الصوم يخفف أعراض السكري وضغط الدم

لندن- أثبتت جملة من الدراسات الحديثة أن الصيام قد يعتمد كمنهج علاجي لبعض الأمراض المزمنة، على أن لا يكون المريض في مرحلة حرجة من المرض والتي تستوجب متابعة دقيقة، طوال فترات اليوم.
ويقول خبراء التغذية “حتى يكون الطعام صحيا متوازنا في رمضان، ينبغي تناول أغذية بطيئة في عملية إطلاق الطاقة (الحبوب، الفاصوليا وغيرها) في السحور والإفطار والإقلال من الأغذية التي تحفز الطاقة بشكل سريع. كما ينصح بتناول كميات قليلة من الزيوت أحادية الإشباع (زيت زيتون، زيت اللفت) وتناول أغذية غنية بالألياف والخضار والسلطات.
نشرت هيئة الإذاعة البريطانية بي.بي.سي، بحثا أميركيا أفاد بأن البنكرياس يمكنه أن يُجدد خلاياه بفضل نظام غذائي يعتمد على الصوم، ومن ثم وقف أعراض مرض السكري. ونجحت إعادة تنشيط وظائف البنكرياس، الذي يساعد في التحكم في مستويات السكري في الدم، في منع أعراض السكري في تجارب أجريت على الحيوانات.
وأشارت الدراسة، التي نُشرت في دورية “خلية”، إلى أن هذا النظام يعيد تنشيط وظائف الجسم. وقال الخبراء إن هذه النتائج “قد تكون مثيرة للغاية” ويمكن أن تحقق فوائد “هائلة”.
البنكرياس يمكنه أن يجدد خلاياه بفضل نظام غذائي متوازن يعتمد على الصوم، ومن ثم وقف أعراض مرض السكري
وهذه هي أحدث دراسة حول الفوائد الصحية “للنظام الصحي الذي يشبه الصوم”. ويشمل هذا النظام تناول وجبات لمدة خمسة أيام بها كميات منخفضة من السعرات الحرارية والبروتينات والكربوهيدرات، لكنها تحتوي على كميات عالية من الدهون غير المشبعة.
وبعد ذلك يتناول الأشخاص ما يريدونه من الأطعمة لمدة 25 يوما. لذا، فإن هذا النظام الشامل يتضمن تناول أيام فيها وجبات وفيرة وأخرى أشبه بالصوم. وأجرى الباحثون التجارب على الفئران، في نظام غذائي معدل لمحاكاة الصوم.
وأظهرت النتائج أن هذا النظام الغذائي أعاد تجديد نوع معين من الخلايا في البنكرياس يُسمى خلايا “بيتا”. وتعمل هذه الخلايا على اكتشاف السكري في الدم، وإطلاق هورمون الإنسولين إذا ارتفعت نسبته بدرجة كبيرة.
وقال الدكتور فالتر لونغو من جامعة “كاليفورنيا الجنوبية” إن النتيجة التي توصل إليها الباحثون هي أنه من خلال تجويع الفئران ثم تغذيتها مرة أخرى، فإن الخلايا في البنكرياس “يجري تحفيزها لإجراء نوع من إعادة البرمجة التطورية، التي تعيد بناء ذلك الجزء من العضو الذي لم يعد يؤدي وظيفته”.
وظهرت فوائد لهذا النظام في السكري من النوعين الأول والثاني في تجارب الفئران. كما ظهرت نتائج مماثلة عن إجراء المزيد من الاختبارات على عينات من الأنسجة من أشخاص مصابين بالنوع الأول من السكري.
وأوضح الدكتور لونغو أنه “من الناحية الطبية، قد تكون هذه النتائج مهمة جدا لأننا أظهرنا، على الأقل في نماذج الفئران، إمكانية استخدام نظام غذائي لوقف أعراض السكري”.
وأضاف “ومن الناحية العلمية، قد تكون النتائج أكثر أهمية لأننا أظهرنا إمكانية استخدام النظام الغذائي لإعادة برمجة الخلايا دون الاضطرار لعمل أي تعديلات جينية”. وأظهرت تجارب مماثلة على بعض الأشخاص تحسنا في مستويات السكري في الدم، وتساعد نتائج الدراسة الأخيرة في توضيح الأسباب.
دراسات حديثة تدعو لاستخدام الصيام كمنهج علاجي لخفض ضغط الدم المرتفع، وأخرى أكدت إسهامه في ضبط مستوى السكر لدى الأطفال البدناء
وقالت الدكتورة إيميلي بيرنز، مديرة اتصالات الأبحاث في جمعية مرضى السكري في المملكة المتحدة، “هذا قد يكون نبأ مثيرا للاهتمام، لكننا نحتاج أن نرى إذا كانت هذه النتائج صحيحة أيضا في البشر، قبل أن نعرف أكثر فوائدها على الأشخاص المصابين بالسكري”. وأضافت “سيستفيد الأشخاص المصابون بالسكري من النوع الأول والثاني بشكل كبير من العلاجات التي يمكنها إصلاح أو إعادة تجديد الخلايا المنتجة للإنسولين في البنكرياس”.
كما ركزت دراسات بحثية أميركية أخرى على خفض ضغط الدم عن طريق التدخل بالأنظمة الغذائية. واعتبر العلماء أن الأحماض الدهنية الأساسية تؤدي دورا في السيطرة على ضغط الدم. وخرجت دراسات حديثة تدعو لاستخدام الصيام كمنهج علاجي لخفض ضغط الدم المرتفع، وأخرى أكدت إسهامه في ضبط مستوى السكر لدى الأطفال البدناء.
واستهدفت دراسة أميركية علاج 1174 مريضا بضغط الدم المرتفع باتباع ثلاث وسائل مختلفة هي الإفطار على الخضروات والفاكهة فقط، والثانية الإفطار على الماء فقط، والالتزام بذلك حتى تم خفض الدم، واستقرار مستواه عند الحدود الطبيعية. والثالثة اعتمدت على استمرار تغذية مرضى الضغط المرتفع بالوجبات الغذائية النباتية بالعصائر والخضروات والفاكهة، مع الجمع بين هذه الوسائل وممارسة التمرينات الرياضية بطريقة معتدلة.
وتوضح نتائج الدراسة انخفاض وزن 89 بالمئة من المرضى بمقدار نحو 7 كيلوغرامات، مع انخفاض ضغط الدم بمعدل 37 للضغط الانقباضي (العلوي) و13 للضغط الانبساطي (السفلي) على التوالي، عند من أفطروا على السوائل فقط. وحدث أكبر انخفاض للضغط عند المرضى الذين كانوا يعانون من ضغط دم شديد الارتفاع.