الصدر يلمّح بأسماء تحالفاته الجديدة قبيل أول جلسة للبرلمان

بغداد - لمّح زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر مساء الجمعة إلى أسماء تحالفاته الجديدة قبيل أول جلسة للبرلمان، من خلال إشارته إلى تحالفات تقدم وعزم وتصميم والحزب الديمقراطي الكردستاني، وذلك لدى تأكيده أن التهديدات الخارجية لن تثنيه عن تشكيل حكومة "الأغلبية الوطنية"، وأن التهديدات ستزيده تصميما وتقدما وعزما نحو ديمقراطية عراقية.
وقال الصدر في تغريدة على تويتر إن "إرادة الشعب الحر فوق كل الضغوط الخارجية الغربية والشرقية"، مؤكدا أن إرادة الشعب هي "حكومة أغلبية وطنية".
ولفت الصدر إلى أن أي ضغوط خارجية لن "تثنيه" عن حكومة الأغلبية، مضيفا أن أي تهديدات "ستزيدنا تصميما وتقدما وعزما نحو ديمقراطية عراقية أصيلة حرة ونزيهة".
وأضاف، "لذا فعليهم أن يعوا أن قوة (المذهب) من قوة العراق ومن قوة طوائفه وأعراقه.. وأن أي مساس بسمعة المذهب وسمعة المقاومة من خلال نشر التهديدات والعنف لن يجدي نفعا".
وبدا الصدر وكأنه يشير إلى الحزب الديمقراطي الكردستاني (31 مقعدا) وتحالف تقدم (37 مقعدا) وتحالف عزم (14 مقعدا) وتحالف تصميم (5 مقاعد)، إضافة إلى الكتلة الصدرية التي حلت أولا بالانتخابات برصيد 73 مقعدا.
وجاءت تغريدة الصدر عقب اجتماع الهيئة السياسية للتيار الصدري مع الوفد الكردي في بغداد عصر الجمعة، نتج عنه إعلان التيار الصدري "موقفه الموحد مع الأكراد في ما يخص تشكيل الحكومة".
وبعد لقاء مشترك جمع الوفد الكردي الذي ضم الحزب الديمقراطي الكردستاني، والاتحاد الوطني الكردستاني، مع التيار الصدري في مقر الهيئة السياسية للتيار ببغداد، قال عضو الكتلة الصدرية نصار الربيعي في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوفد الكردي هوشيار زيباري إنه "تشرفنا باستقبال الوفد الكردي المشترك".
وأشار الربيعي إلى أن هذه الزيارة هي "استكمال لتفاهمات كبيرة منذ فترة طويلة"، معلنا أن "المواقف موحدة وجيدة في ما يخص جلسة الأحد وتشكيل الحكومة".
وبدوره قال زيباري إن "اليوم (الجمعة) زرنا الهيئة السياسية للتيار الصدري"، لافتا إلى أنه "جرى حوار جدي وصريح وواضح حول الاستحقاقات ما بعد الانتخابات"، مؤكدا أن الحوار "مفيد جدا".
وأوضح زيباري "أمامنا استحقاق وطني ومهم الأحد في عقد أول جلسة للبرلمان بعد الانتخابات".
ودعا الجميع إلى أن "يستفيد من هذه الفرصة، ونثبّت بأن الديمقراطية والاستحقاقات الانتخابية هي الحكم في تقرير مصير البلد".
ونقلت وكالة "شفق نيوز" العراقية عن قياديين في التيار الصدري والسني قولهما إن "الصدر تمكن من تشكيل كتلة كبيرة تضم 180 نائبا".
وأضاف المصدران أن الصدر سيقدم كتلته في أول جلسة لمجلس النواب الأحد مرفقة بتواقيع النواب على أنها الكتلة الأكبر التي ستكلف بتشكيل الحكومة المقبلة.
وأشار المصدران إلى أن كتلا سياسية أصغر ومستقلين انضموا أيضا إلى الكتلة الأكبر التي شكلها الصدر الذي يسعى إلى تشكيل حكومة "أغلبية وطنية" بخلاف الإطار التنسيقي الذي يعمل على تشكيل حكومة توافقية على غرار الحكومات السابقة.
وفي غضون ذلك، دعا "الإطار التنسيقي" العراقي، الكتلة الصدرية، إلى تشكيل "الكتلة البرلمانية الأكبر عددا".
والكتلة البرلمانية الأكبر وفق بنود الدستور العراقي تضم 165 نائبا أو أكثر من أصل 329، والتي تكلف من قبل رئيس البلاد بتقديم مرشحها لتشكيل الحكومة.
وقال "الإطار التنسيقي" (يضم قوى وفصائل شيعية)، في بيان، إن اجتماعه "رقم 66 الجمعة ناقش قضية الكتلة الأكبر ومسار الجلسة الأولى (للبرلمان المقرر عقدها الأحد المقبل) وعبّر عن حرصه على التزام السياقات القانونية والدستورية".
وأضاف البيان أن "الإطار يدعو جميع نواب المكون الاجتماعي الأكبر وبالخصوص الإخوة في الكتلة الصدرية إلى تشكيل الكتلة الأكثر عددا للمحافظة على هذا الاستحقاق الدستوري واستقرار العملية السياسية".
ويضم الإطار "ائتلاف دولة القانون"، و"تحالف قوى الدولة"، و"تحالف النصر"، و"تحالف الفتح" (فصائل الحشد الشعبي بعضها مقرب من إيران)، وحركة "عطاء"، و"حزب الفضيلة".
ويحتاج التيار الصدري الفائز بالانتخابات البرلمانية والحائز على 73 مقعدا إلى أصوات أغلبية أعضاء البرلمان (نصف زائد واحد) أي 165عضوا لتمرير الحكومة المقبلة.
ومن المقرر أن يعقد البرلمان الأحد جلسته الأولى، يتم فيها أداء اليمين الدستورية لأعضائه، وفتح باب الترشح لمنصب رئيس البرلمان ونائبين له.
ويفترض أن ينتخب البرلمان بعد جلسته الأولى، خلال 30 يوما رئيسا جديدا للجمهورية الذي عليه بدوره أن يكلف رئيسا للحكومة خلال 15 يوما من تاريخ انتخابه.
ونهاية ديسمبر الماضي، صادقت المحكمة الاتحادية العليا على نتائج الانتخابات، وردت الدعوى التي أقامها رئيس تحالف "الفتح" هادي العامري، لإلغاء نتائجها بداعي أنها "مزورة".
وجاء إقرار النتائج بصورة نهائية بعد الكثير من الجدل والتوترات التي شهدتها البلاد، إذ اعترضت غالبية القوى والفصائل الشيعية عليها، معتبرة أنها "مفبركة" و"مزورة".