الصين تبني أكبر سفينتين تجاريتين كهربائيتين لتقليل انبعاثات الكربون

بكين - بدأت الصين في بناء أكبر سفينتين كهربائيتين بالكامل في العالم لنقل الحاويات، في توجه لها نحو عصر خال من الانبعاثات لقطاع النقل البحري، بعد أن تعهدت بتحقيق الحياد الكربوني في غضون أقل من ثلاثة عقود من الآن.
وتسع كل سفينة منهما، وهي من فئة 10 آلاف طن، قرابة 740 وحدة معيارية مكافئة لعشرين قدمًا، ويبلغ طول كل منهما ما يقرب من 128 مترًا.
وذكرت وكالة شينخوا الصينية أن السفينتين صممتا للإبحار بسرعة قصوى تبلغ 11.5 عقدة، وسيتم تشغيل كل واحدة منهما بمجموعة من 10 بطاريات على شكل حاويات.
وعند الرسو في ميناء ما، يمكن للسفينة إعادة الشحن عن طريق خط كهربائي عالي الجهد على الشاطئ أو تبديل البطاريات لتجديد الطاقة بشكل سريع.
وجرى تجهيزُ كل منهما بقدرة الملاحة الأوتوماتيكية في المياه المفتوحة، إلى جانب الميزات الذكية الأخرى، ومن المقرر تدشينهما في يوليو 2025، بينما من المتوقع أن تدخل أولاهما الخدمة بحلول عام 2026.
ولم تشر صحيفة العلوم والتكنولوجيا اليومية إلى كلفة السفينتين اللتين سيبنيهما حوض بناء السفن الصيني، لكن من المتوقع أن تحتاجا الملايين من الدولارات، كونهما باكورة إنتاج هذه النوعية من السفن التجارية العملاقة.
وقال هو هيبو، أحد الفنيين من شركة بناء السفن، “تبلغ الطاقة الإجمالية لبطاريات الليثيوم التي نستخدمها 1900 كيلوواط، وهي أكبر سعة في الصين”. وأضاف “تم تجهيز السفينة أيضًا بالقدرة على الملاحة المستقلة في المياه المفتوحة، إلى جانب ميزات ذكية أخرى”.
◙ الطاقة الإجمالية لبطاريات الليثيوم المستخدمة في كل سفينة تبلغ 1900 كيلوواط، وهي أكبر سعة في الصين
ويبشر بناء السفن الكهربائية العابرة للمحيطات بفجر عصر خال من الانبعاثات لقطاع النقل البحري في ثاني أكبر اقتصاد في العام. يأتي ذلك بعد أن تعهدت الحكومة بخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بحلول نهاية العقد الحالي وتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2060.
وحققت الصين إنجازات ملحوظة في التنمية الخضراء ومنخفضة الكربون في السنوات الأخيرة، بما يسرّع انتقالها الأخضر على جبهات متعددة مع المساهمة بنشاط في الإجراءات العالمية لمواجهة تغير المناخ.
وقال ون هوا، مسؤول في اللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح، إن “تقدم الصين في التنمية الخضراء تجلّى في عدة جوانب”، مستشهدا بـ”إطار السياسات لبلوغ ذروة انبعاثات الكربون والحياد الكربوني، وتحسن الهيكل الصناعي والكفاءة العالية في استخدام الموارد”.
وذكر أن الصين أنشأت إطار سياسة أن+1 لبلوغ ذروة انبعاثات الكربون والحياد الكربوني، والذي يتضمن وثيقتين شاملتين كتصميم رفيع المستوى، و12 خطة تنفيذية تستهدف قطاعات وصناعات محددة، وخطط دعم تغطي قطاعات مثل العلوم والتكنولوجيا والتمويل.
كما تمت ترقية الهيكل الصناعي، ففي حين تعمل بكين على تحسين كفاءة الطاقة والحد من الكربون من المشاريع القائمة، وضعت أيضا معايير صارمة بشأن الطاقة والبيئة للمشاريع الجديدة.
وتعد الصين الأولى في العالم من حيث مناولة الحاويات، كما يمثل حجم شحناتها عبر خطوط النقل البحري الدولي ما يقارب من ثلث الإجمالي العالمي في عام 2023. وارتفعت الصادرات الصينية بنسبة 12.7 في المئة خلال الشهر الماضي على أساس سنوي، بينما تراجعت الواردات بمقدار 2.3 في المئة، وفقًا لبيانات الجمارك.
وكان خبراء الاقتصاد قد توقعوا أن تنمو الصادرات 5.2 في المئة، ارتفاعا من 2.4 في المئة خلال سبتمبر، كما توقعوا أن تنكمش الواردات بنحو 1.5 في المئة، مقابل نمو قدره 0.3 في المئة في السابق.
وتظهر بيانات الجمارك أن الفائض التجاري للصين مع الولايات المتحدة، بلغ 33.5 مليار دولار في أكتوبر، وهو ما يزيد قليلا على 33.3 مليار دولار في سبتمبر. وبلغ الفائض التجاري للصين مع الولايات المتحدة خلال الأشهر العشرة الأولى من العام الحالي 291.38 مليار دولار.