الصواريخ الروسية على ميناء أوديسا تخرق اتفاق الحبوب في يومه الأول

كييف – قال الجيش الأوكراني إن صواريخ روسية أصابت البنية التحتية في ميناء أوديسا الأوكراني السبت بعد يوم واحد من توقيع روسيا وأوكرانيا على اتفاق لإعادة فتح موانئ على البحر الأسود لاستئناف صادرات الحبوب، وهو ما يزيد من صعوبة تنفيذ هذا الاتفاق المهم لكل العالم.
وكتبت قيادة العمليات الجنوبية على تيليجرام “هاجم العدو ميناء أوديسا التجاري بصواريخ كروز من طراز كاليبر وأسقطت قوات الدفاع الجوي صاروخين فيما أصاب صاروخان البنية التحتية للميناء”.
ووقّعت روسيا وأوكرانيا اتفاقا تاريخيا في إسطنبول الجمعة لإعادة فتح الموانئ الأوكرانية على البحر الأسود لتصدير ملايين الأطنان من الحبوب التي لا يوجد سبيل لخروجها من الصوامع الأوكرانية بسبب الحصار الروسي للموانئ منذ الغزو.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأوكرانية إن الهجوم يلقي بظلال من الشك على الاتفاقات والوعود التي قدمتها روسيا في إسطنبول إلى الأمم المتحدة وتركيا التي توسطت في الاتفاق.
ودعت وزارة الخارجية الأوكرانية في بيان الأمم المتحدة وتركيا إلى التأكد من التزام روسيا بتعهداتها بموجب الاتفاق لتوفير ممرّ آمن لصادرات الحبوب من الموانئ الأوكرانية على البحر الأسود.
ووصفت سفيرة الولايات المتحدة لدى كييف بريدجيت برينك القصف بأنه “شنيع”.
هناك حاجة ماسة إلى هذه المنتجات لمعالجة أزمة الغذاء وتخفيف معاناة الملايين من الأشخاص المحتاجين في جميع أنحاء العالم
وقالت على تويتر “روسيا تقصف مدينة أوديسا الساحلية بعد أقل من 24 ساعة من توقيع اتفاق للسماح بشحن صادرات زراعية. يواصل الكرملين استخدام الطعام كسلاح. يجب محاسبة روسيا”.
وفي بروكسل كتب وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل في تغريدة على تويتر “ضرب هدف مهم لتصدير الحبوب بعد يوم واحد من توقيع اتفاق إسطنبول أمر مستهجن ويبرهن مرة أخرى على ازدراء روسيا الكامل للقانون والالتزامات الدولية”.
وأدان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، السبت، الضربات التي استهدفت ميناء أوديسا الأوكراني.
وقال فرحان حق، نائب المتحدث باسم الأمين العام، في بيان نشر على الموقع الإلكتروني للأمم المتحدة إن غوتيريش “يدين بشكل قاطع الضربات المبلغ عنها اليوم في ميناء أوديسا الأوكراني”.
وأضاف “أمس (الجمعة)، تعهدت جميع الأطراف بالتزامات واضحة على المسرح العالمي لضمان النقل الآمن للحبوب الأوكرانية والمنتجات ذات الصلة إلى الأسواق العالمية”.
وتابع “هناك حاجة ماسة إلى هذه المنتجات لمعالجة أزمة الغذاء العالمية وتخفيف معاناة الملايين من الأشخاص المحتاجين في جميع أنحاء العالم”.
وخلّف توقف الصادرات الأوكرانية من الحبوب أزمة كبرى خاصة في الشرق الأوسط وأفريقيا وسط تحذيرات من أن استمرار الأمر سيقود إلى أزمة جوع عالمية كما قد يقود إلى ثورات شبيهة بما جرى في “الربيع العربي” في العام 2011.
ويهدف الاتفاق إلى المساعدة على تجنب مجاعة، وذلك من خلال ضخ المزيد من القمح وزيت دوار الشمس والأسمدة والمنتجات الأخرى في الأسواق العالمية، بما في ذلك تلبية احتياجات الإغاثة الإنسانية بأسعار أرخص نسبيا.

ويعمل على العودة إلى مستوى ما قبل الحرب، وهو تصدير خمسة ملايين طن متري كل شهر.
ويقول برنامج الأغذية العالمي إن نحو 37 مليون شخص وصلوا إلى مرحلة من “الجوع الشديد” بسبب تبعات الحرب.
وتحتاج أوكرانيا إلى تفريغ صوامعها قبل الموسم القادم في حين سيكون من شأن زيادة صادرات الأسمدة تجنب إنتاجية عالمية أقل في المواسم الزراعية المقبلة.
وأيضا وقّعت الأمم المتحدة وروسيا مذكرة تفاهم تلزم المنظمة الدولية بتسهيل وصول الأسمدة والمنتجات الروسية الأخرى إلى الأسواق العالمية بلا عوائق.
120
يوما مدة سريان الاتفاق وتتوقع الأمم المتحدة تجديده إلا إذا انتهت الحرب بحلول ذلك التاريخ
ومدة سريان الاتفاق 120 يوما، وتتوقع الأمم المتحدة تجديده إلا إذا انتهت الحرب بحلول ذلك التاريخ. وسيبدأ العمل فورا لتشكيل فرق التفتيش وتعيين العاملين في مركز التنسيق المشترك (جيه.سي.سي) في إسطنبول والذي سيشرف عليه أعضاء من كل الأطراف الأربعة الموقعة على الاتفاق.
وتطلب الموانئ الأوكرانية نحو عشرة أيام للاستعداد، ولذلك ستمضي أسابيع قلائل قبل أن تتحرك السفن دخولا وخروجا. وقال المسؤول الأممي “نتوق إلى معدل تنفيذ سريع للغاية”.
وبدأت المفاوضات في أبريل عندما أثار الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الفكرة خلال اجتماعين منفصلين مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
ويضمن الاتفاق مرورا آمنا من وإلى أوديسا وميناءين أوكرانيين آخرين فيما سمّاه المسؤول “وقف إطلاق نار بحكم الأمر الواقع” ينطبق على السفن والمنشآت التي يشملها الاتفاق.
وعلى الرغم من أن أوكرانيا قامت بتلغيم المياه القريبة منها في إطار الدفاع عن نفسها فإنه لا حاجة لنزع الألغام، ذلك لأن مرشدين أوكرانيين سيوجّهون السفن إلى قنوات آمنة في المياه الإقليمية الأوكرانية. وستكون هناك كاسحة ألغام تحت التصرف إذا دعت الحاجة، لكن لن يرافق عسكريون السفن.
وبعد ذلك ستبحر السفن التي سيتتبعها مركز التنسيق المشترك في البحر الأسود إلى مضيق البوسفور التركي ومنه إلى الأسواق العالمية.
واتفقت كل الأطراف على ألا تكون هناك هجمات على هذه الكيانات. وقال المسؤول، دون الخوض في التفاصيل، إنه إذا ظهر نشاط محظور فسيكون من واجب مركز التنسيق المشترك “إيجاد الحل له”.
ويتتبع مركز التنسيق المشترك الذي مقره إسطنبول المطلة على مضيق البوسفور تحركات جميع السفن وعمليات التفتيش ويقرر ما إذا كانت سفينة على سبيل المثال حادت عن القنوات المتفق عليها في البحر الأسود.

وسيكون العاملون في المركز مسؤولين من الأمم المتحدة وربما مسؤولين عسكريين من الدول الثلاث المعنية. ويمثل مركز التنسيق المشترك “القلب النابض للعملية” على حد تعبير مسؤول الأمم المتحدة.
واستجابة لمخاوف موسكو من قيام السفن بنقل أسلحة إلى أوكرانيا، سيتم تفتيش جميع السفن العائدة في ميناء تركي، ويقوم بالتفتيش فريق من أطراف الاتفاق الأربعة ويشرف عليها مركز التنسيق المشترك. وستصعد الفرق إلى السفن وتفحص شحناتها قبل السماح لها بالعودة إلى أوكرانيا.
ورحّب رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي موسى فكي محمد، السبت، بتوقيع اتفاقية شحن الحبوب من الموانئ الأوكرانية.
وأعرب فكي في بيان عن تقديره لكافة الأطراف المساهمة في توقيع الاتفاقية، داعيا إلى إرساء الهدنة بين روسيا وأوكرانيا برعاية الأمم المتحدة، وإطلاق المفاوضات السياسية من أجل إرساء السلام والاستقرار في العالم.