الصدر يجمّد "سرايا السلام" في كافة المحافظات عدا صلاح الدين وسامراء

زعيم التيار الصدري يطالب قائد القوات المسلحة العراقية بـ"كبح جماح" عصائب أهل الحق وأمثالها، محذرا من اتخاذ "إجراءات أخرى لاحقا" في حالة عدم التنفيذ.
الخميس 2022/10/06
إعلان الصدر يؤكد مدى تأزم الأوضاع الأمنية في البصرة

بغداد - أعلن زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر الخميس تجميد الفصائل المسلحة التابعة له، إثر التراجع الأمني في محافظة البصرة، جنوبي العراق، مطالبا رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي بكبح جماح ميليشيا "عصائب أهل الحق"، فيما حذر من اتخاذ "إجراءات" أخرى في حال عدم حصول ذلك.

ويعد إعلان الصدر تأكيدا آخر على مدى تأزم الأوضاع الأمنية في البصرة التي تشهد منذ يومين مواجهات ليلية مسلحة بين فصائل مرتبطة بالحشد الشعبي، وأنصار التيار.

وقال صالح محمد العراقي، عبر حسابه على تويتر، "يجب على القائد العام للقوات المسلحة (مصطفى الكاظمي) كبح جماح ميليشيات قيس الوقحة"، في إشارة إلى ميليشيا عصائب أهل الحق بزعامة قيس الخزعلي، واصفا إياها بأنها "هي وأمثالها لا تعرف غير الإرهاب والمال والسلطة".

وأكد تجميد كل الفصائل المسلحة بما فيها "سرايا السلام"، ومنع استعمال السلاح في جميع المحافظات عدا محافظة صلاح الدين، وتحديدا سامراء وما حولها، أو "حسب توجيهات وأوامر القائد العام للقوات المسلحة الحالي".

وشدد على أن "بخلاف ذلك، فسنتخذ إجراءات أخرى لاحقا"، مشيرا إلى أن "ترهيب وإخافة المدنيين وإرعابهم أمر محرم وممنوع، والاقتتال الداخلي محرم وممنوع".

وعلّق الباحث في الشأن السياسي مهند الجنابي، في تغريدة له، على ما ورد بتدوينة الصدر قائلا إن "ميليشيا العصائب، بحسب وزير الصدر، تتحمل مسؤولية العبث بأمن البصرة، ويحمّل القائد العام مسؤولية كبحها، أو اتخاذ إجراءات أخرى لاحقا"، معتبرا أن تجميد "سرايا السلام" موقف مسؤول من قبل الصدر، إذ إن "استدراجهم إلى المواجهة هو عنوان المرحلة الحالية للإطار".

وأضاف "ننتظر ما ستقوم به القوات الأمنية وإنهاء الحياد".  

ويأتي ذلك في وقت تشهد فيه محافظة البصرة، جنوبي العراق، وضعا أمنيا غير مستقر منذ عدة أيام، حيث سجلت ليلة الأربعاء تصاعدا ملحوظا بأعمال العنف المتفرقة والقصف، بسبب الصراع السياسي بين أنصار التيار الصدري والفصائل التابعة لتحالف الإطار التنسيقي، وسط تحذيرات من انتكاسة أمنية.

وتجددت أعمال العنف ليل الأربعاء، ووفقا لمصادر نقلت عنها وكالات أنباء محلية عراقية، فإن "المدينة شهدت ليلة مرتبكة أمنيا، إذ سجلت هجمات صاروخية استهدفت القصور الرئاسية، التي تتخذ منها فصائل مسلحة مقرات لها، واشتباكات متقطعة في عدد من المناطق، لم تعرف"، مبينة أن "الوضع مرتبك للغاية".

كما أفادت تقارير بتعرض رجل الدين المقرب من إيران خالد الملا لمحاولة اغتيال نجا منها خلال تواجده بفندق وسط المدينة، وقد أمطرت غرفته حال دخوله إليها بنيران كثيفة، تسببت بأضرار فيها.

وكانت لجنة الأمن والدفاع البرلمانية قد استضافت الأربعاء وزير الداخلية عثمان الغانمي، لمناقشة التطورات الأمنية بمحافظتي ذي قار والبصرة، وقالت اللجنة في بيان إن "تفعيلا للدور الرقابي والتشريعي بدأت لجنة الأمن والدفاع بأول استضافة لها في الفصل التشريعي الثاني، وقد استضافت وزير الداخلية والوكلاء والكادر المتقدم فيها، وقد تمت مناقشة الوضع الأمني في العراق بشكل عام، والوضع الأمني في محافظتي ذي قار والبصرة بشكل خاص".

وعلّق النائب في البرلمان السابق فادي الشمري على أحداث البصرة عبر حسابه على تويتر قائلا "البصرة تشتعل ويراد لها أن تشتعل أكثر.. وسط غياب حكومي اتحادي ومحلي وأمني"، مؤكدا "أهداف عدة وراء حرق البصرة، أهمها ضرب المنشآت النفطية لعرقلة التصدير، وبالتالي إيقاف الإيرادات الحكومية وشل الدولة وتوقف الرواتب، وأيضا إجهاض بطولة كأس الخليج وعائداتها الاقتصادية على المدينة".

وقبل عدة أيام وعلى خلفية توترات مماثلة شهدتها المدينة، وصل رئيس أركان الجيش الفريق أول الركن عبدالأمير رشيد يار الله، ونائب قائد العمليات المشتركة الفريق أول ركن عبدالأمير الشمري إلى المدينة لمتابعة الأوضاع الأمنية فيها، كما وصلت تعزيزات أمنية إضافية إلى المحافظة لدعم الأمن فيها، وسط انتشار أمني في المناطق الحساسة.

ويجري ذلك في ظل أزمة سياسية يعيشها العراق بشكل عام، إذ يستعد التيار الصدري للنزول إلى الشارع مجددا خلال الأيام المقبلة، لمنع الكتل والأحزاب السياسية من تشكيل حكومة برئاسة محمد شياع السوداني، فيما تحشد قوى الإطار التنسيقي، الذي يجمع القوى الحليفة لإيران، أنصارها لتظاهرة مضادة لأي احتجاج صدري مرتقب، للضغط نحو تشكيل الحكومة وفق التوافق ما بين الكتل السياسية.