الصديق الخيالي ينمي القدرة الفكرية للطفل

القاهرة - يؤكد خبراء علم النفس أن الصديق الخيالي ينمي القدرة الفكرية للطفل ويوسّع آفاقه، ذلك أن تمتع الأطفال بخيال واسع ومقدرتهم على ابتكار شخصيات ومواقف غير واقعية وتخيلية ينتج عنه ما يسمّى بـالأصدقاء الخياليين.
وأكد الباحثون أن طفلًا من كل 5 أطفال، من عمر 3 إلى 6 أعوام، يمتلك صديقًا خياليًا يتمثل في حيوان أو شخصية خيالية من الكرتون أو لعبة مفضلة أو شخصية وهمية لا وجود لها.
وعن فوائد وجود الأصدقاء الخياليين في حياة الأطفال قال الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، إنه كلما كان ذكاء الطفل أعلى كلما كان خياله أوسع وأكبر، مما يخلق لديه القدرة على تأليف القصص والحكايات عن أشخاص غير موجودين في الواقع.
وأضاف أن لوجود الصديق التخيلي في حياة الطفل مزايا عديدة منها زيادة تطوره اللغوي ومستوى الابتكار لديه وتوسيع أفقه ومداركه، بالإضافة إلى ملء فراغه.
وشرح فرويز أنه من خلال القصص التي يسردها الطفل عن صديقه الوهمي أو الخيالي يمكن التعرف على مخاوفه أو تطلعاته وعلى ما يساوره من قلق.
الصداقات الخيالية هي ظاهرة نفسية واجتماعية، حيث يتخيل الطفل خصوصاً صديقاً خيالياً، يبدو له حقيقياً، يشاركه همومه وأفكاره ويومياته، وقد يقوم هذا الصديق الخيالي بأدوار كثيرة في حياة الطفل
وأضاف متحدثا عن عيوب الصديق الخيالي أنها تتمثل في أن الطفل يبدأ في الاعتياد على الكذب واعتباره أنه أسلوب حياة وأنه سمة من سماته الحياتية، لذا يجب على الآباء والأمهات محاولة تعليم أطفالهم، كيفية التفريق بين الخيال والكذب.
وبحسب جمعية علم النفس الأميركية يعد تقمص الأدوار واللعب مع الأصدقاء الخياليين ظاهرة طبيعية تحدث تقريبا لحوالي ثلث الأطفال، وتمتد أحيانا لسن 7 أو 8 سنوات، بحسب دراسة أخرى للجمعية ذاتها، وقد تستمر العلاقة بين الطفل وصديقه الخيالي إلى مرحلة المراهقة، وإن استبدله بصديق آخر ذي اسم ووظيفة أخرى.
وتقول تريسي غلسون، وهي إحدى المتخصصات في علم نفس الطفل، إن الأصدقاء الوهميين يختلفون من طفل إلى آخر، وقد يستغرق الآباء وقتا لكي يعرفوا أن طفلهم لديه صديق خيالي، خاصة إن كان هذا الصديق شخصية تحمل اسما عاديا، وفي الغالب يحكي الأطفال سيناريو يوميا عن صديقهم، وربما يحمل الصديق اسم شخصية شهيرة أو محبوبة بالنسبة إليهم.
ويرى الخبراء أن أحد الأسباب الرئيسية لتكوين الأطفال أصدقاء خياليين هو أنهم في حاجة إلى شخص ما للتحدث معه، سواء كان ذلك بسبب عدم وجود أشقاء للطفل، فيصبح منقذا ممتعا للعب، أو فقْد أحد الوالدين والذي يعتبر من الأسباب القوية أيضا.
وفي الكثير من الأحيان يخلق الأطفال أصدقاء وهميين يتعاملون مع الأحداث المؤلمة إن تعرضوا لإساءة سواء بدنية أو نفسية كنوع من الحماية النفسية، وعندما تتوقف الإساءة فإن الطفل يتخلص من صديقه الوهمي، وفي أحيان أخرى يمثل ذلك مرحلة انتقالية بين ارتكابهم أخطاء وتخليهم عنها، حينها يكون ذلك الصديق هو صوت الضمير داخلهم.
والصداقات الخيالية هي ظاهرة نفسية واجتماعية، حيث يتخيل الطفل خصوصاً صديقاً خيالياً، يبدو له حقيقياً، يشاركه همومه وأفكاره ويومياته، وقد يقوم هذا الصديق الخيالي بأدوار كثيرة في حياة الطفل. إلا أن هذه الحالة الطفولية قد لا تكون دائماً عابرة، فبعض الأطفال يصطحبون أصدقاءهم الوهميين معهم إلى البلوغ والرشد، ويبقون معهم لسنوات طويلة. وقد تكون لهؤلاء الأصدقاء الخياليين أسماء، وقد يتخذون شكلاً معيناً، وشخصية وطبعاً وأفكارا.