الصين تعيد هدير الآلات إلى مصنع سيتروين المتوقف في روسيا

موسكو توحد جهودها مع بكين في صناعة السيارات.
الجمعة 2024/02/16
ظهور جديد

موسكو - أوقفت شركة صناعة السيارات ستيلانتس الإنتاج في روسيا في أبريل 2022، لكن القرار لم يمنع المشغلين الروس من توحيد جهودهم مع شريك صيني في العام التالي للبدء في صنع إصدارات جديدة من طرز سيتروين التي تنتجها ستيلانتس.

وفي ديسمبر من العام الماضي، استوردت شركة أوتوموتيف تكنولوجيز الروسية ما لا يقل عن 42 مجموعة سيارات لتجميع طراز سيتروين أيركروس في مصنع كالوغا، الذي لا يزال مملوكا بأغلبية لستلانتس.

وأظهرت بيانات السجلات الجمركية الروسية المستمدة من مزود بيانات التجارة أن هذه المعدات تم تصنيعها في الصين، وتم إنتاجها من قبل مجموعة دونغفنغ موتور الصينية.

وكانت أوتوموتيف تكنولوجيز تقوم بتجميع سيارة أيركروس في مصنع كالوغا، وفقا لما ذكره موظفان في وكلاء سيارات روسيين مختلفين، تحدثا لرويترز شريطة عدم الكشف عن هويتهما لأن المعلومات ليست علنية.

وليس من الواضح ما إذا كانت المعدات القادمة من الصين تحتوي على أجزاء تندرج ضمن نطاق العقوبات الغربية المفروضة على موسكو، والتي ليست بكين طرفا فيها، ولا يوجد ما يؤكد من خلال البيانات الجمركية أو المصادر أن ستيلانتس كانت على علم بالواردات.

154.53

مليون دولار خسائر ستيلانتس منذ أن فقدت السيطرة على أعمالها منذ الحرب

لكن النتائج تسلط الضوء على الافتقار إلى السيطرة التي تتمتع بها الشركات الغربية مثل إيكيا أو كارلسبيرغ الآن على علاماتها التجارية بعد تعليق العمليات الروسية أو مغادرة البلاد بعد غزو أوكرانيا في فبراير 2022.

كما أنها تظهر اعتماد موسكو المتزايد على بكين، وخاصة في صناعة السيارات. ولم تعلق دونغفنغ المملوكة للدولة ووزارة الصناعة والتجارة الروسية وأوتوموتيف تكنولوجيز على الأمر.

ولكن ردا على ما توصلت إليه رويترز، قالت ستيلانتس التي تأسست في 2021 بعد اندماج الشركة الإيطالية – الأميركية فيات كرايسلر ومجموعة بي.أس.أي الفرنسية إنها خلصت منذ نهاية ديسمبر الماضي إلى أنها “فقدت السيطرة على كياناتها في روسيا”.

وأوضحت ستيلانتس أنها اعترفت بخسارة قدرها 144 مليون يورو (154.53 مليون دولار) نتيجة لذلك، بما في ذلك خسارة 87 مليون يورو من النقد وما يعادله.

وكانت صناعة السيارات في روسيا تعتمد بشكل كبير على الاستثمار والمعدات وقطع الغيار القادمة من الخارج، وخاصة أوروبا.

وألقى مسؤولو ستيلانتس باللوم على الصعوبات اللوجستية والعقوبات المفروضة على موسكو عندما أوقفت عملياتها.

وتمتلك المجموعة 70 في المئة من مصنع كالوغا بينما تمتلك شركة ميتسوبيشي موتورز اليابانية النسبة المتبقية.

وقبل اندلاع الحرب بين روسيا وأوكرانيا أواخر فبراير 2022، كان المصنع ينتج سيارات بيجو وسيتروين وأوبل وميتسوبيشي بطاقة سنوية تبلغ 125 ألف سيارة.

ورغم أن العديد من شركات صناعة السيارات الأجنبية قد غادرت السوق الروسية منذ ذلك الحين، إلا أن بعض الإمدادات لا تزال تشق طريقها إلى البلاد من خلال خطة “الواردات الموازية” التي قدمتها موسكو.

ويسمح ذلك للمستوردين بجلب المنتجات من الخارج دون إذن مالك العلامة التجارية. وأكد أربعة تجار سيارات روس لرويترز أن طرز سيتروين لا تزال متاحة للبيع في روسيا.

واستضاف مشغلو مصنع كالوغا في ديسمبر الماضي حفل إطلاق رسمي لـ”إنتاج سيارات الكروس أوفر متوسطة الحجم”.

وقالت أوتوموتيف تكنولوجيز، وهي شركة مسجلة في مارس 2023 ومملوكة بالكامل لرجل الأعمال جالينا دولجولينكو، في ديسمبر إنها تجمع دفعة تجريبية من 48 سيارة مستوردة، قبل الإنتاج الضخم الذي يبدأ في 2024، لكنها لم تذكر اسم المورد أو طراز السيارة.

أوتوموتيف تكنولوجيز الروسية تقوم بتجميع سيارة أيركروس في مصنع كالوغا بتجهيزات موردة من دونغفنغ الصينية

ونقلت صحيفة فيدوموستي الروسية عن بافيل بيزروتشينكو، مدير التطوير الإستراتيجي لأوتوموتيف تكنولوجيز، في ديسمبر الماضي، قوله إن “الشركة تجلب السيارات من الصين باستخدام الواردات الموازية”.

وقال المصدران لرويترز إن “أوتوموتيف تكنولوجيز أبلغتهم بأنهم سيتسلمون طرازات سيتروين سي 5 إيركروس، التي تم تجميعها في كالوغا من مجموعات مستوردة”.

ومع ذلك، لم يكن من الواضح ما إذا كانت السيارات التي تخرج من خط الإنتاج ستحتفظ بعلامة سيتروين التجارية.

وفي عام 2022، أحيت روسيا سيارة موسكفيتش التي تعود إلى الحقبة السوفيتية، لكن مصادر قالت لرويترز حينها إن “طراز موسكفيتش 3 مستمد من سيهول إكس 4 الذي صنعته جاك الصينية، وتم تجميعه في موسكو باستخدام تجهيزات من شريك صيني”.

وتدير دونغفنغ وستيلانتس، ثالث أكبر شركة لصناعة السيارات في العالم من حيث الإيرادات، مشروعا تجاريا مشتركا في الصين، تستطيع دونغفنغ من خلاله بناء وبيع سيارات ستيلانتس في أكبر سوق للمركبات في العالم.

وكانت شركات صناعة السيارات الصينية تعمل على سد الفجوات التي خلفتها منافساتها الغربية في روسيا، ولكن يبدو أن مبيعات السيارات الصينية بلغت ذروتها عند أكثر من 56 في المئة من السوق مع تعافي الإنتاج المحلي الروسي قليلا.

10