الصين تتمدد في العراق عبر حزام الحرير

العراق يحل في المرتبة الأولى في ما يخص عقود البناء في إطار مبادرة الحزام خلال العام 2021.
الخميس 2022/02/03
تركيز صيني كبير على تعزيز العلاقات مع بغداد

بغداد - أظهرت دراسة لجامعة فودان الصينية أن العراق كان “الهدف الرئيسي لمبادرة الحزام والطريق” عام 2021، وتلقى تمويلا بنحو 10.5 مليار دولار، من أجل مشاريع تشمل البنية التحتية ومحطات توليد كهرباء.

وتعد مبادرة الحزام التي أعلن عنها الرئيس الصيني شي جين بينغ في العام 2013، والتي تتألف من حزمة واسعة من مشاريع التنمية والاستثمار تمتد من شرق آسيا فالشرق الأوسط إلى أوروبا، إحدى أهم أدوات القوة الناعمة التي تراهن عليها بكين للتوسع وتعزيز نفوذها على مستوى العالم.

وتثير هذه المبادرة قلق الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين على نحو متزايد، لاسيما وأن هذه المبادرة تشكل إغراء كبيرا للعديد من الدول التي تسعى للاستفادة قدر الإمكان من التكنولوجيا الصينية ومن تعزيز العلاقات مع ثاني أكبر اقتصاد في العالم.

ويشكل العراق إحدى أهم المحطات التي يمر عبرها الحزام، أو طريق الحرير الجديد كما يطلق عليه البعض، وهو ما يفسر التركيز الصيني الكبير على تعزيز العلاقات والروابط مع الجانب العراقي والتي تجاوزت في السنوات الأخيرة البعد الاقتصادي لتشمل جوانب مختلفة.

وكشفت الدراسة التي أجراها “مركز التمويل الأخضر والتنمية” بجامعة فودان في شنغهاي، ونشرتها وكالة “رويترز” أن العراق حل في المرتبة الأولى في ما يخص عقود البناء في إطار المبادرة خلال العام 2021، تلته صربيا في المرتبة الثانية، وإندونيسيا في المرتبة الثالثة.

وبشكل إجمالي، بلغت استثمارات الصين في مئة وأربع وأربعين دولة تشملها المبادرة 59.5 مليار دولار، دون تغيير كبير عن 60.5 مليار دولار عام 2020.

وزادت الاستثمارات في الدول العربية ومنطقة الشرق الأوسط العام الماضي بنسبة بلغت 360 في المئة، والمشروعات الإنشائية بنسبة 116 في المئة، مقارنة بعام 2020.

الباحثون في مركز التمويل الأخضر والتنمية بشنغهاي تفاجأوا بحجم الاستثمار الصيني في الدول العربية ولاسيما العراق
الباحثون في مركز التمويل الأخضر والتنمية بشنغهاي تفاجأوا بحجم الاستثمار الصيني في الدول العربية ولاسيما العراق

وأصبح العراق، الذي أنهت فيه الولايات المتحدة عملياتها العسكرية العام الماضي، ثالث أكبر شريك في المبادرة بمشاريع الطاقة منذ عام 2013، بعد باكستان وروسيا.

وقال كريستوف نيدوبيل وانغ مدير “مركز التمويل والتنمية الأخضر” الصيني إن الباحثين “تفاجأوا” بالحجم الكبير للاستثمار الصيني في الشرق الأوسط والدول العربية.

وأضاف “كنا نعتقد أن التركيز سيكون أكثر بكثير على جنوب شرق آسيا، بما في ذلك البنية التحتية، لكنه في الواقع كان مدفوعا بشكل خاص نحو العراق، ويشهد تحوّلا قويا نحو أفريقيا ودول الشرق الأوسط”.

واستغلت الصين تردد الشركات الغربية للاستثمار في العراق بسبب الوضع السياسي والأمني الهش، ونجحت في عقد اتفاقيات شراكة واسعة شملت البنية التحتية ومشاريع الطاقة.

وتتعاون الصين مع العراق لبناء “محطة الخيرات” في محافظة كربلاء، وفازت شركة سينوبك الصينية بعقد تطوير حقل المنصورية للغاز الطبيعي قرب الحدود مع إيران. ويتعاون البلدان كذلك لبناء مطار ومحطة طاقة شمسية ومشاريع أخرى.

وارتفع تمويل مشاريع الطاقة المتجددة والاستثمار فيها إلى 6.3 مليار دولار، مقارنة بـ6.2 مليار دولار عام 2020، ولم تشارك الصين في مشاريع الفحم عام 2021، تماشيا مع تعهد الرئيس الصيني شي جين بينغ بعدم بناء محطات تعمل بالفحم في الخارج.

وبالنسبة إلى العام الحالي، يتوقع الباحثون “تسريع” مشاريع الطاقة المتجددة، بما يتماشى مع الإرشادات الحكومية، على الرغم من أن التمويل والاستثمار المرتبطين بالنفط في إطار المبادرة قفزا إلى 6.4 مليار دولار عام 2021 من 1.9 مليار دولار عام 2020.

ويقول منتقدو هذا المشروع من الدول الغربية إن التمويل الذي تقدمه الصين “عادة ما يكون غير مرغوب فيه، ويفتقر للشفافية، ويجعل بعض الدول الأكثر فقرا، خاصة في أفريقيا، معتمدة على الصين أكثر عن طريق الديون”.

3