الصين تخرج من أسر إينفيديا برقائق هواوي فائقة الذكاء

بكين - تُجهّز شركة الاتصالات الصينية العملاقة هواوي تكنولوجيز، التي تواجه عقوبات أميركية، شريحة ذكاء اصطناعي جديدة للشحن بكميات كبيرة، في حين تسعى الصين إلى بدائل من شركة إنفيديا الأميركية.
وكشف مصدران مطلعان لرويترز الثلاثاء أن هواوي تعتزم البدء في إرسال شحنات ضخمة من رقاقتها المتطورة للذكاء الاصطناعي 910 سي إلى الزبائن المحليين في وقت قريب قد يكون الشهر المقبل. وأكدا أن بعض الشحنات سُلمت بالفعل.
ويأتي ذلك بينما تواجه شركات الذكاء الاصطناعي في الصين صعوبة في إيجاد بدائل محلية للشريحة إتش 20 التي كان يسمح لشركة إنفيديا حتى وقت قريب ببيعها دون قيود في السوق الصينية. وهذا الشهر أبلغت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إنفيديا بأن مبيعات معالج الرسومات إتش 20 ستتطلب ترخيصا لتصديرها.
ويقدم معالج أكسيند 910 قدرات حوسبة قابلة للتطوير ومرنة ومناسبة لأحمال عمل الذكاء الاصطناعي المختلفة، وأرسى التركيز في الرقاقة على موازنة الطاقة مع الكفاءة أساس التطورات المستقبلية، ما أدى إلى تحسينه هذا المعالج الفائق.
ودخول هواوي إلى سوق شرائح الذكاء الاصطناعي هو جزء من إستراتيجية أوسع نطاقًا لإنشاء نظام بيئي يعتمد على نفسه لحلول الذكاء الاصطناعي.
وبدأت سلسلة أكسيند برقاقة 310 المصممة لحوسبة الحافة ومعالج 910 المخصص لمراكز البيانات عالية الأداء، الذي تم إطلاقه للمرة الأولى في عام 2019 وتم الاعتراف به باعتباره أقوى معالج ذكاء اصطناعي في العالم، حيث يوفر 256 تيرا فلوب من أداء أف.بي 16.
ويتم تصنيع 910 سي بواسطة شركة تصنيع الرقائق الصينية الرائدة أس.أم.آي.سي على عملية أن + 2 الخاصة بها، لكن نقص معدات الطباعة الحجرية المتقدمة حد من عائد الشريحة إلى حوالي 20 في المئة، وفقًا لمصدر تم إطلاعه على النتائج.
ووفقا لأحد المصدرين ومصدر ثالث مطلع على تصميمه، رفضوا جميعهم الكشف عن هويتهم، يمثل معالج الرسومات 910 سي تطورًا تصنيعيا أكثر منه طفرة تكنولوجية. وأكدوا أنه يحقق أداءً يُضاهي أداء شريحة إنفيديا إتش 100 من خلال دمج معالجي 910 بي في حزمة واحدة عبر تقنيات تكامل متقدمة.
وأضافوا أن هذا يعني أن لديه ضعف قوة الحوسبة وسعة الذاكرة لمعالج 910 بي، بالإضافة إلى تحسينات تدريجية، بما في ذلك دعم مُحسّن لبيانات أحمال عمل الذكاء الاصطناعي المتنوعة.
وتقع هواوي في قلب الاحتكاك بين الصين والولايات المتحدة بشأن التجارة. وفرضت واشنطن سلسلة من القيود على الشركة وشركات صينية أخرى، بحجة أن تقدمها التكنولوجي يشكل خطرا على الأمن القومي.
وتنفي الحكومة الصينية، التي تحاول جعل ثاني أكبر اقتصاد في العالم مكتفيا ذاتيا في أشباه الموصلات المتقدمة، مثل هذه الادعاءات. وأعاقت القيود قدرة هواوي على الحصول على العائد من رقائق الذكاء الاصطناعي المتقدمة بما يكفي لتكون قابلة للتطبيق تجاريًا.
وفي سعيها إلى الحد من التطور التكنولوجي للصين، وخاصة التطورات في مجال جيشها، قطعت واشنطن وصولها إلى أكثر منتجات الذكاء الاصطناعي تقدمًا من إنفيديا، بما في ذلك شريحة 200 بي الرائدة. فمثلا، حظرت بيع إتش 200 عام 2022 حتى قبل إطلاقها.
وقد سمح هذا لهواوي وشركات صينية ناشئة في مجال وحدات معالجة الرسومات، مثل موور ثريدز وإيلوفيتر كور إكس، باستهداف سوق كانت تهيمن عليها إنفيديا بشكل أساسي.
وقال بول تريولو الشريك في شركة الاستشارات ألبرايت ستوندبريج غروب إن “القيود الأميركية الأخيرة على تصدير إتش 20 من إنفيديا ستعني أن 910 سي ستصبح الآن الجهاز المفضل لمطوري نماذج الذكاء الاصطناعي (الصينيين) ولنشر قدرات الاستدلال.”
وفي أواخر العام الماضي وزعت هواوي عينات من هذه الرقائق الإلكترونية على العديد من شركات التكنولوجيا وبدأت في قبول الطلبات، وفقًا لمصادر.
وتحتاج الرقائق المتقدمة إلى عائدات تزيد عن 70 في المئة لتكون قابلة للتطبيق تجاريًا. وحتى معالج هواوي الأكثر تقدمًا حاليًا، 910 بي الذي تصنعه أس.أم.آي.سي، لديه عائد يبلغ حوالي 50 في المئة فقط.
وتستخدم بعض وحدات معالجة الرسومات 910 سي على الأقل أشباه موصلات صنعتها شركة تي.أس.أم.سي لشركة سوفوغو الصينية، وفقًا لأحد المصادر وشخص رابع.
وتُجري وزارة التجارة الأميركية تحقيقًا في العمل الذي قامت به شركة تصنيع الرقائق التايوانية العملاقة المتعاقدة مع سوفوغو بعد العثور على إحدى رقائقها المصنعة من قبل تي.أس.أم.سي في معالج 910 بي.
وصنعت تي.أس.أم.سي ما يقرب من 3 ملايين رقاقة في السنوات الأخيرة تتوافق مع التصميم الذي طلبته سوفوغو، وفقًا للينارت هايم، الباحث في مركز راند للتكنولوجيا والأمن والسياسات في أرلينغتون بولاية فرجينيا، والذي يتابع التطورات الصينية في مجال الذكاء الاصطناعي.