الصدر يضغط على الحكومة لإطلاق سراح سجناء من تياره

بغداد - يمارس زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر ضغوطا على حكومة محمد شياع السوداني للافراج عن عدد من معتقلي التيار الصدري في السجون العراقية فيما تأتي هذه الخطوة وسط جهود من قبل التيار للعودة بقوة للمشهد السياسي وانهاء حالة الجمود وكذلك فتح ملف انسحاب القوات الأميركية من البلاد.
وقال الصدر في تغريدة له على حسابه بمنصة اكس "مع قرب يوم استشهاد الإمام موسى بن جعفر أجد من المصلحة المطالبة بالإفراج عن سجناء ما يسمونه بـ(التيار الصدري)".
ودافع عن سجناء التيار الصدري واصفا بعضهم بالمقاومين قائلا "هو إما سجين مقاوم، والسلطة الحالية تدّعي دعمها للمقاومة فلا داعي لبقائه في السجن وإما بريء فهي تدّعي العدل ولا داعي لاستمرار بقائه في السجن، وإما مذنب فهو قد أخذ قسطاً من السجن ليس بقليل، فإذا تعهّد خطياً بعدم تكرار ذنبه فالإفراج عنه متعيّن، وسنعينه على التوبة".
وأضاف "لتكن أقرب جمعة لإستشهاد الإمام موسى الكاظم، جمعة للمطالبة بالإفراج عن السجناء".
واعتقلت الحكومات العراقية بعد الاحتلال الأميركي للعراق في 2003 القبض على عدد من قيادات وعناصر جيش المهدي وذلك بسبب دخولهم في قتال مع القوات الأميركية.
وكان زعيم التيار الصدري جدد في فترة سابقة تمسكه باعتزال العمل السياسي منتقدا ما أسماه "استشراء" الفساد في البلاد، قائلا أن العديد يطالبونه اليوم بالعودة إلى الساحة، فيما يبدو أن الزعيم الشيعي يسوق لنفسه على أنه محطّ إجماع شعبي.
وانسحب التيار الصدري من العملية السياسية في أغسطس 2022 وقرر عدم المشاركة في أي انتخابات بزعم أنه ينأى بنفسه عن المشاركة مع من يصفهم بـ"الساسة المفسدين". وسحب نواب كتلته من البرلمان في أعقاب سلسلة أحداث بدأت بتظاهرات لأنصاره وانتهت باشتباكات داخل المنطقة الخضراء في بغداد مع فصائل مسلّحة منضوية ضمن هيئة "الحشد الشعبي".
وحاول الصدر طيلة الفترة الماضية التأثير في الرأي العام تمهيدا للعودة إلى العمل السياسي، مستثمرا عددا من القضايا والحوادث على غرار حادثة حرق المصحف في السويد.
وحث أنصاره على التظاهر أمام السفارة السويدية لنصرة الإسلام، فيما دعا الصدريين بعد اندلاع الحرب على غزة للتوجه إلى الحدود للمشاركة في القتال ضد إسرائيل، بالإضافة إلى مطالبة البرلمان والحكومة بغلق السفارة الأميركية في بغداد.
وتأتي تصريحات الصدر في ظل صراعات سياسية داخلية إضافة لجدل مرتبط بالدعوات لانسحاب القوات الأميركية من العراق على وقع الهجمات التي تشنها الميليشيات على قواعدها.
ويبدو أن مقتدى الصدر يسعى للاستثمار في ملف السجناء وإعادة الحديث عن فترة مقاومة أنصاره للوجود الأميركي.