الصدر: لا شرقية ولا غربية.. حكومة أغلبية وطنية

بغداد - جدد زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر الخميس اعتزامه تشكيل حكومة أغلبية وطنية عقب اجتماعه مع القوى السياسية الرافضة لنتائج الانتخابات، وذلك في أحدث تحرك نحو حلحلة الوضع السياسي المتوتر في العراق.
وبعد نحو خمسين يوما من اتهامات متبادلة غير مباشرة بين التيار الصدري صاحب عدد المقاعد الأكبر في انتخابات أكتوبر والقوى الشيعية الخاسرة الموالية لإيران، اجتمع الطرفان على طاولة حوار في العاصمة بغداد، لمناقشة خيارات ما بعد الانتخابات قبيل تشكيل الحكومة المقبلة.
وعقد الاجتماع في منزل رئيس تحالف الفتح هادي العامري، وحضره كل من رئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي، وزعيم تيار الحكمة عمار الحكيم، ورئيس ائتلاف النصر حيدر العبادي، والأمين العام لـ"عصائب أهل الحق" قيس الخزعلي، ورئيس "المجلس الأعلى الإسلامي" همام حمودي، ورئيس تحالف "العقد الوطني" فالح الفياض.
وقال الصدر في تغريدة خطها بيده على تويتر عقب انتهاء الاجتماع "لا شرقية ولا غربية.. حكومة أغلبية وطنية".
أمّا الإطار التنسيقي، فأعلن في بيان أنّه خلال الاجتماع تمت مناقشة "اتخاذ الخطوات العملية اللازمة لمحاربة الفساد ومحاسبة الفاسدين وإيقاف الهدر المعتمد بالمال العام".
وشدد البيان على "خروج القوات الأجنبية وفق الجدول الزمني المعلن ووضع آليات كفيلة بحصر السلاح بيد الدولة"، مشيرا إلى "حماية الحشد الشعبي ودعمه وتنظيمه بما يعزز دوره في حفظ الأمن في العراق".
كما شدد على "تجريم التطبيع وكل ما يتعلق به"، وكذلك على "العمل المشترك للحفاظ على ثوابت الشعب العراقي في التصدي للانحرافات الأخلاقية والاجتماعية وفق الأطر القانونية".
واتفقت الأطراف خلال الاجتماع "على استمرار الحوارات والمناقشات وصولا إلى وضع معالجات واقعية للانسداد الحاصل في المشهد السياسي، وعلى العمل على رفع المستوى الاقتصادي للمناطق المحرومة وإبعاد التنافس السياسي عن كل المشاريع الخدمية ورفع المحرومية عن هذه المناطق".
وبحسب البيان، أكّدت قوى الإطار التنسيقي "استمرارها في خطواتها القانونية والجماهيرية في ما يتعلق بمتابعة موضوع نتائج الانتخابات".
وقال رئيس حزب الجماهير الوطنية أحمد الجبوري، إن الاجتماع "خطوة مهمة لمنع التصعيد والإسراع بتشكيل حكومة المواطنة".
وأوضح الجبوري عبر تغريدة في تويتر أنّ "عقلاء القوم ينتصرون للاستقرار ومنع الخيار الخارجي بمسؤولية وطنية"، مشيرا إلى أنّ "السيد الصدر يستحضر حكمة التاريخ ويحتكم للعراق وشعبه بعيدا عن المناصب. وحدة البيت الشيعي تنهي المراهنة على الفوضى. العراق ينتصر".
ويعد هذا أول لقاء شيعي بهذا المستوى يجمع قادة الإطار التنسيقي مع مقتدى الصدر، بعد إجراء الانتخابات البرلمانية في العراق في العاشر من أكتوبر الماضي.
وسبق للصدر أن اجتمع في بغداد بعد إعلان النتائج الأولية للانتخابات في الحادي عشر من أكتوبر الماضي بعدد من قادة الإطار التنسيقي، وأبرزهم هادي العامري رئيس منظمة بدر وعمار الحكيم وحيدر العبادي، لبحث ملف الانتخابات وعملية تشكيل الحكومة الجديدة.
وقالت مصادر عراقية إن اجتماع الصدر مع قوى الإطار التنسيقي هو خطوة مهمة لتوحيد مسار مفاوضات الكتل الشيعية، لتشكيل الحكومة العراقية الجديدة بعد إعلان النتائج النهائية.
وأظهرت النتائج النهائية للانتخابات العراقية فوز الكتلة الصدرية بـ73 مقعدا، وتحالف تقدم بـ37، ودولة القانون بـ33، والحزب الديمقراطي الكردستاني بـ31 مقعدا، بينما حاز تحالف كردستان على 17 مقعدا، وتحالف الفتح على 17 مقعدا، وتحالف عزم على 14 مقعدا، فيما بلغ عدد مقاعد المستقلين 43 مقعدا.
ومن المنتظر أن تعرض المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق أسماء الفائزين في الانتخابات على المحكمة الاتحادية العليا للمصادقة عليها، ومن ثم الشروع في تشكيل العملية السياسية الجديدة للسنوات الأربع المقبلة.