الصدر يقود محاولة يائسة لاستعادة نفوذه الإلكتروني

“مقولة نريد وطن نكران لأغلى وطن”، هذا ما يقوله زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر على لسان مقرب منه في وقت يتصاعد فيه التخوين الإلكتروني للناشطين العراقيين، لكنّ العراقيين متشبثون بشعارهم ويثبتون عراقيتهم بالمشاركة في هاشتاغ #نريد_وطن.
بغداد – أثار دخول زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر على خط شعارات المحتجين العراقيين جدلا واسعا. ونشر الحساب المقرب من الصدر، صالح محمد العراقي، على تويتر تغريدة جاء فيها:
ويشير العراقي إلى استخدام هذا الشعار من قبل المتظاهرين لأكثر من سنة.
وصالح محمد العراقي، هو حساب لشخصية وهمية توصف بالمقرّبة جدا من الصدر، كما أن قادة التيار الصدري يؤكدون إشراف الصدر شخصيّا على الحساب الناطق باسمه، فيما يقول متابعون للشأن العراقي إن الصدر اختار ابن أخيه أحمد ابن سيد مصطفى ليكتب له تغريدات تافهة تحت اسم صالح محمد العراقي، لأنه معجب بتعابير ابن أخيه الساذجة.
واستخدم المحتجون في العراق على مدى عام شعار #نريد_وطن في عموم ساحات الاحتجاج وعلى مواقع التواصل الاجتماعي كدليل على أن البلد مسلوب من قبل الأحزاب ونظام المحاصصة.
وبحسب البنك الدولي، يشكل الشباب 60 في المئة من عدد سكان العراق البالغ 40 مليون نسمة. وتصل نسبة البطالة بينهم إلى 25 في المئة. ويعتبر الشباب العراقي أن ثورتهم هي فرصتهم الأخيرة لاسترجاع العراق من سارقيه الذين حولوه لـ”حظيرة خلفية” لإيران.
ورد العراقيون على تغريدة المقرب من الصدر بنشر هاشتاغ #نريد_وطن في تحد للصدر. وقال مغرد:
hu_m_93@
ردا على آخر تغريدة لصالح أثبتوا عراقيتكم بهاشتاغ #نريد_وطن.
وقال حساب ترند الثورة:
غرد بهاشتاغ #نريد_وطن.
وقال مغرد:
TISHRIN_s@
تدرون ليش يزعجهم شعار #نريد_وطن لأن اتطير كل هاي الامتيازات.
56 نائبا، 6 وزارات، الأمانة العامة لمجلس الوزراء، نائب رئيس مجلس النواب، 4 محافظين، أكثر من 120 مديرا عاما، ميليشيا مسلحة، سفراء وكلاء. عن أي إصلاح تتحدث يا زعطوط (تنازلوا عن دوركم في إصلاح الناس وأصلحوا أنفسكم).
وتتصاعد على مواقع التواصل حملات تخوين إلكترونية بحق “التشرينيين” وهو وصف يطلق على المحتجين العراقيين، من جيش الصدر الإلكتروني، معاضد بجيوش إلكترونية أخرى تتبع الميليشيات يبدو أنها اتفقت على “إسقاط” المتظاهرين أخلاقيا وإرعابهم.
ونشطت في هذا السياق عدة هاشتاغات مخونة.
وتدور على مواقع التواصل في العراق حرب نفوذ، إذ تسعى الميليشيات الإلكترونية للأحزاب الدينية لاسترجاع نفوذها على مواقع التواصل الذي تراجع بشكل غير مسبوق لفائدة المحتجين وهو ما بات يهدد حكم المعممين الذين لطالما استغلوا مواقع التواصل للترويج لخرافات “المقدسات” و”المقاومة”.
وكان زعيم التيار الصدري أمر بتشكيل مجموعة من المدونين للعمل ضمن “المشروع الإصلاحي” عبر التدوين في مواقع التواصل الاجتماعي.
وكشف عن المشروع في كتاب رسمي صادر عن المكتب الخاص للصدر، وبذلك يكون أول “جيش إلكتروني” يتم تبنّيه رسميا من شخصية سياسية أو دينية، على الرغم من كثرتها، حيث تنفي تلك الأطراف غالبا ارتباطها بالمدونين الذين يتولون قيادة حملات لصالحهم أو ضد خصومهم.
ويذكر أنه عادة ما يكون التصعيد على مواقع التواصل الاجتماعي في العراق طائفيا بامتياز.

وتقول معاونة عميد كلية الإعلام في جامعة بغداد إرادة الجبوري إن “غالبية مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي من فئة الشباب والمراهقين الذين ولدوا بعد عام 2003 أو قبله بسنوات قليلة”. وتضيف الجبوري أن “السياسيين يساهمون في تأجيج هذه العواطف لخلق مشاعر سلبية مستغلين الجهل، هناك فكرة قائمة منذ عقود على خلق عدو دائم لإشغال المواطنين عن القضايا الأساسية مثل توفير الأمن والخدمات والحد من الفساد”.
وفي الفترة الماضية خاض العراقيون حربا إلكترونية واسعة ضد “أصنام إيران” في العراق التي كان انتقادها من المحرمات، بموازاة احتجاجاتهم في الساحات. ويعتبر مغردون أن العراق حكمه مجموعة من اللصوص والمشعوذين منذ عام 2003، مؤكدين أنه لا يمكن إنقاذ العراق إلا برحيل عمائم إيران.
وبدا أن الخطاب الجريء يزعج الصدر وعلى زمرته. ورد الصدر في حوار متلفز سابق قائلا “إن المتظاهرين انحرفوا عن الطريق الصحيح وكانوا بحاجة إلى جرّة أذن”، وهو ما اعتبره ناشطون اعترافا منه بالمسؤولية عن أعمال العنف والقتل التي طالت المتظاهرين.
والصدر غير القادر على إلقاء كلمة من بضعة أسطر دون أخطاء، لا يظهر كمتحدث في التجمعات الشعبية ولا كمحاور في القنوات التلفزيونية إلا في ما ندر. ويشترط لدى حضوره في البرامج بأن يكون اللقاء مسجلا لأنه ”يجفص بالكلام” على حد تعبيره.
ويقيم الصدر قم الإيرانية، وهو من الشخصيات التي يعتبرها العراقيون تجسيدا للتواجد الإيراني في العراق.
ويعتبر حساب الصدر على موقع تويتر مثالا صارخا على ذلك، فتغريداته الموغلة في التجارة بالدين والمقاومة حطمت صورته وحولته إلى مادة للتندر، إضافة إلى أن تغريداته لم تعد تنطلي على العراقيين الذين صدقوا المعمّمين سابقا ولا يبدو أنهم مستعدون لتصديق خرافاتهم اليوم. ويعتبر العراقيون مقتدى “ذيلا إيرانيا”، فهو أداة تنفذ الأوامر.
ويقول أشخاص على معرفة بالصدر إنه “ذو عقلية بسيطة وفكر محدود، فالرجل لم يكمل تعليمه ولم يجتز المرحلة الابتدائية حتى، لا يستطيع التفوه بجملة مفهومة”.