الصعوبات لا تعيق عروض مسرح الحكواتي في القدس

"الحكواتي" مسرح وطني فلسطيني مهدد بالإغلاق.
الجمعة 2021/10/01
نضيء هويتنا بلا دعم

يواجه مسرح الحكواتي في القدس صعوبات طالت كل المسارح ودور السينما في العالم بسبب وباء كورونا، ورغم ذلك ما زال يقدم عروضه التي انطلقت منذ العشرات من السنين لرفع راية الهوية الفلسطينية رغم العوائق المالية.

القدس - أمام جمهور صغير العدد يجلس أفراده متباعدين، تفصل بينهم مقاعد خالية، يواصل الممثلون تقديم عروضهم المسرحية في المسرح الوطني الفلسطيني “الحكواتي”، الذي ظل ينبض بالحياة لسبعة وثلاثين عاما في قلب القدس، وأصبح الآن مهددا بالإغلاق.

وأثناء مهمة في فرنسا لجمع الأموال، أوضح عامر خليل مدير مسرح الحكواتي، كيف تمثل قسوة الواقع في القدس، متضافرة مع جائحة كورونا، تهديدا وجوديا للمسرح الذي انطلق نشاطه في مايو 1984، كأوّل مسرح فلسطيني ومركز ثقافي، قدم خلالها أكثر من 150 مسرحية وساهم في تعزيز البعد الثقافي للشعب الفلسطيني.

قال “خلال جائحة كورونا وبسبب الإغلاقات التي استمرت حوالي سنتين لم نستطع تشغيل قاعات المسرح وبالتالي لا يوجد أي مدخول، تراكمت علينا دفعات كبيرة للكهرباء والماء وغيرها، بالإضافة إلى دفع الرواتب بعد العودة إلى العمل”، مضيفا “إنهم يواجهون هذه الصعوبات بسبب أزمة مالية تسببت فيها القيود السياسية والعجز عن الحصول على أموال من السلطات الفلسطينية”.

وقال “نحن كمسرح وطني فلسطيني في القدس لا نتلقى دعما من السلطة الفلسطينية، المدخول هو من المواطن المقدسي وهنالك بعض الدعم الأجنبي لبعض الفعاليات”.

وأضاف “نناشد المؤسسات الداعمة أن تنظر إلى وضع المسرح، وأن تخصص منحا خاصة بالمصاريف التشغيلية، وأن تعيد النظر بالتمويل المشروط الذي انعكس بشكل سلبي على مؤسسات القدس”.

بنفس القلق تحدث طاقم المسرح وأعضاء الجمهور عن توقعاتهم لمستقبل المسرح وقدرته على الاستمرار.

قال فراس فرح الممثل المسرحي والمختص بالسياسات الثقافية الذي جاء لمشاهدة مسرحية “قصة زهرة” بالمسرح الوطني الفلسطيني “أخاف على مسرح الحكواتي.. أغار على الحكواتي. أحب أن يظل هذا الفضاء مفتوحا، ويبث ثقافة بالقدس لأنه جزء من تعريف الآخر بثقافتنا، وتعريفنا بأنفسنا وبالمكان، فحين ننعش ثقافتنا ونحركها نساهم بوضع علامة وطابع وسيادة في المكان، فإذا أُخذت منا هذه الفرصة، أُخذت منا السيادة وأُخذ منا الوجود في المكان”.

مسرح الحكواتي يصارع من أجل البقاء
مسرح الحكواتي يصارع من أجل البقاء

وتحدث عن تأثير السياسة على المسرح ودور المسرح نفسه في المجتمع والسياسة.

من جانبها اعتبرت مخرجة المسرحية رائدة غزالة، العرض الذي يقدمونه صرخة للمطالبة بالدعم.

تقول “تصرخ هذه المسرحية بأننا ما زلنا موجودين، ونريد أن نكون هنا، ونريد التقاط سحر المسرح، ونريد أن نكون مع جمهورنا ونريد أن يدعمنا جمهورنا حتى نتمكن من الاستمرار”.

لا يزال مسرح الحكواتي صامدا في معركة البقاء في القدس مع عدد قليل من الأماكن الثقافية الأخرى.

وكان دارا للعرض السينمائي قبل أن يتحوّل إلى مسرح يستقطب عشاق الثقافة وداعميها.

تقول إيمان عون الممثلة مسرحية ومديرة مسرح عشتار رام الله، “بالتأكيد هذا الوضع صعب جدا، صعب على الثقافة بشكل عام بفلسطين، ونحن نحاول جاهدين سواء كنا فرقا أو أفرادا إننا نساعد بعضنا، نتعاضد مع بعض ونحاول أن ننقذ الوضع، لأنه لا أحد ينقذنا لا من الدول المانحة ولا حتى من حكومتنا للأسف، لأنه الحكواتي ليس وحده في هذه الأزمة، ولكن أزمته كبيرة ووجوده مهم وأساسي ويجب أن يبقى، لا بد أن تظل أبوابه مفتوحة، لأنه موجود كفعل مقاوم في داخل مدينة القدس ولا يعني وجود ثقافي”. 

وكررت نفس الدعوات المطالبة بإنقاذ المسرح نبال غريب المعالجة النفسية بالفن، ومن رواد مسرح الحكواتي.

وقالت “لا بد أن نشتغل على توفير متبرعين لهم اختصاصات معينة في المسرح لكي يساهموا في مساعدة الحكواتي كي يقف على ساقيه، كلنا نتحد لنحيي الحياة الثقافية والرسالة التي يوصلها المسرح إلى أهل القدس”.

24