها إندرستريال آند كوميرشال بنك أوف تشاينا.
ووزارة المالية الصينية أكبر مساهم بحصة تبلغ 17 في المئة ورأس مال مدفوع قدره 60 مليار يوان (8.2 مليار دولار)، فيما يعتبر بنك التنمية الصيني كابيتال ثاني أكبر مساهم بحصة تبلغ 10.5 في المئة.
وتم إدراج 17 كيانا آخر كمستثمرين، بما في ذلك خمسة بنوك محلية كبرى، هي البنك الصناعي والتجاري وبنك التعمير والبنك الزراعي وبنك الصين وبنك الاتصالات، حيث يساهم كل منها بحوالي 6 في المئة من إجمالي رأس المال.
كما أسهمت فيه شركات الاستثمار المملوكة للحكومات المحلية، مثل شنزن، التي تقوم بتمويل عددا من منشآت صنع أشباه الموصلات في مقاطعة قوانغدونغ، جنوب البلاد.
وتحاول حكومة شنزن تحرير هواوي من قيود فرضتها عليها الولايات المتحدة منذ سنوات، ما حرم الشركة من عدد كبير من مكونات أشباه الموصلات المستوردة.
وتأسست المرحلة الأولى للصندوق في عام 2014 برأسمال مسجل قدره 138.7 مليار يوان (19.1 مليار دولار)، وتبعتها المرحلة الثانية في عام 2019 برأسمال مسجل قدره 204 مليارات يوان (28.1 مليار دولار).
وقدم الصندوق التمويل لأكبر اثنين من مسابك الرقائق بالبلاد، وهما الدولية لتصنيع أشباه الموصلات، وهوا هونغ لأشباه الموصلات، فضلا عن يانغتسي ميموري تكنولوجيز، الشركة المصنعة للذاكرة المحمولة، وعدد من الشركات والصناديق الأصغر حجما.
ويقول المحللون إن المليارات من اليوانات المستثمرة في القطاع تضع في الاعتبار حملة الرئيس شي جينبينغ لتحقيق الاستقلالية للصين في أشباه الموصلات.
81
مليار دولار للمسارعة إلى إنتاج كميات كبيرة من الجيل الجديد من أشباه الموصلات، لتتصاعد بذلك حدة المواجهة بين الولايات المتحدة مع الصين
واكتسب هذا الالتزام أهمية متجددة في السنوات الأخيرة بعد أن فرضت الولايات المتحدة سلسلة من إجراءات الرقابة على الصادرات على مدى العامين الماضيين، مشيرة إلى مخاوف من أن بكين قد تستخدم رقائق متقدمة لتعزيز قدراتها العسكرية.
ووجهت القوى العظمى، وعلى رأسها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، نحو 81 مليار دولار للمسارعة إلى إنتاج كميات كبيرة من الجيل الجديد من أشباه الموصلات، لتتصاعد بذلك حدة المواجهة العالمية مع الصين على التفوق في قطاع الرقائق.
وتحث واشنطن حلفاءها ومن بينهم هولندا وألمانيا وكوريا الجنوبية واليابان على تشديد القيود المفروضة على إمكانية حصول الصين على تكنولوجيا الرقائق، وسد الثغرات الموجودة في قيود التصدير الحالية.
وأخذت معركة الرقائق بين بكين وواشنطن لتأخذ طابعا أكثر حدة العام الماضي، بعد قرار صيني يمنع توريد منتجات شركة ميكرون الأميركية، في محاولة لإثبات القوة في هذه الحرب التجارية التي لا يعلم أحد متى تضع أوزارها.
وكانت الصين من بين أكبر الدول إنفاقا على قطاع أشباه الموصلات خلال العقد الماضي، إذ استخدمت الاستثمارات الحكومية لتمويل شركات صنع الرقائق المحلية، مثل سيميكوند وكتور مانيوفاكتشرينغ إنترناشيونال.