الصراع مع تيغراي يحرج موقف آبي أحمد الحاصل على جائزة نوبل للسلام

أديس أبابا - حسم رئيس الحكومة الإثيوبية آبي أحمد بإعلان الحرب على منطقة تيغراي، رافضا الدعوات الدولية لخفض التصعيد.
ويقول مراقبون إن إعلاء الحكومة الاتحادية شأن الحرب بدل السلم يشكل مفارقة حيث لطالما لاقى رئيس الوزراء إشادات بجهوده لتحقيق السلام وتوحيد البلاد، حتى أنه فاز في العام 2019 بجائزة نوبل للسلام.
ويثير قرار الحكومة مخاوف من نشوب نزاع طويل ومدمّر يهدّد الاستقرار الهشّ في ثاني أكبر دول القارة من ناحية عدد السكان (أكثر من مئة مليون نسمة).
وقال الجنرال برهانو جولا، نائب رئيس هيئة أركان الجيش الإثيوبي، عبر التلفزيون الحكومي "بلادنا دخلت حربا غير متوقعة... الحرب لن تأتي إلى الوسط (البلاد حيث العاصمة أديس أبابا) بل ستنتهي هناك (في تيغراي في الشمال)".
وأضاف أنه يجري حشد القوات من أنحاء البلاد لإرسالها إلى تيغراي. وجاء هذا الإعلان في أعقاب اشتباكات أمس الأربعاء بين القوات الحكومية والجبهة الشعبية لتحرير تيغراي بعد أن أمر رئيس الوزراء بالانتقام لما وصفته الحكومة بأنه هجوم للجبهة على قواتها.
وقال دبرصيون جبراميكائيل رئيس إقليم تيغراي إن قواته أحبطت خطة للقوات الاتحادية لاستخدام المدفعية والأسلحة المخزنة هناك لمهاجمة الإقليم.
وأضاف عبر تلفزيون تيغراي "سنستخدم المدفعية للدفاع عن تيغراي. سنستخدمها لصد أي هجوم من أي اتجاه".
وقال مصدر إغاثي إن دوي القصف وإطلاق النار تردد في الإقليم منذ الساعات الأولى من صباح اليوم الخميس. وأضاف أن نحو 24 جنديا يتلقون العلاج في مركز طبي قرب الحدود مع إقليم أمهرة.
ولم يكشف المصدر إلى أي طرف في الصراع ينتمي الجنود.
وقال المصدر "عند الساعة 5:20 صباحا، بدأنا نسمع قصفا عنيفا. لم يتوقف سوى ساعة منذ ذلك الحين، لكن عند الساعة الثانية مساء، كان مال يزال بالإمكان سماع دوي إطلاق النار والتفجير والقصف".
وأضاف "أُصيب حتى الآن نحو 24، جميعهم عسكريون، وعولجوا في مركز طبي قريب من حدود تيغراي مع أمهرة".
وتصاعد التوتر مع الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي منذ سبتمبر عندما أجرى إقليم تيغراي انتخابات في تحد للحكومة الاتحادية، التي وصفت التصويت بأنه "غير قانوني". وتفاقم الخلاف في الأيام القليلة الماضية مع تبادل الجانبين الاتهامات بالتخطيط لصراع عسكري.
وقالت مصادر إن جهودا تُبذل خلف الكواليس لتشجع الطرفين على الدخول في محادثات بضغط من الاتحاد الأفريقي. لكن المبادرة قوبلت بمقاومة من السلطات في أديس أبابا التي تصر على ضرورة القضاء على التهديد الذي تمثله الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي.
وقال مصدر دبلوماسي لم يرغب في ذكر اسمه "الإثيوبيون يقولون إنها مسألة داخلية وسيتعاملون معها. يقولون إنها (الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي) عنصر مارق داخل حدودهم وإن الأمر (التصدي لها) يتعلق بسيادة القانون".
وقال رضوان حسين المتحدث باسم مهمة عمل حالة الطوارئ المشكلة حديثا، الأربعاء، إن خيار إجراء محادثات غير مطروح على الطاولة حتى الآن.
وقال دبلوماسي إن العشرات من أفراد القوات الاتحادية قُتلوا خلال اليوم الأول للقتال، مضيفا أن إجمالي عدد القتلى قد يكون أعلى.
ولم ترد أي أنباء بخصوص قتلى الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي. وقطعت الحكومة كل خطوط الهاتف والانترنت في المنطقة.
ودعم مايك بومبيو وزير الخارجية الأميركي على ما يبدو رئيس الوزراء الإثيوبي في تغريدة على تويتر حث فيها على تحرك عاجل لإقرار السلام وتهدئة الوضع لكنه أيّد الرواية الحكومية بأن الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي مسؤولة عن أعمال العنف.
وكتب بومبيو "نشعر بقلق بالغ بشأن التقارير التي تقول إن الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي نفذت هجمات على قواعد قوات الدفاع الوطني الإثيوبية في منطقة تيغراي الإثيوبية".
وتفجر العنف مرات عدة منذ تولي أبي السلطة. وفي مطلع الأسبوع قتل مسلحون 32 شخصا وأضرموا النار في أكثر من 20 منزلا في غرب إثيوبيا.